بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

استنتاج الألوان الحقيقة لثديات منقرضة عن طريق أحفوراتها

تمكن علماء في جامعة بريستول من تحديد ألوان خفافيش منقرضة واستنتاج ألوان العديد من الأحياء القديمة عن طريق أحفوراتها.

تحتفظ الأحفورات عادة بمعلومات مرتبطة بالأجزاء الصلبة للحيوان كالعظام والأصداف، أما بالنسبة للأنسجة الرخوة التي تبقى أحياناً كالريش أو الجلد أو الشعر فقد كان علماء الحفريات يظنون أن المواد العضوية الداكنة الموجودة فيها هي بقايا بكتريا متحللة، ثم اكتشفوا لاحقاً أنها في الواقع أجسام صباغية محفوظة ( أجزاء من الخلية تحمل صباغ الميلانين).

وتشكل هذه الأجسام المصدر الأساسي لصبغة الريش والشعر والجلد في المملكة الحيوانية، وللأجسام الصباغية المختلفة أشكال مختلفة، ومن أنواعها الأساسية الأجسام الصباغية ذات اللون البني المحمر وهي ذات شكل كروي والأجسام الصباغية السوداء ذات الشكل الطويل الضيق.


قام علماء من جامعة بريستول بدراسة الميلانين والأجسام الصباغية في حيوانات متحجرة عديدة تحت مجهر الكتروني ولاحظوا التماثل بين التركيب الكيميائي للميلانين المتحجر والميلانين الحديث ولكنهم وجدوا اختلافات واضحة بينهما.  أخضعوا الميلانين الحديث بعد ذلك إلى درجات حرارة عالية وضغط مرتفع لتعريضه لظروف مشابهة لتلك التي تتعرض لها الأحفورات المدفونة لملايين السنين فوجدوا أن التركيب الكيميائي للميلانين المطبوخ تماثل إلى حد كبير التركيب الكيميائي في الأحفورات، كما وجدوا أن شكل الجسم الصباغي يرتبط بالتركيب الكيميائي للصباغ الموجود في جلد الحيوان المتحجر.

وهكذا أصبح بالإمكان لأول مرة تحديد لون الثدييات التي تحجرت منذ زمن طويل عن طريق دراسة أحفوراتها. وفي دراسة لصنفين من الخفافيش المتحجرة من ألمانيا كانت تعيش في العصر الفجري (منذ حوالي ٤٩ مليون سنة)، وبالاستناد إلى الأجسام الصبغية الكروية الصغيرة التي ترتبط عادة بالأجسام الصباغية الحمراء وإلى التوقيع الكيميائي المرتبط بالصباغ المتعلق به، استنتج العلماء أن معطف هذه الخفافيش كان ذا لون بني محمر، ويعني ذلك أنها لا تختلف كثيراً في الشكل عن الخفافيش المعاصرة.
وتمثل دراسة ميلانين الأحفورات والأصباغ الأخرى مجال بحث مزدهر، وستسمح لنا معرفة ألوان المخلوقات المتحجرة بمعرفة معلومات كثيرة عن محيط الديناصورات والحيوانات المنقرضة الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق