بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 19 فبراير 2018

الفيتامينات... النقص الدائم

الفيتامينات هي مواد عضوية  يشكلها الكائن العضوي الحي بكميات قليلة، لذا فمعظم ما يحتاجه منها يأتيه من الخارج. وهي لازمة لكل التبادلات الحيوية لدى الكائن الحي، تساهم مساهمة كبيرة في تشكيل الأنزيمات والهرمونات. يحصل الكائن الحي عليها من الغذاء عموماً. بعض الفيتامينات الخاصة بالإنسان يجري تشكيلها عبر البكتيريا المعوية، وبعضها الآخر يتشكل في الجسم عبر تعرضه لأشعة الشمس. اكتشفها البولوني كازميرز فونك عام 1912 عندما تمكن من عزل الفيتامين المسمى B1 في قشور حبات الأرز. وكلمة فيتامين هي لاتينية مركبة من كلمتين هما: فيتا vita وتعني حياة و amine التي تخص الجذر الكيميائي "أمين"، على شاكلة الأحماض الأمينية، بالرغم من أن الفيتامينات لا تتضمن كلها الجذر الأميني.

عدد الفيتامينات 13 فيتاميناً وهناك من يضيف عليها فيتاميناً آخر. بعض الفيتامينات ينحل في الماء، ومن ثم يمكن التخلص منها بسهولة. وهي فيتامينات السلسة المعروفة بفيتامينات ب (B1, B2, B3, B5, B6, B8, B9, B12) إضافة إلى الفيتامين C. وهي تنتشر في سوائل الجسم ولا تختزن، ولا يعتبر الإفراط فيها ضاراً لأنه يمكن طرحها عن طريق البول. وهي في معظمها تأتي عن طريق تناول الفواكه والخضار. والبعض الآخر من الفيتامينات ينحل في الدهون ويختزن فيها، ومن ثم فإن التخلص من الفائض منها قد يستغرق بعض الوقت، لذا يجب الحذر من الإفراط في تناولها أو تناول المواد الغذائية المحتوية عليها. وهذه الفيتامينات هي ADE , K. وهي من أصل غذائي دهني (زيوت، بعض أنواع السمك، صفار البيض، الكبد ...) باستثناء الفيتامين D ومصدره الأهم هو الشمس.
الفيتامينات وبعض مصادرها الطبيعية

من جهة أخرى، لبعض الفيتامينات (مثل الفيتامينات A, C,E) دور هام في مقاومة آثار الإجهاد المؤكسد وذلك عن طريق حماية الخلايا من الأضرار التي تسببها الجذور الحرة ( أي الجزيئات التي يدخل فيها الأوكسجين الذي نتنفسه) التي تهاجم الخلايا ومكوناتها مسببة الكهولة بين أضرار أخرى.

ومن حيث المبدأ فإن النظام الغذائي المتوازن يضمن وفرة في الفيتامينات التي يحتاجها جسم الإنسان. ولكن دراسات عديدة أجريت في الدول الصناعية المتقدمة أظهرت أن هناك نقص دائم في الفيتامينات. وهذا النقص يمس بين 10% إلى 50% من الناس، وقد يكون الأمر أكثر حدة في الدول الفقيرة. ومن أهم أسباب النقص في الفيتامينات حالياً فهي المعالجة الصناعية للغذاء التي تأتي على نسبة كبيرة من المحتويات الصغرية، وكذلك إفقار التربة نتيجة الزراعة الكثيفة دون ترك التربة لترتاح فترة تستجمع خلالها قواها. كما أن إضافة المواد الحافظة وغيرها من المواد المنكهة وما شابه يأتي على نسبة كبيرة من مضادات التأكسد الموجودة طبيعياً في المواد الغذائية.
أما فيتامين D الضروري للعظام والنمو عموماً فيبلغ النقص فيه نسباً أعلى تصل إلى 80% من الناس، وخاصة في الشتاء. وهذا الفيتامين ضروري جداً للصغار في نموهم وللكبار في مقاومة هشاشة العظام، لدوره الكبير في تثبيت الكالسيوم في جسم الإنسان... البعض يتذكر ربما إرغام طلاب المرحلة الابتدائية أسبوعياً على تناول ملعقة من زيت السمك السيئ المذاق شتاء نظراً لأن هذا الزيت هو من أكثر المواد الطبيعية غنى بهذا الفيتامين.


تزداد حاجة الإنسان المعاصر للفيتامينات في الحياة المعاصرة. ولم يعد الغذاء بقادر بمفرده على توفير حاجة الإنسان منها، لذا نشأت صناعة للفيتامينات لسد هذه الحاجة. فالإجهاد وضغط الحياة مثلاً  يأتيان على جزء كبير من المعادن التي لها دور مماثل للفيتامينات وخاصة المغنيسيوم. وكذلك التبغ الذي يزيد يدمر بعض الفيتامينات مثل الفيتامين C و E. كما أن ممارسة الرياضة تتطلب غير الحديد والمغنيسيوم، فيتامينات B1 و B6 و C، وكذلك التلوث الذي يخفف من قدرتنا على تركيب الفيتامين D... ومع هذا فلا يجب التعرض المفرط لأشعة الشمس، ...المفيدة والضارة معاً. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق