بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

الغابة الأمازونية



وهي غابة استوائية في أمريكا اللاتينية يعبرها نهر الأمازون، وتتقاسمها تسع دول هي البرازيل (63%)، والثلث الباقي تتقاسمه البيرو (13%) وكولومبيا (10%)، والإكوادور وفينزويلا، وسورينام وغويانا وبوليفيا وفرنسا (إقليم غويان الفرنسي). وهي أكبر الغابات الموجودة على الأرض. وهي غابة أولية، بمعنى أن كثيراً من أراضيها لا تزال مجهولة بالنسبة للإنسان وهي في حالتها الطبيعية البدائية. تبلغ مساحتها5.5 مليون كيلومتر مربع، أي ثلاثين مرة مساحة بلد مثل سورية.


تضم هذه الغابة قرابة 390 مليار شجرة بحسب إحصاءات عام 2013، وهي تضم أكبر تنوع بيولوجي في العالم. وبهذا ففي هذه الغابة يوجد 55 شجرة لكل إنسان على الأرض. وهذه الغابة هي موطن لأكثر من 2.5 مليون نوع من الحشرات، وما لا يقل عن 40 ألف نوع من النباتات وحوالى 2.2 ألف نوع من الأسماك وكذلك 1.3 ألف نوع من الطيور، و 427 نوعاً من الثدييات ومثل ذلك من البرمائيات وأقل قليلاً من الزواحف. وقد وصف العلماء أكثر من مائة ألف نوع من اللافقاريات في الجزء الواقع في البرازيل فقط. ونوع واحد من أصل خمسة أنواع من السمك في العالم يعيش في هذه الغابة، وكذلك الأمر بالنسبة للطيور. 

وقد سميت هذه الغابة باسم نهر الأمازون الذي يعبرها. وقد أطلق هذا الاسم على هذا النهر الاسباني فرانشيسكو أوريلانا عندما التقى بقبيلة من النساء المحاربات الشديدات واسم ملكتها كونور. هؤلاء المحاربات جعلن أوريلانا يستعيد أسطورة النساء المحاربات الأمازونيات الآسيويات التي رواها هيرودوت الإغريقي، وهي تشكل إحدى أساطير الإغريق. وهذا النهر هو أطول نهر في العالم. 



ولكن الإنسان كعادته، لا يتوقف طمعه عند حد. فقد هاجم هذه الغابات لاعتبارات تجارية محضة. فمنذ عام 1970 فقدت هذه الغابة 18% من أشجارها للاستفادة من أخشابها ومن الأراضي المتاحة بسبب الشجر المقطوع لإشادة مدن ومبان وكل ما يستتبع ذلك من طرقات وغيره. ولكن الجزء الأكبر في استغلال هذه المناطق هو في الزراعة، وخاصة زراعة الأعلاف. وهنا يظهر إحدى جوانب استهلاك البشرية للموارد بأكثر مما تتيحة الطبيعة ومن ثم الإخلال بالتوازن البيئي، مما ينتج عنه استنفاذ لهذه الموارد حاضراً وتعريض الأجيال القادمة من ثم للخطر!

هناك محاولات كثيرة حالياً للحفاظ على هذه الغابة ومن يعيش فيها. وفي مقدمة من يقوم بجهود ملحوظة الدول التي تضم هذه الغابات، وكذلك الأمم المتحدة عبر منظماتها المختلفة وخاصة اليونسكو. ومن أهم من انبرى للدفاع عن هذه الغابة راوني ميتوكتير أحد أكبر زعماء شعب الكيايابو الهندي الذي يعيش في هذه الغابة، وهو يشارك في مختلف المحافل الدولية للدفاع عن هذه الغابة وهو سفيرها إلى العالم.

بقي أن نقول إن هذه الغابة هامة للبشرية جمعاء، فهي تشكل على الأقل إحدى رئتي الأرض، لذا فكلنا معنيون بالحفاظ عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق