بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 12 أبريل 2016

كليبر...وسليمان الحلبي، كما يراهما الفرنسيون



Afficher l'image d'origineكليبر هو الجنرال الفرنسي الذي رافق نابليون بونابرت في احتلال مصر. وهو من مواليد عام 1754 في مدينة ستراسبورغ الفرنسية. شارك في معارك عديدة مع جيش بلده. ومن بين ذلك مشاركته في حملة مصر (كما يسميها الفرنسيون)، حيث عهد إليه نابليون قيادة الجيش الذي اقتحم الاسكندرية في الثاني من تموز عام 1798، كما شارك في معركة العريش وحصار عكا الفاشل. عهد نابليون إليه قيادة الحملة الفرنسية لاضطرار هذا الأخير إلى العودة إلى فرنسا في الثاني والعشرين من شهر آب عام 1799، ومن ثم استيلائه على الحكم فيها عام 1800.

 
وبحسب الرواية الفرنسية فإن اتفاقاً جرى بين كليبر والإنكليز، الذين كانوا قد هزموا الجيش الفرنسي في معركة أبي قير، على انسحاب الفرنسيين وخروجهم من مصر بما يليق بالجيش الفرنسي، وهو اتفاق يبدو أن الإنكليز لم يحترموه، بل على العكس قاموا بتحريض المصريين وبقايا الجيش التركي في مصر على محاربة الفرنسيين، مما دفع كليبر للتصرف بعنف وقمع كل المحاولات المناهضة للاحتلال الفرنسي، وأقدم على إجراءات تعسفية واستهتار واستهزاء بالمصريين.

Afficher l'image d'origine
يقوم طالب سوري عمره 24 سنة يدرس في الأزهر بمهاجمة كليبر بينما كان يتنزه في حديقة دارته في القاهرة في الرابع عشر من حزيران عام 1800 ويطعنه بخنجره عدة طعنات. هذا الطالب هو سليمان الحلبي، الكردي الأصل من قرية كوكان شمالي غرب حلب، وكان قد قدم إلى القاهرة عام 1797 للدراسة في الأزهر، عاد بعد ذلك إلى حلب حيث كان أبوه محمد أمين يعمل في بيع السمن والزيت، ولكنه عاد إلى مصر مرة ثانية وقتل كليبر بعد شهر تقريباً من عودته الثانية إلى مصر. يقول الفرنسيون إن سبب قتله هو سياسي، كانت تركيا وراءه وأن لسليمان الحلبي مصلحة مادية في ذلك.
Afficher l'image d'origine 

حاكم الفرنسيون سليمان الحلبي وحكموا عليه وعلى المتواطئين معه بحسب التعبير الفرنسي، بالإعدام. ونُفّذ ذلك يوم دفن كليبر، في السابع عشر من حزيران عام 1800، الذي جرى وفق طلب مجلس الحرب الفرنسي الذي نص على أن يكون إعدامه بعد مشاهدته تنفيذ الإعدام برفاقه، ثم حرق يده التي طعنت كليبر ومن ثم وضعه على الخازوق حياً. وهكذا كان.

بقي أن نقول إن خنجر سليمان الحلبي وجمجته لا يزال يحتفظ بهما في متحف الإنسان في باريس، وإن المؤرخ الجبرتي روى تفاصيل قصة سليمان الحلبي (يمكن الوصول إليعا عبر هذا الرابط). وهي تتقاطع  مع الرواية الفرنسية، وكلاهما يختلفان جداً عن الروايات المدرسية العربية عن مقتل كليبر... كثيرة هي الروايات التاريخية التي تحتاج إلى عمل تأريخي، لا انفعالي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق