بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 13 فبراير 2017

الكتابة المسمارية... أصبح لها قاموس

الكتابة المسمارية هي أولى الكتابات مع الهيروغليفية، ومن غير المعروف كيف كانت بدايتهما. والكتابة المسمارية، كما يدل عليها اسمها، تشبه في حروفها وكلماتها تراكيب من المسامير. وهو اسم أطلق عليها في القرن الثامن عشر من الكلمة اللاتينية cuneus، أي مسمار. وهي كتابة كانت تمارس على ألواح طين الغضار الطري بواسطة قلم من القصب أعد لهذا الغرض.

للإلهة إنانا، سيدة إيننا، سيدتي، أنا أور-مامو، الذكر القوي، 
ملك بلاد سومر وأكاد، من بنى ورمم هذا المعبد لها.
بدأت هذه الكتابة في منطقة سومر بين 3200 و 3400 قبل الميلاد، وانتشرت في منطقة بين النهرين، وبقيت في الاستعمال إلى أن اختفت تماماً في القرن الأول قبل الميلاد. تطورت خلاله كثيراً. كانت تتألف من عدد كبير من الإشارات. وهي إشارات صوتية لمقاطع، أو لكلمات كاملة تمثل شيئاً ما دون أن يقابلها بالضرورة صوت. وكذلك إشارات أخرى مثل تلك الخاصة بالأرقام، أو إشارات صوتية متممة.

استخدم الأكاديون بعد السومريين هذه الكتابة في لغتهم، وكذلك شعوب أخرى من تلك التي عاشت في المنطقة مثل الحثيين والحوريين، وإن كان يترافق ذلك مع تغيرات في قواعد الكتابة. وتطورت عنها أبجدية أوغاريت في الألف الثاني قبل الميلاد، كما اشتق منها نظام كتابة مقاطع في بلاد فارس في الألف الأول قلا الميلاد.

الأحرف الأوغاريتية

اكتشفت هذه الكتابة في القرن التاسع عشر، بعدما نقل العديد من الرحالة نسخاً من ألواح الكتابة المسمارية منذ القرن السابع عشر. كانت أول محاولة لفهمها للألماني غروتفند عام 1802 بمراقبته لكتابات مسمارية أتت من بلاد فارس ومعرفته بأسماء الملوك الأخمينيين مثل قورش الثاني وداريوس الأول وقمبيز الأول. ومعرفة فترة حكم كل منهم. ومعرفة تاريخ الألواح (الرقم) المكتوبة. ومن ثم إجراء مقارنات في النصوص التي عمل عليها ليتمكن، بناء على كل المعلومات المتوفرة لديه، من فك بعض رموز هذه الكتابة. استمر العمل على ذلك قرابة خمسين سنة للتمكن من كشف الكتابة المسمارية الفارسية تماماً، الأمر الذي مهّد الطريق لكشف الكتابات المسمارية الأخرى. ترافق ذلك مع متابعة للاكتشافات الأثرية الخاصة بهذه الكتابة جرى معظمها في العراق في القرن التاسع عشر. وفي عام 1905 أنجز تشفير المسمارية السومرية والأكادية. وفي عام 1915 ترجمت الكتابات الحثية، وفي الفترة نفسها أصبح جزء كبير من كتابة الحوريين معروفة تماماً.

ومنذ ذلك الوقت، عام 1921، بدأ العمل على إنجاز قاموس للكتابة المسمارية. قام به معهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو. وهو قاموس موسوعة يتألف من 21 جزءاً، بعض الأجزاء خاصة بحرف واحد. عمل فيه أكثر من تسعين باحثاً، واستغرقهم ذلك نحو تسعين عاماً. يضم هذا القاموس-الموسوعة الكثير من النصوص المتعلقة بالعلم والطب والوثائق القانونية، وأدب ملحمي، ورسائل حب وكذلك رسائل إلى الآلهة. ثمن النسخة نحو ألفي دولار، ولكن يمكن الدخول إليها مجاناً عبر الإنترنت. 

وكما قال أحد من أمضوا عقوداً في العمل على هذا المشروع، بما معناه: يمكننا الآن قراءة شعر وفلسفة كتبت منذ آلاف السنين... والمثير في الأمر إننا نشعر وكأنها نصوص معاصرة... هذا القاموس يمثل نافذة على عالم اندثر وعلى لغات لا يتكلمها أحد اليوم.


هناك تعليق واحد:

  1. سلام عليكم كيف اكتب كلمة عراق بالمسمارية

    ردحذف