بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 3 أبريل 2017

أثر ستروب... المهم والأقل أهمية

تستغرق أية عملية ذهنية زمناً ما، وهذا الزمن يمكن إطالته عند عرض أمرٍ ثانويٍ ينشغل به الذهن قبل أن يعود إلى إنجاز العملية الرئيسية. ومدة هذا الانشغال مهمة للمحللين النفسين وللأطباء العصبيين في تحليلهم للقدرة الذهنية لشخص ما.

مثال ذلك، لو وضعنا في مستطيلين متباعدين كلمتين كل منهما بلون مختلف عن الأخرى، وطلبنا من شخص ما التعرف إلى لون كل كلمة، وهو أمر سهل يستغرق زمناً ما. ليكن اللون الأول هو الأحمر والثاني هو الأزرق. 
لنعدّل التجربة الآن بحيث تكون الكلمة المكتوبة بالأحمر هي كلمة "أزرق". هذا الأمر سيسبب، على براءته، تأخيراً في زمن التعرف بسب الاضطراب الذي تثيره كلمة "أزرق" المكتوبة باللون الأحمر. بالرغم من أن المطلوب هو دائماً التعرف إلى اللون فقط.
ولإجراء تقدير للفارق الزمني عليكم قراءة السلستين الآتيتين:











يمكن تعديل التجربة بأن يطلب قراءة الكلمتين بعد إعطاء كل منهما دلالة ما، مع عملية التعرف على اللون. وهذا سيستغرق زمناً ما أيضاً. لنعدل التجربة الآن بأن تكون إحدى الكلمتين ذات معنى والثانية لا معنى لها، ويُطلب قراءة الكلمتين مع عملية التعرف على اللون. فهذا سيستغرق زمناً أكبر من زمن الحالة الأولى.

تقاس هذه الأزمنة الثانية وسطياً لدى عينة كبيرة من الناس العاديين. وعند اختبار شخص من خارج العينة، فإن اختلاف زمنه الثاني عن الوسطى بشكل ملحوظ يعني أنه يعاني من خلل إدراكي أو عصبوني. 

صاحب هذا الاختبار هو المحلل النفسي الأمريكي جون ستروب (1897-1973). يعتبر مقاله الذي نشره عن اختباره من أكثر المقالات التي رُجع إليها في التحليل النفسي. وأعيد اختباره مع تعديلات مختلفة لأكثر من 700 مرة. إلا أن ستروب هذا ترك التحليل النفسي وانشغل بدراسة الكتاب المقدس وأصبح أستاذاً ذلك في جامعة ليبسكومب في تينسي. وقد بيّن تصوير المرنان المغناطيسي للدماغ الإنساني صحة نتائج اختباره. فكل من يعاني من تأخر زمني بنتيجة هذا الاختبار، فإن ذلك يترافق بظهور نوع من الخدش في منطقتين محددتين من الدماغ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق