يتطور الذكاء الصنعي على نحو مستمر وبثبات،
وهو اليوم لا يقف عند حدود الأنظمة الحاسوبية الذكية التي لها أن تلعب الشطرنج
والغو وتكسب بلا صعوبة، أو أن تقدم استشارات طبية عالية المستوى تفوق قدرة فريق من
الأطباء مجتمعين على تشخيص بعض أمراض السرطان مثلاً، وكذلك الأمر في الاستشارات
القانونية. كما أن لبعض الأنظمة اليوم قدرة التعرف على الأشكال لأشخاص يسيرون في
الطريق لتقول إن هذا هو فلان وذاك علان لستستخدم في ملاحقة المجرمين مثلاً. ولم
يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تطور إلى حد صناعة "بشر" آليين بوجوه
مماثلة للوجه البشري (وهذا ليس بالأمر الصعب) لها أن تصدر تعابير تماثل التعابير
الانفعالية البشرية من عبوس وانفراج في الوجه وإظهار الامتعاض والاستغراب الخ عند
مشاركتها في حوار أو نقاش!

ولكن هناك من يشير إلى أن الذكاء الصنعي هو
"علبة سوداء" لا نعرف ما بداخلها الذي هو خوارزميات كتبها مبرمجون لا
إمكانية لنا في معرفة ما قد تدبّر من تصرفات مثال ذلك الإنسالي الذي يستخدمه الجيش
للقتل. فصحيح أن الإنسان يسيطر عليه ولكنه قد يفلت من سيطرة الإنسان. ويضيف البعض
الآخر بأن الشرطة الأمريكية تستخدم اليوم "الشرطة الاستباقية" التي
تستخدم خوارزميات قائمة على التوجهات التاريخية "لتقوية الأحكام المسبقة
القائمة حالياً" وهو أمر قد يعزز المواقف المناوئة لبعض الإثنيات.... لذا
طالب رئيس منظمة العفو الدولية بوضع إطار أخلاقي عالمي واضح يضمن استخدام التقانة
لصالح الجميع.
بقي أن نذكّر بأنه لا شيء يضمن عدم إساءة
صوفيا التصرف إذا طلب منها السهر على قاعدة للصواريخ أو إدارة سوق المال مثلاً، فذكاؤها صنعي ينقصه الإنسانية والوعي خاصة...
نرجو للبشرية حظاً وافراً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق