بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 18 مايو 2016

الصور النمطية... مضللة


أفكار كثيرة تملأ رؤوسنا ليست صحيحة بالضرورة، قبلناها في لحظة ما لأنها تناسب تصوراتنا عن فئة من الناس، أو عن أشياء في الحياة. وهي تصورات من منشأ ثقافي في الأغلب أو من منشأ رغبوي غير واع بالضرورة. فهناك من يقول مثلاً، من الذكور خصوصاً، بأن النساء أقل مهارة في الرياضيات من الرجال، ويؤكدون على ذلك بعدم وجود عالمة رياضيات مشهورة مثلاً. وهو قول يبدو في ظاهره صحيحاً ولكن لا صلة له بالحقيقة بالضرورة، ذلك أن مسألة مثل هذه يجب أن تدرس في مجملها قبل إطلاق أحكام مضللة.

Afficher l'image d'origineومن بين الصور النمطية مثلاً أن كبار السن ضعيفو السمع ولا يفهمون بالتالي جيداً ما يقال لهم. ومع أن مسألة ضعف السمع تصيب الجميع، صغاراً وكباراً، وأنها مسألة تعالج اليوم تماماً إلا في بعض الحالات مثل تلف عصب السمع. وفي هذا الخصوص أجريت تجربة شارك فيها شابة ورجل تجاوز السبعين من العمر. صوت هذا الأخير هو صوت رجل لا يتجاوز الثلاثين. الشابة في مدينة والآخر في مدينة أخرى. طُلب من الشابة أن تعرض على الرجل بيعه غرض ما وأن هذا سيكون امتحاناً لتوظيفها، ولم يقال لها شيء عن عمر الرجل. وأعلم الرجل بأن صبية ستتصل به من مدينة أخرى لتعرض عليه غرضاً للبيع وأن عليه أن يناقشها بكل التفاصيل لأنهم يريدون امتحان قدرة الصبية على البيع. أعلم الاثنان بأن وسيلة الاتصال سيستخدم فيها الفيديو والصوت. وقبل لحظة البدء، أعلما بأن الاتصال الفيديوي يعاني من مشكلة، لذا عليهما استخدام الاتصال الصوتي فقط. مضت المحادثة بين الاثنان بشكل طبيعي، وبعد قليل قيل لهما بأنه تم إصلاح الاتصال الفيديوي، وظهرت صورة كل منهما أمام الآخر. هنا فوجئت الصبية بأن محدثها كبير في السن، لذا نحت تلقائياً لرفع صوتها والتحدث إليه ببطء! مما أدى أيضاً إلى تلعثم الرجل وارتباكه وتعثره في الكلام!
Afficher l'image d'origine
تجربة أخرى عن الإناث والرياضيات. ففي جامعة هارفارد الشهيرة. أوتي بأربعمائة طالب وطالبة يدرسون الرياضيات للقيام باختبار سريع لحل بعض المسائل. وضع نصفهم في قاعة أولى ونصفهم الثاني في قاعة ثانية. قال مراقب القاعة الثانية للطلاب بأنه سيكون قادراً على تميز أوراق الطالبات من أوراق الطلاب، دون أن يقول بأي معنى. أما مراقب القاعة الأولى فلم يقل شيئاً على الإطلاق. كانت نتيجة طالبات القاعة الثانية أقل جودة من طالبات القاعة الأولى!

بقي أن نقول إن علينا ألا نقع ضحايا صورنا النمطية نفسها وألا نتوقف عن التساؤل والبحث عن الإجابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق