يعاني الكثيرون من مصاعب في البقاء نائمين في الليل مما يسبب لهم الإزعاج والإرهاق. ولكن بعض الأدلة الحديثة تشير إلى أن النوم هو في الأصل على فترتين منفصلتين.
والكثير من النصوص القديمة تشير إلى فترتي نوم، كما أن لقبائل أفريقيا وأمريكا
الجنوبية مرجعية مشتركة في الحديث عن النوم الأول والنوم الثاني. فقد تحدث تشارلز
ديكنز في إحدى رواياته في القرن التاسع عشر عن النوم الأول.
وعثر علماء الأنثروبولوجيا (علم الإناسة، دراسة ثقافات الشعوب ودلالاتها) على أدلة عن الفترة قبل الصناعية في أوروبا (قبل القرن الثامن عشر) تشير إلى أن النوم كان على دفعتين، وما كان يحدد ذلك ليس وقت النوم وإنما وجود شيء يمكن فعله أو لا. والنوم الأول كان بعد الغسق، يعقبه استيقاظ لمدة ساعات تجري خلاله بعض الأعمال مثل الخياطة أو تقطيع الخشب أو رواية الأحلام أو الاسترخاء أو القراءة بالاعتماد على ضوء مصابيح الزيت. يلي ذلك نوم حتى الفجر. وهذ النوم على دفعتين بدأ بالاختفاء مع نهاية القرن السابع عشر.
وفي تجربة أجريت في نهاية القرن الماضي على مجموعة من الناس الذين تركوا
يعيشون في مكان لمدة شهر كانت الظلمة فيه تدوم أكثر من 14 ساعة، ظهر لدى هؤلاء
رغبة في النوم لمدة أربع ساعات تعقبها فترة يقظة لمدة تتراوح بين الساعة والثلاث
ساعات يمكن العمل خلالها، تلتها فترة نوم ثانية لمدة أربع ساعات. وهذا يتوافق مع الساعة
البيولوجية ولكنه لا يتوافق مع متطلبات الحياة الحديثة التي تفرض النوم المستمرلمرة واحدة والبقاء مستيقظاً طوال فترة العمل.
فان غوغ/ قيلولة الفلاحين |
وعثر علماء الأنثروبولوجيا (علم الإناسة، دراسة ثقافات الشعوب ودلالاتها) على أدلة عن الفترة قبل الصناعية في أوروبا (قبل القرن الثامن عشر) تشير إلى أن النوم كان على دفعتين، وما كان يحدد ذلك ليس وقت النوم وإنما وجود شيء يمكن فعله أو لا. والنوم الأول كان بعد الغسق، يعقبه استيقاظ لمدة ساعات تجري خلاله بعض الأعمال مثل الخياطة أو تقطيع الخشب أو رواية الأحلام أو الاسترخاء أو القراءة بالاعتماد على ضوء مصابيح الزيت. يلي ذلك نوم حتى الفجر. وهذ النوم على دفعتين بدأ بالاختفاء مع نهاية القرن السابع عشر.
ومن اللافت أن الحديث في الأدب عن الأرق لم
يظهر قبل القرن التاسع عشر، أي مع اختفاء النوم على دفعتين.
|
ومع هذا فإن النمو على دفعتين يتح قدراً أكبر من المرونة في العمل والحياة
الأسرية. لذا فإن أعداداً متزايدة من الناس في المجتمعات الحديثة أخذت في اعتماد
برنامجاً للنوم على دفعتين لأنه يوفر لهم فترات نشاط أكبر مما توفره فترة نوم واحدة
حيث تكون إنتاجيتهم أقل. تؤكد الكثير من الدراسات على فائدة القيلولة للذاكرة والتعلم والانتباه وتحسين المزاج. وهذا يؤكد
اعتقاد البعض بأن إضطرابات النوم تعود إلى أن النوم المستمر ليس هو الحالة
الطبيعية.
بقي أن نقول إن بنية العمل والحياة في المجتمع المعاصر لا تسمح عموماً بمثل
هذا التقسيم في النوم لأسباب بسيطة مثل ابتعاد مكان العمل عن مكان السكنى وكذلك
مسائل تنظيم العمل في الأماكن التي تتطلب العمل المستمر. ومع هذا فهناك مؤسسات
تفكر جدياً في تقسيم فترات العمل وإتاحة فرصة نوم ثانية لموظفيها! كما أن البلاد
الحارة تفرض فترة قيلولة إجبارية!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق