بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 16 أبريل 2017

القندس...الكاستور...المهندس

القندس (castor) حيوان من عائلة القوارض. يعيش في أوروبا وأمريكا الشمالية، دخل أمريكا الجنوبية حديثاً، وهو برمائي يزن بين 20 و30 كغ، وهو بذلك أكبر القوارض بعد خنزير الماء الذي يزن حتى 50كغ. ولا فرق ملحوظ بين أنثاه وذكره من حيث الشكل الخارجي. وهو قابل للحياة البرمائية بفضل فروه السميك الواقي من المياه، وأقدامه الخلفية ذات الأظلاف وذنبه العرض المسطح البيضوي المغطى بقشور صدفية. وهذا الذنب يفيد في توجيه حركته في المياه. يمكن أن يمتد به العمر إلى 26 عاماً.

 وهو قادرعلى التكيّف مع الحر والبرد الشديدين. فمع الحر ينزل إلى الماء أو يبّل ذيله بالماء الذي فيما يبدو أن له دوراً في تنظيم حرارة القندس. أما في الشتاء فلفروه السميك مع مخزونه من الدهون ما يلزم للحفاظ على حرارة جسده. له قدرة على الرؤية ليلاً وحاسة شم فائقة وكذلك حاسة سمع جيدة، وله مستشعرات فوق الجفنين.

أشجار قرضها القندس 
له زوج من الأسنان الأمامية، التي يشحذها بين الفينة والأخرى الواحدة مقابل الأخرى. يقتات بأسنانه هذه لحاء سيقان الأشجار مثل الحور والصفصاف وغيرها، وهو قادر على قطع شجرة كبيرة من أسفلها لإلقائها أرضاَ والتغذي بقشورها. وهو يأكل الأعشاب والفواكه أيضاً. عملية الهضم لديه تكون على مرتين. فبعد التهام طعامه، الذي يمر في معدته ثم يلفظه برازاً ليعود ويأكله مرة ثانية لتكتمل عملية الهضم. له القدرة على البقاء في الماء بدون تنفس لمدة 15 دقيقة، ولكنه لا يذهب بعيداً عن الشاطئ لأكثر من 30 متراً.

 يعيش في جماعات وعائلات، وأزواجه مخلصة لبعضها، يعيش الزوجان معاً منذ بداية حياتهما حتى الممات. يتزاوجان في الماء. تنجب الأنثى مرة واحدة في السنة تضع فيها بين اثنين إلى أربعة من صغارها. مدة الحمل تدوم نحو 100 يوم، يولد فيها الصغير كاملاً بفروه وعيونه المفتوحة. يعتني بصغاره حتى سن الثالثة، وهو سنّ البلوغ، فينفصلوا عن سكنى آبائهم لبداية حياتهم المستقلة.
رسم توضيحي لمنزل القندس

أما بيت القندس فهو بيت يبنيه هو بنفسه على ضفة النهر، مدخله الرئيسي عبر الماء، وهذا يحميه إلى حد ما من أعدائه الكثر من ذئاب ودببة وثعالب. يستعمل في بنائه قطعاً من أغصان الأشجار والتراب، ويجعل فيه غرفتين فوق مستوى الماء مع فتحات تهوية، الغرفة الكبيرة محفورة في التراب. وهو يبني عدة بيوت يستخدمها بحسب فصول السنة، أحدها للولادة. وهو ينتقل من مكان إلى آخر تبعاً لتوفر الغذاء. وغير البيوت فهو يبني سدوداً لجعل مدخل بيوته مغمورة بالماء خلال فصول السنة التي ينخفض فيها مستوى الماء. يبنيها من الأغصان والتراب والأعشاب، يصل طولها حتى 75 متراً وارتفاعها بمقدار متر واحد. أكبر السدود التي اكتشفت من بنائه كان في كندا بطول 850 متراً!
سد بناه القندس


بدأت أعداد القندس في التراجع، بالرغم من اختفاء أكبر أعدائه: الذئب والدب البني. 
ولكن الإنسان ينصب له الأفخاخ طمعاً في فرائه، مما استدعى حمايته. فمن الصحيح أنه يهاجم البيئة المحيطة به وخاصة الأشجار الباسقة التي يلقي بها أرضاً، إلا أن السدود التي يبنيها تساهم إلى حد كبير في التوازن البيئي للمناطق التي يعيش فيها ... متى يدرك الإنسان أن كل كائنات الطبيعة ضرورية للحياة، ولحياته هو بالذات!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق