بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 18 أغسطس 2016

قواعد اللغة العربية - الكفاف > ‎ الصفة المشبهة


الصفة المشبهة(1)
علي محمد
     الصفة المشبهة: هي اسم يُشتَق من الفعل الثلاثي اللازم، للدلالة على صفة، يغلِب في كثير من الأحوال(2) أن تتطاول مع الزمن وتستمر، نحو: [أخضر - سكران - عطشان - فَرِح...]، وقد تدل أحياناً على صفة دائمة، نحو: [أعرج - أعمى - قصير - طويل...].
     صيغها: لها صيغة قياسية واحدة هي: (أفعل)، ومؤنثها (فعلاء) تدل على لون أو حلية، فاللون نحو: [أبيض - أسود - أحمر...]، والحلية نحو: [أعرج - أكحل - أحمق...].
     وأما صيغها الأخرى فكثيرة، دونك أشهرها:
فَعْلان
ومؤنثها
فَعْلى:
سكران - شبعان - عطشان...
فَعِل
ومؤنثها
فَعِلَة:
تعِب - مرِح - قلِق...
فَعِيل
ومؤنثها
فَعِيلَة:
كريم - جميل - بخيل...

     الأحكام:
     ليس للصفة المشبهة إعراب خاصّ، فهي تعرب على حسب موقعها من الكلام. غير أن الاسم بعدها قد يكون فاعلاً لها، نحو: [خالدٌ جميلٌ وجهُه]. (وجهُه: فاعل)، أو مضافاً إليه، نحو: [خالدٌ جميلُ الوجهِ]، (الوجهِ: مضاف إليه). أو تمييزاً، نحو: [خالدٌ جميلٌ وجهاً]، (وجهاً: تمييز).
 *        *        *
 شاهدان فصيحان من الصفة المشبهة، ثم ثلاثة أمثلة:
     1- الشاهدان:
   ·   قالت الشاعرة الخرنق بنت هفان من بني قيس:
لا يَبْعَدَنْ قومي الذين هُمُ        سَمُّ العُداةِ وآفَةُ الجُزْرِ
النازِلُونَ   بكلّ    مُعْتَرَكٍ        والطَّيِّبُونَ مَعاقِدَ الأُزْرِ
     [لا يبعدن: لا يهلكن؛ تدعو لقومها ألاّ يهلكوا. وسَمّ العداة: تريد أنهم يقضون على أعدائهم قضاء السمّ. والجُزْر: الإبل، جمع جزور، وهم آفتها لكثرة ما ينحرون منها للأضياف. والطيبون معاقد الأزر: كناية عن عفتهم].
     [معاقد]: معرفة، بإضافته إلى [الأزر]، و[الطيبون]: صفة مشبهة، نَصَبَتْ [معاقد] على التمييز.
   ·   وقال المتنخّل الهذلي يرثي ابنه:
لقد عَجِبتُ وما في الدهر مِن عَجَبٍ       أَنَّى  قُتِلْتَ  وأنتَ  الحازمُ  البَطَلُ
السالكُ   الثغرةَ   اليقظان   سالِكُها        مشيَ الهلوكِ عليها الخَيْعَلُ الفُضُلُ
     [الثغرة: كل ثَنيّة في الطريق يُخاف فيها الأعداء، ومشيَ الهلوك: أي يمشي مشي المرأة المتهتكة، والخيعل: قميصٌ بغير كمين، لا إزار تحته. وإنما أراد من ذلك، بيان زهوه ببطولته، واستهانته بما يخشاه سواه].
     [اليقظان]: صفة مشبهة، [سالكُها]: سالك، فاعل للصفة المشبهة مرفوع بالضمة، و[ها] مضاف إليه.
     2- الأمثلة الثلاثة:
     وننبّه على أننا أتينا بها عمداً - في كل مثال من الأمثلة الثلاثة - مرة مع [ألـ]، ومرة بدون [ألـ]، لنبين أن دخول هذه الأداة على [الصفة المشبهة] وعدم دخولها، لا يغير شيئاً من إعرابها، ولا إعرابِ ما بَعْدَها من الأسماء:
   ·   بعدَ [الصفة المشبهة] مضافٌ إليه:
     [رأيت رجلاً جميلَ الوجهِ، ورأيت الرجلَ الجميلَ الوجهِ]. فـ [الوجه] في الموضعين مضاف إليه.
   ·   بعدها تمييز:
     [مررت برجلٍ جميلٍ وجهاً، ومررت بالرجلِ الجميلِ وجهاً] أو [مررت برجلٍ جميلٍ وجهَه، ومررت بالرجل الجميلِ وجهَه]. فكلمة [وجه] في هذه المواضع الأربعة تمييز.
   ·   بعدها فاعل:
     [رأيت رجلاً جميلاً وجهُه، ورأيت الرجلَ الجميلَ وجهُه]، فكلمة [وجه] في الموضعين فاعل مرفوع للصفة المشبهة.

العودة إلى البحوث

1- يسميها النحاة [الصفة المشبهة باسم الفاعل المتعدي لواحد]. ورأَينا في [مجموعة القرارات العلمية في خمسين عاماً / 303] اقتراحاً في المادة 18: أن تسمى [الصفة الثابتة]. وإننا لَمَعَ هذا الاقتراح، فإنه أقرب إلى حقيقة هذه الصفة، غير أن المصطلح المستقرّ يؤدّي تبديله إلى بلبلة وتشويش.
2- إنما قلنا [يغلب في كثير من الأحوال] لأن بعض ذلك لا يستمرّ، بل يزول ببطء نحو: [غضبان - سكران...]، أو بغير بطء نحو: [فرِح - حَزِن - قَلِق...]، ولكنه يعود فيتكرر أو يتجدد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق