بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 4 نوفمبر 2018

تاريخ الصابون

يعود الصابون فيما تقول بعض المصادر إلى الألف الثالث قبل الميلاد. وهذا يعني أن العمليات المعروفة التي تقود إلى ما يسمى بالتصبن حدثت في تلك الفترة دون أن يسمى ذلك بالتصبن أو أن يسمى المنتج بالصابون، ودون أن يستعمل هذا المنتج في الاستحمام. فاستخدامه للاستحمام لم يكن قبل القرن الثاني الميلادي، وأما الاسم فهناك من يقول بالأصل الإغريقي للكلمة sapo، وهناك من يقول إن هذه التسمية جاءت من بلاد الغال التي أنتجت الصابون في تاريخ غابر، وهناك من يقول بأن الأصل هو من اللغة اللاتينية والله أعلم!

أما البداية فتعود إلى بلاد سومر التي اكتشف فيها نص في القرن التاسع عشر يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد جاء فيه: "وهكذا، هو ينقي الماء، هكذا، هو ينظف بالبوتاسيوم، وهكذا يصنع المزيج من الزيت الخالص والبوتاسيوم...". وحددت في الوصف كمية الزيت وكمية الرماد الذي يحتوي على البوتاسيوم. ويصف رقم يعود لعام 2200 قبل الميلاد تقريباً الصابون الذي يضاف إليه عناصر طبية للاستخدام في العلاج. وهذا الصابون الذي صنعه السومريون استخدم لتنظيف الصوف من الدهن.

ورقة البردى ووصفة الصابون
أما المصريون الفراعنة فاستخدموا في تنظيف أجسادهم النطرون أو الإطرون وهو كربونات الصوديوم الطبيعي المستخرج من البحيرات المالحة بالتبخر، وليس لهذا علاقة بالصابون الذي نتحدث عنه. ولكن عثر على ورقة بردى تعود لعام 1550 قبل الميلاد ذُكر فيها مادة تشبه الصابون تستعمل في العلاج. وهذا الخليط كان يستخدم فيه دهن الإوز أو الدهن النباتي مع كربونات الصوديوم أو سولفات الرصاص. أما الفينيقيون فقد تاجروا بالصابون وباعوه على ضفاف المتوسط. وأشار المؤرخ الروماني بلين إلى أن الصابون الطري والقاسي أنتج في بلاد الغال وكان يستخدمون في إنتاجه دهن الخنزير ورماد (بوتاسيوم) السنديان. واستخدامه الأكثر كان في صباغ الشعر أو غسله. وأنتج الصابون في مناطق مختلفة من حوض المتوسط. وأقدم أنواع الصابون التي لا تزال تباع في الأسواق هو صابون الغار الحلبي الذي يستخدم في إنتاجه زيت الزيتون والقلي (البوتاسيوم) وزيت الغار الذي يكسبه رائحة منعشة.

لوجة فقاعة الصابون لجان سيمون شاردان
أما الرواية الشائعة عن استخدام الألمان النازيين للدهون البشرية لموتى معسكرات الاعتقال في صناعة الصابون فهي لم تكن سوى قصة اضطرت محكمة نورنبرغ للتحقيق فيها وإعلان أن ذلك لم يكن سوى أسطورة، وهي أسطورة لا تزال تلقى من يصدقها. وقيل أيضاً أن رماد ضحايا هذه المعسكرات كان موضع تجارب ومحاولات لإنتاج الصابون على مستوى صناعي. لكن أحداً لم يعثر على أية شواهد ملموسة لها أن تسند مثل هذه الأقاويل... وما تصديق هذه الإشاعات إلا لأنه لا شيء يمنع من الاعتقاد بإمكانية ارتكاب الإنسان لما يمكن ولما لا يمكن تصديقه.


يمكن مشاركة هذه الورقة لمن يريد...مع جزيل الشكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق