بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 31 مايو 2015

كيف بدأ موقع فيسبوك

عندما كان مارك زوكنبرغ طالباً في السنة الثانية في جامعة هارفارد، قام بتطوير موقع FaceMash، وهو بمثابة لعبة لطلاب الجامعة يعرض عليهم صورتين متجاورتين لطالبين ويسمح لزوار الموقع باختيار الشخص الجذاب بينهما وأخذت اللعبة اسم Hot or not. أُطلِق موقع FaceMash في ٨ تشرين الثاني ٢٠٠٣ وقامت الجامعة بإغلاقه بعد بضعة أيام، متهمةً مارك بانتهاك حقوق النشر وانتهاك الخصوصية وسرقة صور الطلاب.

 وفي شباط ٢٠٠٤، قام مارك بإطلاق موقع جديد سماه TheFacebook، يسمح للطلاب بإنشاء ملفهم الشخصي وتحميل صورهم والتواصل فيما بينهم. بعد افتتاح الموقع بستة أيام، اتهم ثلاثة طلاب في الجامعة مارك بسرقة أفكارهم المتعلقة بتطوير موقع التواصل الاجتماعي HarvardConnection واستخدامها في تطوير موقعه، وقاموا فيما بعد برفع دعوى قضائية عليه وتم حل النزاع خارج المحكمة وحصل المدعون على تعويض مالي كبير.



كان الاشتراك في موقع فيسبوك في البداية محصوراً بطلاب جامعة هارفارد واستعان مارك بزملاء له لتوسيع الموقع ليشمل جامعات أخرى في بوسطن ثم في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي أيلول ٢٠٠٥ أصبح بإمكان المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية الانضمام إلى الموقع ثم بدأ الانتشار العالمي، ولم يعد الاشتراك بالموقع منذ أيلول ٢٠٠٦ مقتصراً على المؤسسات التعليمية وأصبح متاحاً لكل من لديه عنوان بريد الكتروني.
في عام ٢٠٠٥ أصبح اسم الموقع Facebook فقط بعد شراء اسم النطاق www.facebook.com بقيمة ٢٠٠ ألف دولار.  

السبت، 30 مايو 2015

الجامد والمتصرف... لغة عربية



من كتاب "الموجز في قواعد اللغة العربية" للمرحوم سعيد الأفغاني. 

أكثر الأفعال له ثلاث صيغ: الماضي والمضارع والأمر، مثل: كتب وقرأ وعلم الخ. فهذه الأفعال متصرفة تامة التصرف، نقول منها: كتبَ يكتبُ اكتبْ...الخ. ومنها ما لا يأتي منه إلا صيغتان: الماضي والمضارع فقط، كأفعال الاستمرار: ما زال ما يزال، وما برح وما يبرح وأخواتهما: انفك، فتئَ، وكاد وأوشك من أفعال المقاربة. وليس من هذه الأفعال صيغة للأمر، فهي ناقصة التصرف.

ومنها ما يلازم صيغة واحدة لم يأْت منه غيرها، فهذا هو الفعل الجامد. فإما أن يلازم صيغة المضيِّ مثل: ليس، عسى، نعم، بئس، ما دام الناقصة، وكرب من أفعال المقاربة، وأفعال الشروع، وحبذا، وصيغتي التعجب وأفعال المدح والذم، وإما أن يلازم صيغة الأمر مثل: هب بمعنى (احسِب) وتعلَّمْ بمعنى (إِعلم) فليس لهما بهذا المعنى مضارع ولا ماض.


ومعنى الجمود في الفعل عدا ملازمته الصيغة الواحدة: عدم دلالته على زمن، لأنه هنا يدل على معنى عام يعبر عن مثله بالحروف، فالمدح والذم والنفي والتعجب، معان عامة كالتمني والترجي والنداء التي يعبّر عنها عادة بالحروف، ولزوم الفعل حالة واحدة جعله في جموده أشبه بالحروف، ولذا كان قولك: (عسى الله أن يفرج عنا) مشبهاً (لعل الله يفرج عنا). ولا يشبه الفعل الجامد الأفعال إلا بدلالته على معنى مستقل واتصال الضمائر به، فنقول: ليس وليسا ولستم وليست ولستُ كما تقول عسيتم وعسى وعسيتنَّ إلخ.

ومن النحاة من يلحق بالأفعال الجامدة (قلَّ) و(كثُر) و(شدّ) و(طال) و(قّصُر) في مثل قولنا: (قلّما يغضب أخوك وطالما نصحته، وشد ما تعجبني الكلمة في موضعها، وطالما تغاضيت) والحق أنها أفعال متصرفة وأن (ما) فيهن مصدرية، وفاعلها المصدر المؤول منها ومن الفعل بعدها، والتقدير في الجمل السابقة: (قلَّ غضبُ أخيك وطال نصحي له... الخ) فلا داعي لعدها من الأفعال الجامدة لا في المعنى ولا في الاستعمال.

الجمعة، 29 مايو 2015

تبريد الطعام، تاريخه وآثاره

كان الناس قبل القرن التاسع عشر يعتمدون في حفظ الطعام على الجليد والثلج وكانوا على مدى قرون طويلة يحفظون الطعام ويخزنونه في أقبية أو تحت الماء في البحيرات القريبة أو الآبار أو السواقي وكان معظم الطعام المخزن ينتج محلياً. ولكن هذه الطرق لم تكن كافية لحماية الأطعمة من التلف، وكانت الإصابات بالبكتريا منتشرة، ولم يكن غريباً أن يموت البعض بسبب الطعام الفاسد خاصة خلال الصيف. ولهذا كان الناس يعتمدون على التمليح والتتبيل والتدخين والتخليل والتجفيف.

قام الصينيون القدامى بجمع الجليد وتخزينه، وكان الإغريقيون والرومان يضعون كميات كبيرة من الثلج في حفر للتخزين يغطونها بمواد عازلة. وبدأ تبريد المشروبات يصبح رائجاً في أوروبا وبشكل خاص في إيطاليا واسبانيا وفرنسا بحلول القرن السابع العشر. وبدأ بهذا الوقت استخدام (ملح بيتر) أو (الملح الصيني - نترات البوتاسيوم) المذوب في الماء للتبريد حيث اكتشف أن مزج هذا الملح بالماء يسبب انخفاضاً كبيراً بدرجات الحرارة. ومع نهاية القرن السابع عشر، كانت المشروبات المجمدة والعصائر المثلجة رائجة في المجتمع الفرنسي.

في نهاية القرن الثامن عشر بدأ شحن الجليد تجارياً وكان لكل من الأمريكيين Frederick Tudor وNathaniel Wyeth الفضل في تحويل هذه التجارة إلى تجارة رابحة ومنتشرة، فقد قام الأول بتطوير تقنيات العزل وتمكن من تخفيض فواقد الذوبان بشكل كبير واهتم بشحن الثلج إلى المناطق الاستوائية، أما الثاني فقد قام بتطوير طريقة سريعة ورخيصة لتقطيع ألواح الجليد مسرعاً بذلك تخزينها ونقلها. وازدهرت هذه التجارة بشكل كبير وأصبح الجليد أكثر توفراً في العالم، وبدأ يستخدم كوسيط للتبريد.

وفي بدايات القرن العشرين استخدمت تقنيات التبريد التي تعتمد على غاز الأمونيا والفريون و أصبحت الثلاجات التي تستخدم هذه التقنية أجهزة يمكن الاعتماد عليها من أجل حفظ وتخزين الطعام. وأدى ذلك إلى تغيير في العادات الغذائية والوجبات حيث أصبح بإمكان الناس تناول الأطعمة الطازجة على مدار العام بدل الاعتماد على الأجهزة المعلبة والمعالجة في الشتاء. وتنوعت الأطعمة المتاحة في المتاجر حيث أصبحت هذه تقدم أطعمة منتجة محلياً إلى جانب أطعمة أخرى مستوردة قادمة من أماكن بعيدة.


الخميس، 28 مايو 2015

الجني الأسمر، حكاية اسكتلندية



يشكل الجن السمر أو البراوني (brownie) الإسكتلندي، صنفاً من الكائنات متمايزاً في عاداته وهيئته عن أصناف الجن الأشرار وغريبي الأطوار. فهو هزيل الجسم وشعره أشعث ومظهره وحشي.


يتوارى جن البراوني في وضح النهار في حفر بعيدة في البيوت القديمة، حيث يطيب له السكن. وفي الليل يعمل ويكد للقيام بالمهام الشاقة التي يعتقد أنها تفيد الأسرة التي نذر نفسه لخدمتها. ولكن البراوني لا يكدح على أمل الحصول على مكافأة أو تعويض عن جهوده. بل على العكس تماماً، فهو حساس جداً تجاه مسألة ارتباطه مع الأسرة حيث يقيم، لدرجة أن عرض أي مكافأة عن عمله، وخاصة الطعام، فإن هذا سيؤدي إلى تركه الأسرة قطعاً والاختفاء إلى الأبد. 

يُحكى أن جنياً أسمر كان يسكن مع أسرة بوردر، التي انقرضت الآن وفي أحد الأيام فاجأ سيدةَ المنزل مخاضُ ولادة غير متوقع. ولم يبد الخادم الذي كُلّف بالذهاب إلى مدينة جيدنبرغ لإحضار القابلة الاهتمام اللازم، فانسل الجني الأسمر في معطف ضخم خاص بخدم البيت، وامتطى أفضل جياد اللورد قاصداً البلدة، وبعد فترة قصيرة عاد بصحبة القابلة بالرغم من ارتفاع المياه في مجرى النهر إلى درجة خطيرة، ولم يكن أمامه بدٌ من خوض التيار وخلفه القابلة التي كانت ترتعد خوفاً، وبعد جهد جهيد وصلا بأمان إلى البيت حيث كانت السيدة بوردر بانتظار القابلة وبأمس الحاجة لها.


وبعد أن أعاد الجني الأسمر الحصان إلى مربطه، ذهب إلى غرفة الخادم الذي كان ما يزال يعقد شريط حذائه، فأوسعه ضرباً بسوط الخيل الذي كان بيد الخادم.

كان اللورد سعيداً جداً بما فعله الجني، فرغب في مكافأته تعبيراً عن امتنانه. وعرف اللورد أن الجني كان قد عبَّر عن رغبته في الحصول على معطف أخضر، فأمر بخياطة معطف خاص بلون أخضر وتركه في مكان إقامة الجني. أخذ الجني المعطف، ولكن لم يره أحد منذ ذلك الحين. يمكن أن نفترض أنه ربما سئم عمله المنزلي المجهد فذهب بمعطفه الجديد ليعيش مع أقرانه من الجن.



مترجمة عن كتاب "حكايا شعبية اسكتلندية"، لمؤلفه جورج دوغلاس، منشورة على الرابط:
http://www.sacred-texts.com/neu/celt/sfft/sfft50.htm