بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 فبراير 2016

طعام رواد الفضاء.

يكمن الفارق الرئيس بين طعام الفضاء والطعام العادي في التعبئة والتصميم، فلا بد أن يكون الطعام في الفضاء معبأََ بشكل محكم: فمع انخفاض الجاذبية، يمكن أن تطفو السوائل وقطع الطعام الصغيرة وتدخل في فتحات المركبة أو في أنف أو فم أحد أفراد الطاقم مسببة الاختناق. ولهذا السبب تعبأ المشروبات المحمولة في الرحلات الفضائية على هيئة مساحيق يضاف إليها الماء لاحقاً.

لم تكن أطعمة الفضاء الأولى مشهية على الإطلاق، وكان الكثير منها يقدم كسوائل لزجة تعبأ في أنابيب مثل معجون الأسنان أو يمتصها أفراد الطاقم بواسطة القشة. وكانت تحزم أيضاً على هيئة مكعبات لقمية مضغوطة ومجففة.



تحسن الطعام في الفضاء تدريجياً وازداد تنوعه، وكان بمعظمه يخزن مجففاً ثم يحقن بالماء عند التناول، ثم جرى تطوير أنواع من الأكياس المصنوعة من الألمنيوم أو البلاستيك تحفظ الطعام رطباً داخلها.
أصبحت أطعمة الفضاء في الثمانينيات مشابهة إلى حد كبير للطعام على الأرض، وأصبح رواد الفضاء يشاركون في اختيار لوائح الطعام ثم أصبح بإمكانهم تحضير الطعام في مطبخ في المركبة يحتوي على موزع مياه وفرن.

وتستعين وكالة الفضاء الأمريكية اليوم بطباخين معروفين لتصميم لوائح الطعام الذي سيتناوله رواد الفضاء، ويلعب هؤلاء دوارً هاماً في عملية الاختيار. كما يعمل خبراء التغذية على تفقد لوائح الطعام المقترحة للتأكد من احتوائها على العناصر الغذائية اللازمة والكافية لأفراد الطاقم بما يتناسب مع حاجاتهم في الفضاء، فهم يحتاجون إلى كميات من الحديد أقل مما يحتاجون إليه على الأرض، لأن تعداد الكريات الحمراء لديهم يكون في الفضاء أقل منه على الأرض، وبما أن الحديد يستخدم في إنتاج كريات حمراء جديدة في الدم، فإن الحصول عليه بكميات زائدة يمكن أن يؤدي إلى تراكمه في الجسم مما قد يتسبب بمشاكل صحية. ويحتاج رواد الفضاء إلى كميات إضافية من الكالسيوم وفيتامين د للمحافظة على قوة عظامهم في محيط عديم الوزن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق