بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 فبراير 2018

لا يوجد نسيان... بابلو نيرودا


إن سألتموني أين كنتُ
فعليّ أن أقول: "حدثَ أنّ".
عليّ أن أتحدث عن أرض أعتمتها الحجارة،
عن نهر دمّرَ نفسه باستطالته:
لا أعرف سوى الأشياء التي فقدتها العصافير،
البحر المنسي ورائي، أو شقيقتي التي تبكي.
لماذا كثرة المناطق،
ولماذا ينضم النهار إلى النهار؟
لماذا تتراكم ليلة سوداء في الثغر؟
لماذا الأموات؟
إن سألتموني من أين أتيت،
فعلي أن أتكلم عبر أشياء مهشمة،
عبر أوان مُرّة جداً،
عبر حيوانات كبيرة متعفنة غالباً
عبر قلبي المعذّب.

هي ليست الذكريات المتقاطعة
وليست الحمامة  المصفرّة النائمة في النسيان،
ولكنها أوجهٌ بدموع،
أصابع في الحنجرة،
وما يتساقط من الأوراق:
ظلمة نهار مضى،
نهار تغذى بدمائنا الحزينة.
هاهنا البنفسج والسنونو،
كل ما نحب
وكل ما يظهر على بطاقات لطيفة رشيقة
حيث يتنزه الوقت والرفق.
ولكننا لا نتجاوز أسنانه،
ولا نقضم القشور التي يراكمها الصمت،
لأني لا أعرف بما أجيب:
فالموتى كثر،
والمراسي التي تخترقها الشمس الحمراء كثيرة،
والكثير من الرؤوس التي تدق القارب
وأيدٍ كثيرة قبضت على القبلات،

وأشياء كثيرة أريد نسيانها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق