بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 31 أغسطس 2016

ما قبل التاريخ!!



كثيراً ما نسمع عن فترة "ما قبل التاريخ" دون أن يكون ذلك واضح التحديد في الأذهان. وفي الواقع تُعرّف عموماً فترة ما قبل التاريخ بأنها الفترة بين ظهور الإنسانية وظهور أول وثيقة مكتوبة، وإن كان هناك عدم اتفاق كامل على تلك الأخيرة. كما أن لحظة البداية أيضاً يصعب تحديدها تماماً نتيجة التطور الذي حصل لدى الكائنات التي أدت إلى النوع الإنساني وذلك على مرّ مئات آلاف السنين. وهذه البداية تختلف بحسب الباحثين بحسب المعايير المعتمدة لتعريف من هو الإنسان، وهذه التعاريف يمكن أن تكون قائمة على تصنيف العضويات الحية أو تكون قائمة على أصول أنثروبولوجية (التي تدرس الإنسان، المعاصر والقديم، من الناحية البيولوجية والثقافية) أو ثقافية أو فلسفية حتى.
أدوات من الحجارة صنعها الإنسان منذ قرابة 1.7 مليون سنة في الحبشة

فظهور النوع البشري يعود إلى 2.8 مليون سنة وفقاً لاكتشافات حدثت عام 2015، تطور عنه إنسان رودولف (نسبة إلى بحيرة رودولف في أفريقيا) منذ نحو 2.4 مليون سنة وكذلك الإنسان الماهر homo habilis في شرق أفريقيا وأستراليا. ونجم عنهما الإنسان المنتصب، وأنتجا الأدوات الحجرية. 

قطعة نقدية من القرن الرابع قبل الميلاد في بابل تمثل على الأغلب داريوس الثالث
أما فترة نهاية ما قبل التاريخ وربطها بظهور الكتابة التي تعود إلى 3500 قبل الميلاد في مصر وسومر، فإن ذلك يثير مشكلة أن ظهور الكتابة لم يكن في وقت واحد في مختلف المناطق الجغرافية. كما أن هناك مجتمعات لم تعرف الكتابة إلا متأخرة، ولكن تقاليدها الشفهية كانت متطورة كما في حالة حضارات أمريكا وأفريقيا. لذا اعتمد تعريف اقتصادي واجتماعي لنهاية فترة ما قبل التاريخ يقول بأن ما قبل التاريخ انتهى مع تمكن الإنسان من إنتاج مستلزمات بقائه. أي من الفترة التي تحول فيها إلى أن يكون مزارعاً أو مربياً للماشية. أي الفترة التي أصبح فيها قادراً على استثمار موارد يسيطر عليها ويديرها ولو جزئياً. وهذا يجعل نهاية ما قبل التاريخ تعود لتاريخ سابق للكتابة بعدة آلاف من السنين، ويجعله يعود إلى فترة أول التجمعات الإنسانية المترافقة مع بناء أو إنشاء السكن واعتماد التبادل التجاري والنقود.

بقي أن نقول إن فترة ما قبل التاريخ هذه تقسم بين الفترة الباليوليتيكية (أي فترة الأحجار المشذبة) والفترة النيولتيكية (أي فترة الأحجار المصقولة). وهناك من يقسمها تقسيمات أخرى ترتبط بتطور صناعة الأدوات الحجرية التي تنتهي تقريباً في فترة تعود إلى 9 آلاف سنة من الآن. أي أن فترة ما قبل التاريخ انتهت قبل بداية عملية التأريخ كتابة.


الاثنين، 29 أغسطس 2016

ساعات النوم ...والعمر


يمضي الإنسان أكثر من ثلث حياته نائماً، ولحالة النوم آثار عديدة على الصحة والراحة. ولكن ساعات النوم تختلف من شخص إلى آخر وتتغير أيضاً بحسب العمر.

فالأطفال الحديثي الولادة الذين تتراوح أعمارهم بين يوم و 3 أشهر يحتاجون إلى ما بين 16 و 24 ساعة نوم، ذلك أن للنوم وظيفة في هذه المرحلة وهي استكمال بناء المخ. وفي أثناء نوم الطفل هذا تتكون الهرمونات اللازمة للنمو.

أما الأطفال بين 4 أشهر و 11 شهراً فهم بحاجة إلى ما بين 14 و 17 ساعة نوم، حيث لا يكون النوم ثابتاً لدى الطفل، إذ له أن يستيقظ عدة مرات وخاصة في النصف الثاني في الليل دون أن يوقظ من حوله بالضرورة.

أما الأطفال بين سنة وخمس سنوات فهم بحاجة إلى ما بين 10 و 14 ساعة نوم. وهي مدة تزيد في عمر السنة وتتناقص عند بلوغ السنة الخامسة. وتستمر في التناقص في فترة العمر ما بين 6 و 13 سنة لتصل إلى 9 ساعات. وفي هذه الفترة من العمر تأخذ ساعة الذهاب إلى النوم بالتأخر لتصبح في العاشرة مساء لمن هم في سن الثالثة عشرة. أما البالغين ممن تتراوح أعمارهم بين 14 سنة و17 سنة فتكون عدد ساعات نومهم بين 8 ساعات وعشر ساعات، وهو نوم يتميز بالعمق وعدم الانتظام في ساعة بدء النوم. أما البالغين بين 18 و 64 سنة فينامون بين 7 و 9 ساعات، وهو نوم تتطلبه راحة الجسد، فنوم أقل من ست ساعات يسيء إلى عمل بعض المورثات المسؤولة عن مقاومة الضيق (stress) وتلك المسؤولة عن جهاز المناعة وتلك المسؤولة عن الاستقلاب.

أما كبار السن البالغة أعمارهم أكثر من 65 سنة فهم بحاجة إلى ما بين سبع وثمان ساعات نوم يومياً. وتنخفض لدى هؤلاء مدة النوم العميق والنوم النشط، ويميل نومهم إلى أن يكون خفيفاً ومتقطعاً، وهم يمضون فترة أطول للوصول إلى النوم. ويكون نومهم مبكراً في المساء والاستيقاظ مبكراً في الصباح وهو ما يجعلهم يشعرون أنهم لم يناموا كفاية مما يستدعي القيلولة في وسط النهار. هذا طبعاً إذا لم نأخذ بالاعتبار الوضع الصحي الذي تسقط الشيخوخة عليه ظلالها بأشكال تزيد من اضطرابات النوم.
 
وفي كل الأحوال فإن معظم الناس ينامون ما بين سبع ساعات ونصف وثمان ساعات يومياً، ويمكن لهذا أن يزيد قليلاً أو ينقص، فلسنا جميعاً متساوين إزاء النوم. حتى إن بعض البالغين ينامون أقل من ست ساعات يومياً، وآخرين أقل من ذلك، ونسبة هؤلاء تمثل 5% من الناس. كما أن هناك من البالغين من ينامون أكثر من تسع ساعات وسطياً ونسبتهم تصل إلى 15% من الناس.

بقي أن نقول إن الإناث عموماً يحتجن إلى عدد ساعات نوم أكثر من الرجال، وبمقدار ساعة وسطياً يومياً، وسبب ذلك حاجة الأنثى لإراحة ذهنها الذي يعمل في الاستيقاظ بأكثر من ذهن الذكر، ذلك أن ذهن الأنثى قادر على فعل أشياء أكثر في الوقت نفسه مما لذهن الذكر!!.