بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 5 فبراير 2016

الساموراي ...المحارب




 Afficher l'image d'origine
الساموراي، كلمة تدل على أحد أفراد طبقة المحاربين التي قادت اليابان في الفترة الإقطاعية على مدى 700 عام تقريباً. والساموراي في الأصل هو محارب محترف يرمي السهام من على حصانه، ملبياً الرغبة الإمبراطورية في فتح أراض وبلاد في فترات من تاريخ اليابان. 

كانت اليابان تمتلك جيشاً من المجندين، يقبل التجنيد لمن تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين، ليشكلوا كتائب كل منها من ألف محارب ترتبط بحاكم المنطقة. ولكن الإمبراطور الياباني قرر إعادة تنظيم هذا الجيش بسبب عدم قدرته على صد هجمات البرابرة في نهاية القرن الثامن الميلادي، وتشكيل جيش من الفرسان الشباب النبّالة المنحدرين من أوساط اقتصادية متوسطة على الأقل. وهذا الجيش هو أصل الساموراي. هناك نظريات ودراسات مختلفة عن أصول الساموراي ترتبط تفاصليه بتاريخ اليابان، ولكنها تتفق كلها على أنهم طبقة من الفرسان لحماية النظام السياسي، وخاصة الاقطاعي منه.

Afficher l'image d'origineومع مرور الزمن اكتسب أهل الساموراي طقوساً وعادات شكلت ثقافة خاصة بهم. وفي الأغلب، فإن ابن الساموراي يصبح بدوره ساموراي لذا فهو يخضع لنظام شديد للغاية. يُؤخذ من حضن أمه وهو في صغير قبل أن يكون قادراً على الاستمتاع بحنانها، وكذلك قبل أن يستمتع باللعب مع أقرانه. ومن اللحظة التي يبدأ فيها الكلام يبدأ تعليمه بأن الواجب هو هدفه في الحياة، وأن عليه أن يضبط نفسه كقاعدة أولى في السلوك، وأن الألم والموت هي مجرد حوادث في الحياة لا أهمية لها بالنسبة للفرد.

تهدف هذه التربية الفظة إلى تطوير لا مبالاة كاملة، بكل ما لذلك من عواقب ليست حسنة دائماً. فيُحملون وهم أطفالاً على رؤية الدم بإجبارهم على حضور الإعدامات، حيث كان عليهم ألا يبدوا أي انفعال. وفي البيت كانوا مجبرين على تناول صحن كبير من الرز ملون بالأحمر يذكرهم بالدم، وذلك لكبح أي انفعال خفي لديهم. كما كان عليهم أن يمروا بامتحانات قاسية وهم أطفال، مثل الطلب إليهم الذهاب ليلاً إلى أماكن تنفيذ الإعدام والعودة بأحد الرؤوس كدليل على الشجاعة. فالخوف، سواء من الأموات أو الأحياء، كان غير مقبول من الساموراي. وعليهم في كل اختبار أن يظهروا سيطرتهم على أنفسهم من أي انفعال.

وعلى شاب الساموراي أن يمضي وقته في التمارين الفيزيائية التي تحضره لخوض الحروب، من المصارعة واستخدام السيف والقوس والسهام وفنون الدفاع عن النفس والخيل. لباسه عادي إلا لباس الاحتفالات ولباس الحرب.

وفي الشتاء إذا صدف أن كان الجو بارداً ولم يعد يستطيع الإمساك بقلمه أثناء دراسته، فكان يطلب منه الغوص في المياه المثلجة لإعادة حركة الدم. وإذا شعر ببرد في قدميه فعليه أن يركض حافياً على الثلج. يترافق مع ذلك تعليم ديني، حيث يتعلم الساموراي احترام الآلهة وأرواح الأجداد، وكان يلقن ديانة بودا وفلسفته ويتعلم الأخلاق.

بقي أن نقول إن الساموراي كان يتعلم كل هذا منذ طفولته المبكرة في مدارس خاصة لهذا الغرض اسمها "كوريو". وكان يتعلم أن يتصرف بمفرده على أن يعرف بأنه لن يسامح على أخطائه، لذا كان عليه التفكير ملياً قبل التصرف... كل هذا أصبح من التاريخ، فاليابانيون اليوم يعيشون ساموراي آخر، ساموراي البوكيمون!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق