بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 يوليو 2018

ديانات الحجاز وشبه الجزيرة

محاضرات في التاريخ الإسلامي والعربي: الجزيرة العربية وجيرانها قبل البعثة النبوية للدكتور محمد محفل. 

فيما يلي المحاضرة الثانية عشرة بعنوان
ديانات الحجاز وشبه الجزيرة

ويمكن الاستماع إلى المحاضرات السابقة على هذا الرابط


الأحد، 22 يوليو 2018

سوق العمل... بين الحاضر والمستقبل

العمل هو اللبنة الأساسية في الاقتصاد. عملُ الإنسان أو عملُ الآلة ومنتجاتهما. والآلة هي عصب الصناعة منذ نهاية القرن الثامن عشر. ودورها في تزايد مستمر. فقد كان في البداية للقيام بأعمال لا طاقة للإنسان بها فكانت المحركات البخارية كفيلة بها. وتطور الأمر إلى قيام الآلات بأعمال دقيقة لا طاقة للإنسان بها أيضاً، كما في حالة صناعة الشرائح الإلكترونية الموجودة في كل أجهزة الاتصال والحواسيب. وبين هاتين المرحلتين كان التطور التكنولوجي حثيث الخطى لا يتوقف. وبما أن عامل الربح هو عامل هام في أي اقتصاد، لذا سار هذا التطور نحو الاستغناء عن الإنسان العامل والاستعاضة عنه بالآلة التي لها أن تعمل النهار والليل بلا كلل أو تذمّر وكل ما يرافق ذلك من اضطرابات.

ومع تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودخول الذكاء الصنعي الميدان، أصبح للآلات دور أكثر أهمية، ويمكن لها في القريب أن تؤثر على سوق العمل التي كان الإنسان بطلها شبه الوحيد في بداية القرن العشرين، وبقي كذلك حتى ثمانينيات القرن العشرين عندما بدأ الإنسالي (الإنسان الآلي) بالظهور في مصانع التعدين والسيارات للقيام بالمهمات الشاقة عموماً ومن ثم المهمات الدقيقة جداً، وكسب قصب السبق في الميدانين. وهو اليوم يقوم بمهمات اعتقدنا لزمن طويل أن الإنسان هو الوحيد القادر على القيام بها، مثل حراسة المباني أو أعمال الخدمة في المشافي كتقديم الوجبات للمرضى وكذلك الدواء وبعض العمليات الروتينية الأخرى. وبعض من الإنساليات يقوم بالعمل ضمن المستودعات على نحو فائق الدقة سواء في التفريغ أو التحميل تمهيداً للشحن. هذا كله إذا نسينا ما تقوم به الحواسيب من أعمال إدارية وأنظمة الذكاء الصنعي المركبة عليها في مجالات الطب والمحاماة وغير ذلك.

الإنسالي أو الأتمتة آخذين بالحلول محل الإنسان العامل بالرغم من تزايد القوة العاملة في العالم نتيجة الزيادة السكانية. ولكن هذا لم يمنع المصانع الصينية للإلكترونيات من استثمار ملايين الدولارات لاستبدال الإنساليات بالعاملين، وقد أمكن لبعض المصانع الاستغناء عن 80% من العاملين لديها. الباقون هم لبرمجة الآلات وصيانتها وما شابه. هذا كله في سبيل تخفيض الأسعار والبقاء في سباق المنافسات. وبحسب دراسة لجامعة أوكسفورد فإن سوق العمل في الصين ستفقد 77% من الوظائف فيها في العشرين سنة القادمة. 



شاحنات المناجم المؤتمتة
أما في إقليم بيبارا الاسترالي حيث تعمل الشاحنات المؤتمتة في المناجم دونما حاجة لسائق أو عامل مناجم، فهي تحفر وتنقل إلى المستويات العليا. وهذه الشاحنات وغيرها تقاد من على بعد 1300 كم حيث يقوم 400 عامل بإدارة 15 منجماً و 31 بئراً وأربعة مرافئ و 1600 كم من شبكات النقل الحديدية، وهو ما كان يحتاج إلى أعداد جمّة من العاملين!

هذا كله سيسبب يوماً في أزمة بطالة حادة. وهي أزمة بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي، وبالرغم من وعود السياسيين بحلها إلا أنها ما فتأت تتفاقم. فنسب البطالة تجاوزت 10% من القوة العاملة في الدول الأوروبية بالرغم من زيادة نسبة المؤهلين فنياً وعلمياً بالقياس إلى ما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي. وغير ذلك فقد تحولت بنية عقود العمل التي كانت في معظمها عقود ثابتة إلى عقود عمل مؤقتة أو ما شابه. تقول دراسات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للدول المتطورة OECD بأن 57% من وظائف هذه الدول ستتأثر بأتمتة العمل، وأن نحو 5 ملايين وظيفة ستختفي في الدول الخمس عشرة الأكثر تطوراً في السنوات القليلة القادمة. صحيح أن التكنولوجيا الحديثة سمحت بخلق وظائف جديدة ولكنها وظائف تتناقص بسرعة مع الزيادة في كثافة الأتمتة.

جانب من مصنع مرسيدس
البعض يقول بأن هذه الأتمتة ستسمح للإنسان بأن ينعم بحياة أفضل، حياة بلا عمل، لكن لا نعرف حتى الآن كيف يمكن مقاومة الملل ومشتقاته. البعض الآخر يقول بأن هذه الآلات والبرمجيات بحاجة دائمة إلى أعمال صيانة وأن في هذا سوق كبيرة للعمل... ولكن المشكلة أن الآلات تتعلم الآن صيانة نفسها وكذلك البرمجيات! ... فما العمل؟ ... من المؤكد ان علينا مراجعة مواقفنا من أشياء كثيرة في عالم راهن يضع الكثير من إشارات الاستفهام على جوانب من عالم قريب عرفناه وننتقل منه إلى عالم جديد بتصوراته وعقائده وقيمه ... لنأمل بأن المستقبل سيحمل حلولاً لقضايا من صنعنا.

الأربعاء، 18 يوليو 2018

الديانات الموحدة... د. محمد محفل

محاضرات في التاريخ الإسلامي والعربي: الجزيرة العربية وجيرانها قبل البعثة النبوية للدكتور محمد محفل. 

فيما يلي المحاضرة الحادية عشرة بعنوان
الديانات الموحدة
ويمكن الاستماع إلى المحاضرات السابقة على هذا الرابط

السبت، 14 يوليو 2018

النوم والتكنولوجيا

اتخذ النوم مع الثورة الصناعية صيغة غير تلك التي نعرفها اليوم، فقد كان النوم على فترتين يمكن أن يصل مجموعهما إلى نحو عشر ساعات. ولكن المصانع وبعدها عن أماكن السكن، وكيفية تنظيم العمل وغير ذلك تطلب أن يمتد العمل لعدد من الساعات المتواصلة بحيث يكون نوم العاملين لفترة واحدة لا تقل عموماً عن ثمان ساعات، واضطرت باقي الفئات من فلاحين وموظفين في الدولة وغيرهما إلى التكيف مع ذلك لصبح النوم لفترة واحدة منذ مطلع القرن التاسع عشر وحتى اليوم. وما القيلولة ربما إلا من بقايا نوم الفترتين.

ولكن تدخل التكنولوجيا في النوم لم يتوقف عند ذلك فقط. فقد كان النوم في القرن التاسع عشر يبدأ مع ساعات الليل الأولى والاستيقاظ مع خيوط النهار الأولى. وفي بداية القرن العشرين انتشرت الكهرباء في بعض مدن العالم، وشملت معظمها قبل انتهاء النصف الأول من القرن العشرين. وهذه الكهرباء أتاحت لأصحاب الحلات البقاء في متاجرهم حتى ساعة متأخرة من الليل. وفي بداية القرن العشرين كان متوسط نوم الفرد الأمريكي عشر ساعات يومياً انخفضت في عام 2013 إلى ست ساعات وواحد وثلاثين دقيقة فقط، وكانت في الجيل السابق من مرتبة ثماني ساعات يومياً وهو الجيل الذي عاش ثورة التلفاز والسهر لمتوسط ساعتين زيادة عما كان عليه الأمر في مطلع القرن العشرين.


وهذا الانخفاض إلى ست ساعات وواحد وثلاثين دقيقة ليس سببه الكهرباء فقط وإنما أجهزة الاتصالات وشاشات الحواسيب عموماً أو كل ما يصدر عما نسميه بالضوء الأزرق. فهذا الضوء يؤخر ارتشاح هرمون النوم الذي يسمى "الميلاتونين"، وهذا التأخير يؤدي إلى اختلال في ساعة النوم المعهودة وتأخرها عن موعدها العادي.

وفي غير هذا فإن دولاً مثل الولايات المتحدة وفرنسا والصين والهند وكندا وهولندا وغيرها تبحث عن التحكم بساعة نوم جنودها لإبقائهم مستيقظين أثناء قيامهم بمهمات محددة كما هو الأمر في حالة الطيارين الذين يقومون بمهمات طويلة أو بمهمات عاجلة قدد تتوافق وساعة نومهم لذا يجب إبقائهم يقظين وكذلك حراس النقاط الاستراتيجية. وقد توصلت بعض هذه الدول إلى إنتاج أدوية قادرة على بقاء متناوليها لفترة 48 ساعة بلا نوم، أي بفعالية أعلى بثمان مرات من الكافئين! وهذا الدواء يستعمل اليوم في بعض الفعاليات المدنية مثل العاملين في الإسعافات الطبية...

لقد غيرت التكنولوجيا في الإنسان أشياء كثيرة وكأنه اخترعها للإساءة إلى نفسه. فالنوم القليل يؤدي، فيما يؤدي، إلى السمنة والإصابة بالسكري، وهذا غير المشاكل القلبية... هذا طبعاً دون الحديث عن جودة النوم، وهي جودة مشكوك بأمرها في المدن وضجيجها الناجم عن الآلات المختلفة ومحركاتها. وهي أمراض زادت مع التقدم التكنولوجي. تقدم له محاسن بالتأكيد، ولكن كان من الأولى أن نراقب ما عهدت به الطبيعة إلينا وألا نخل به حتى لا تختل معه حياتنا.


الأربعاء، 11 يوليو 2018

مكة وسياستها الخارجية 2...د. محمد محفل

محاضرات في التاريخ الإسلامي والعربي: الجزيرة العربية وجيرانها قبل البعثة النبوية للدكتور محمد محفل. 

فيما يلي المحاضرة العاشرة بعنوان
مكة وسياستها الخارجية 2
ويمكن الاستماع إلى المحاضرات السابقة على هذا الرابط



السبت، 7 يوليو 2018

التغير المناخي ... حقيقة أم خيال؟


هل ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض الذي يُشعر به في كل مكان على الأرض هو أمر مؤكد أم أنه عارض ولا شيء يدعو للقلق؟

الحرارة التي نشعر بها على سطح الأرض مصدرها الشمس. والإشعاع الشمس الواصل إلى الأرض ينفذ نحو 70% منه إليها وينعكس الباقي على سطحها ليرتد إلى الجو. وبعض من هذه الأشعة التي تمتصها الأرض تعاود الانطلاق مرة ثانية إلى الجو كما هو حال أي جسم تم تسخينه سيطلق بدوره أشعة غير مرئية (تحت الحمراء) في الوسط المجاور له. يعيق ابتعاد هذه الأشعة عن الأرض غازات محيطة بالأرض تشكل الدفيئة الأرضية التي تقود إلى الاحتباس الحراري. وهذه الغازات تتكون في الأغلب من ثاني أوكسيد الكربون ومن غاز الميتان ومن الأوزون وبعض الغازات الأخرى وكذلك بخار الماء. وهذه الغازات في الواقع تعيد جزءاً من تلك الأشعة الصادة عن الأرض إليها وتمتص الباقي في الغلاف الجوي مما يجعل درجة الحرارة على سطح الأرض وسطياً بحدود 14 درجة مئوية. ووجود هذه الغازات المحيطة بالأرض والمساهمة في تشكيل الدفيئة هو أمر إيجابي، إذ لولاها لكانت درجة حرارة الأرض تساوي وسطياً نحو 18 درجة مئوية تحت الصفر. أي لكانت الأرض في حال صقيع دائم.

يتألف الغلاف الجوي من الآزوت بنسبة 78% تقريباً والأوكسجين بنسبة 21% تقريباً ونحو 1% من غاز الأرغون. وهذه الغازات لا تساهم في تشكيل الدفيئة لعدم قدرتها على امتصاص الأشعة تحت الحمراء التي تطلقها الأرض. ومن بين الغازات الأكثر أهمية في تشكيل الدفيئة هو غاز ثاني أوكسيد الكربون، ونسبته في الغلاف الجوي صغيرة للغاية. أما ثاني أوكسيد الكربون فنسبته اليوم هي نحو 0.04% ليس أكثر. ولم تكن هذه النسبة من العام 1000 ميلادي وحتى منتصف القرن الثاني عشر بأكثر من نحو 0.028% وسطياً كما دلت على ذلك الحفريات التي أجريت في طبقات الجليد في القطب الشمالي. وهذه النسبة أخذت في الارتفاع منذ مطلع القرن التاسع عشر مع بدء الصناعة، وهي زيادة مضطردة على نحو دائم كما تبين ذلك دراسات أجريت في العديد من دول العالم. وثاني أوكسيد الكربون هو المسؤول عن ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض بنسبة 65%، يليه غاز الميتان بنسبة 20% والباقي لغازات أخرى. 

يمكن أن نشير في هذا السياق إلى أن درجة الحرارة على سطح الكوكب عطارد أقل من درجة الحرارة على سطح الزهرة بنحو ثلاث مرات علماً بأن الزهرة أبعد من عطارد عن الشمس بنحو مرتين. السبب في ذلك يعود إلى أن جو الزهرة مؤلف بنسبة 96% منه من ثاني أوكسيد الكربون. وفي الواقع فإن عصور الجليد على سطح الأرض إنما تعود إلى انخفاض نسبة ثاني أوكسيد الكربون عن نسبة 0.02%. وهذا يعني الحساسية العالية لدرجة حرارة الأرض لنسبة ثاني أوكسيد الكربون في غلافها.

ولكن ماذا عن بخار الماء الموجود في الغلاف الجوي، ألا يساهم في تشكيل الدفيئة؟ في الواقع نعم، ولكن كمية بخار الماء في الجو ثابتة وهي في حالة توازن مع المحيطات التي تقوم بامتصاص أية زيادة في تركيز بخار الماء في الجو. ومن ثم فإن مساهمة بخاء الماء في الدفيئة لا تتغير على عكس ثاني أوكسيد الكربون المتراكم باستمرار.
الزيادة الحالية الوسطية في درجة حرارة سطح الأرض لا تزيد عن درجة واحدة. البعض سيقول بأن هذا أثر صغير، ولكن الاستمرار في زيادة ثاني أوكسيد الكربون سيزيد من درجة الحرارة الوسطية. وارتفاع درجة الحرارة هذه بمقدار بضعة درجات سيزيد من تركيز بخار الماء في الجو بما لا يمكن للمحيطات امتصاصه وهو الأمر الذي سيزيد من درجة الحرارة التي بدورها ستزيد من كمية بخار الماء في الجو التي ستساهم في زيادة أثر الدفيئة وهكذا دواليك. وهو ما حدث على سطح كوكب الزهرة كما يعتقد علماء الفلك.

هناك من يقول إن الزيادة في درجة حرارة الأرض لا تعود إلى الاحتباس الحراري وإنما إلى تغيرات سببها الشمس وما ترسله إلى سطح الأرض، لكن القياسات والحسابات أظهرت ضعف أثر هذه التغيرات وهي أقل بنحو ثلاثين مرة عن أثر الدفيئة.

بعض علماء المناخ يقولون بأن الأرض عرفت قبل نحو مئتي مليون سنة زيادة في ثاني أوكسيد الكربون بنحو خمس مرات عن الوضع الطبيعي مما زاد في درجة حرارة سطحها بنحو 5 درجات مئوية، ولكن الأرض تدبرت أمورها وواجهت الأزمة بنجاح. فللأرض وسائلها التي نعرف بعضها، مثل زيادة كمية الغيوم مع ازدياد رطوبة الجو. وهذه الغيوم ستقوم بحماية الأرض من أشعة الشمس. ولكن هذه الوسائل ليست مضمونة دائمة والاعتماد عليها ينضوي على مخاطرة كبيرة.

الأرض ستحافظ على نفسها كما فعلت ذلك في الماضي مراراً، ولكن من سيدفع الثمن فهو نحن البشر، وقد يؤدي ذلك إلى انقراض البشرية. لذا علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لخفض كمية الغازات المساهمة في تشكيل الدفيئة وعلى رأسها غاز ثاني أوكسيد الكربون المتأتي عن حرق الوقود الأحفوري بالدرجة الأولى...فالمشي رياضة مفيدة أو استخدام الدراجة للمسافات المتوسطة أو استخدام النقل العام. كذلك الترشيد في استخدام الكهرباء، وما شابه ذلك من تصرفات يومية تفيد في حماية أرضنا.

الأربعاء، 4 يوليو 2018

مكة وسياستها الخارجية 1... د. محمد محفل

محاضرات في التاريخ الإسلامي والعربي: الجزيرة العربية وجيرانها قبل البعثة النبوية للدكتور محمد محفل. 

فيما يلي المحاضرة التاسعة بعنوان
مكة وسياستها الخارجية 1
ويمكن الاستماع إلى المحاضرات السابقة على هذا الرابط