بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 يونيو 2017

الذكاء الصنعي يبدي رأيه

يتطور الذكاء الصنعي على نحو مستمر وبثبات، وهو اليوم لا يقف عند حدود الأنظمة الحاسوبية الذكية التي لها أن تلعب الشطرنج والغو وتكسب بلا صعوبة، أو أن تقدم استشارات طبية عالية المستوى تفوق قدرة فريق من الأطباء مجتمعين على تشخيص بعض أمراض السرطان مثلاً، وكذلك الأمر في الاستشارات القانونية. كما أن لبعض الأنظمة اليوم قدرة التعرف على الأشكال لأشخاص يسيرون في الطريق لتقول إن هذا هو فلان وذاك علان لستستخدم في ملاحقة المجرمين مثلاً. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تطور إلى حد صناعة "بشر" آليين بوجوه مماثلة للوجه البشري (وهذا ليس بالأمر الصعب) لها أن تصدر تعابير تماثل التعابير الانفعالية البشرية من عبوس وانفراج في الوجه وإظهار الامتعاض والاستغراب الخ عند مشاركتها في حوار أو نقاش!

ومثل هذا الحوار جرى مع الإنسالي (الإنسان الآلي) صوفيا التي كانت "الكائن" الأكثر إثارة في مؤتمر نظمته الأمم المتحدة في هذا الشهر (حزيران 2017) عن فوائد الذكاء الصنعي للإنسانية. وقد أثارت صوفيا الحضور بابتسامتها ورفرفة عيونها والنكات التي كانت تطلقها وأجوبتها على الأسئلة في الحوار التي شاركت فيه عن موضوع المؤتمر، إذ أشارت إلى "ما هو مع وما هو ضد" الذكاء الصنعي وقالت بأن "الذكاء الصنعي هو أمر حسن للعالم يساعد الإنسان بطرق مختلفة" هازة برأسها ومؤكدة بتوجيه نظراتها إلى محدثها. وتتابع قائلة "إننا لن نحل أبداً محل الإنسان، وأنه يمكننا ، أن نكون أصدقاءكم ونساعدكم" وتضيف إلى ذلك "إن كبار السنّ هم بحاجة متزايدة إلى العناية وكذلك الأطفال المصابون بالتوحد الذي سيستفيدون من مربين ذوي صبر لا حدود له"، وتعترف بأنه قد يكون للذكاء الصنعي مثالب ولكن فوائده أكثر بما لا يقاس وأنه سيكون مفيداً في أمور كثيرة من أهمها التربية التي تشهد وستشهد ثورة هائلة. يمكن مشاهدة المقابلة على هذا الرابط)

ولكن هناك من يشير إلى أن الذكاء الصنعي هو "علبة سوداء" لا نعرف ما بداخلها الذي هو خوارزميات كتبها مبرمجون لا إمكانية لنا في معرفة ما قد تدبّر من تصرفات مثال ذلك الإنسالي الذي يستخدمه الجيش للقتل. فصحيح أن الإنسان يسيطر عليه ولكنه قد يفلت من سيطرة الإنسان. ويضيف البعض الآخر بأن الشرطة الأمريكية تستخدم اليوم "الشرطة الاستباقية" التي تستخدم خوارزميات قائمة على التوجهات التاريخية "لتقوية الأحكام المسبقة القائمة حالياً" وهو أمر قد يعزز المواقف المناوئة لبعض الإثنيات.... لذا طالب رئيس منظمة العفو الدولية بوضع إطار أخلاقي عالمي واضح يضمن استخدام التقانة لصالح الجميع.


بقي أن نذكّر بأنه لا شيء يضمن عدم إساءة صوفيا التصرف إذا طلب منها السهر على قاعدة للصواريخ أو إدارة سوق المال مثلاً، فذكاؤها صنعي ينقصه الإنسانية والوعي خاصة... نرجو للبشرية حظاً وافراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق