بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 14 أبريل 2017

أغنية بالدم ...جاك بريفير

جاك بريفير، فرنسي من مواليد عام 1900 ووفيات عام 1977. هو شاعر وكاتب سيناريو وفنان ثرّ. من أشهر دواوينه ديوان "كلام". يتميز شعره ببساطة اللغة وبالعزف على الكلمات في تنوع معانيها وإيقاعاتها. تدرّس قصائده على نطاق واسع في المدارس الفرنسية.







في العالم برك كبيرة من الدم
أين يذهب كل هذا الدم المسفوح
هل هي الأرض التي تشربه وتسكر
مثيرة للضحك طريقة السكر هذه
الحكيمة جداً ... الرتيبة جداً
لا الأرض لا تسكر
الأرض لا تدور مترنحة
تدفع بانتظام عربتها الصغيرة وفصولها الأربعة
المطر ... الثلج
البَرَدُ... الجو الجميل
لا تسكر أبداً
وهي بالكاد تسمح لنفسها بين الفينة والأخرى
ببركان صغير تعس
الأرض تدور
تدور بأشجارها... بحدائقها... ببيوتها...
تدور بأنهارها الكبيرة من الدم
كل الأشياء الحيّة تدور معها وتنزف
وهي لا تكترث
الأرض  
تدور وكل الأشياء الحيّة تأخذ بالصراخ
لا تكترث
تدور
لا تتوقف عن الدوران
والدم لا يتوقف عن الجريان ...
أين يذهب كل هذا الدم المسفوح
دم القتلى... دم الحروب...
دم البؤس...
دم الرجال المعذبين في السجون...
دم الأطفال المعذبين بهدوء من قبل آبائهم وأمهاتهم...
دم الرجال النازف من الرأس
في الأكواخ...
دم من يقوم بالتغطية
عندما يتزحلق ويسقط من فوق السطح
والدم الذي يصل ويجري بغزارة
مع المولود الجديد ... مع المولود الجديد ...
الأم التي تصرخ ... الطفل يبكي...
الدم يجري... الأرض تدور
الأرض لا تتوقف عن الدوران
الدم لا يتوقف عن الجريان
أين يذهب هذا الدم المسفوح
دم المضروبين بالهراوات ... دم المهانين ...
المنتحرين ... قتلاً بالرصاص ... المحكومين ...
ودم هؤلاء الذين يموتون هكذا ... بالصدفة
في الشارع يمر شخص حيّ
مع كل دمه داخله
فجأة ها هو ميت
وكل دمه في الخارج ...
الأحياء الآخرون سيزيلون الدم
يحملون الجسد
ولكن الدم عنيد
وحيث كان الميت
بعد وقت متأخر جداً كل أسود
قليل من الدم لا يزال ...
دم متخثر
صدأ الحياة صدأ الأجسام
دم متخثر كالحليب
مثل الحليب عندما يدور (يفسد)
عندما يدور كما الأرض
مثل الأرض التي تدور
بحليبها... وأبقارها
بأحيائها... بأمواتها...
الأرض التي تدور بأشجارها ... بأحيائها... ببيوتها...
الأرض التي تدور بأعراسها...
جنازاتها
محاراتها...
جيوشها...
الأرض التي تدور وتدور وتدور

بسواقيها الكبيرة من الدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق