بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 سبتمبر 2016

نحو إتقان الكتابة باللغة العربية 6/ أ.د. مكّي الحسَني



101- الفَوْرُ، التّوُّ، تَوًّا، لِتَوِّه
1)   جاء في معاجم اللغة:
«الفَوْر: أول الوقت. يقال: ذهبتُ في حاجةٍ ثم أتيتُ فلاناً من فَوْري، أي قبل أن أسْكُن.»
كما يقال: فعلتُ ذلك من فوري، وفوراً، وفَوْرَ وصولي، أي في غليان الحال، وقبل سكون الأمر.
وفي التنْزيل العزيز: )بلى إنْ تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يُمْدِدْكم رَبُّكم...(
جاء في (معجم ألفاظ القرآن الكريم): أي من أول وقتهم بلا إبطاء.
2) جاء في معجم (الصحاح): «التَّوُّ: الفَرْد. جاء الرجل تَوًّا، إذا جاء وحده

وجاء في (اللسان) و(القاموس المحيط): «التَّوُّ: الفرد. يقال: جاء تَوًّا أي فرْداً، أو جاء قاصِداً لا يُعَرِّجه شيء، فإنْ أقام ببعض الطريق فليس بتَوٍّ.»

3) جاء في المعجم (الوسيط): «التَّوَّةُ: الساعة من النهار أو الليل

يقال: جاء التَّوَّةَ: أي الساعةَ / الآنَ ! 

وقد شاع في اللغة المعاصرة مِثلُ قولهم: جاء تَوًّا، يريدون به: جاء الآن.

وأجاز مَجْمعُ القاهرة هذا الاستعمال الشائع باعتبار أنه يمكن أَخْذُه من قول العرب: جاء تَوًّا: أي قاصداً لم يَتَخلَّفْ في الطريق.

قال مصطفى صادق الرافعي (وَحْي القلم 2/42): «فَيَرى بداية كل شيءٍ مادّي هي نهايته في التَّوِّ واللحظة، فلا وجود له إلا عارضاً مارًّا...»

وقال (وحي القلم 2/258): «كأنه قائم لِتَوِّهِ من النوم، فلا تزال في عينيه سِنَة...»

وقال (وحي القلم 1/169): « بمَعِدَةٍ تهضم لِتَوِّها وساعتها...»




102- صِيْغتا الفعل: (الماضي(59)) (المضارع(61)) ودلالاتهما الزمنية 
الفعل في العربية لا يُفصح بصِيَغه عن الزمان، وإنما يتحصَّل الزمان من بناء الجملة: من السياق !
أولاً: فصيغة (فَعَلَ) أي الماضي، لها دلالات كثيرة في الإعراب عن الزمان (تتجاوز العَشر ):
1- فهي في أغلب الأحوال تدل على حدثٍ تَمَّ في زمن ماض، قد لا نستطيع ضبطه وتعيينه، نحو: سافر زيد.
2- وتأتي لتشير إلى أن الحدث جرى في اللحظة التي وقع فيها الكلام، كما يجري في العقود، نحو: بِعْتُك وزوّجْتُك.
3- وتستعمل للإعراب عن وقوع أحداث في زمان يَقْرب من الحال (زمن التكلم)، نحو قول مقيم الصلاة: قد قامت الصلاة، ونحو قولنا: قد وَعَيْتُ مقالك، وهاأنا مُجِيْبُك عن سؤالك.
4- وتأتي مع الظرف الشرطي (إذا ) للإشارة إلى الزمان المستقبل، نحو: إذا جئتَني أكرمتُك.
5- وتستعمل في أسلوب الدعاء بالخير، وهو من غير شك يشير إلى المستقبل، نحو: رضي الله عنه، رحمه الله، غفر الله له، أحسن الله إليك (أُخْرِج الكلام في صورة الخبر ثقة بالاستجابة!).
كما تأتي في الدعاء بالشر منفية بـ (لا)، نحو: لا ردَّه الله، لا رحِمَه الله
6- وتستعمل مع الظرف (لمّا) في جملةٍ فيها حَدَثان وقعا في الماضي، بحيث تم الأول في اللحظة التي بدأ فيها الثاني، نحو: لمّا جاءني أكرمْتُه.
7- وقد تقع موقع المضارع الذي هو غالباً للحال والاستقبال كقوله تعالى:
 )ونادى أصحابُ الجنة أصحابَ النار( (الأعراف /44).
وهذا النداء إنما يكون يوم القيامة!
وقولِه: )وبرزوا لله جميعاً( (إبراهيم /21). والمراد: يبرزون يوم القيامة.
ومِثله: )أَتى أمرُ الله فلا تستعجلوه( (النحل /1). والمراد: يأتي.
ومِثله: )كلما نَضِجت جُلودُهم بَدَّلناهم جلوداً غيرها( (النساء /56).
وكل أولئك حكايةٌ لحالهم يوم الحساب ! قال الحطيئة:
شهد الحطيئةُ- يومَ يَلْقى ربَّه!           أن الوليدَ أحقُّ بالعُذْرِ
(شهد) هنا بمعنى (يشهد)!
ثانياً: ويأتي بناء (يَفْعَلُ) أي المضارع:
1- للإعراب عن حدثٍ من قبيل الحقائق الثابتة، نحو: تشرق الشمس كلَّ يوم، كلُّ حيّ يموت.
2- وللإعراب عن حدثٍ جرى وقوعه عند التكلم، واستمر واقعاً، وهذا ما يسمى بـ (الحال) نحو: فقلت لصاحبي: أَراكَ في حِيْرة من أمرك، فقال لي: أَحْسبُك مُدْركاً أمري.
3- الإشارة إلى الماضي إذا كان مسبوقاً بـ (لم): فإذا قيل: (لم يَكتبْ) فكأنه قيل: (ما كَتَب)، بيد أن النفي بـ (لم + المضارع) أقوى: )لم يلد ولم يولد( !
4- الدلالة على أن الحدث كان مستمراً في زمان ماضٍ، وذلك إذا سبقه (كان)، نحو: كان النبي (عليه الصلاة والسلام) يوصي بمعاملة الجار بالحُسنى.
5- للدلالة على الماضي، فلا يكون معناه الحال ولا الاستقبال، كقوله تعالى:
 )إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض: ما وَعَدنا الله ورسولُه إلا غُروراً(. (الأحزاب /12)
وقوله )...إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن...(. (التوبة /40).
وقوله )...إذ تمشي أُختُك فتقول هل أدلّكم على من يَكْفُلُه... .((طه /40).
ومثله )ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي( (الإسراء /85).
ومثله )فلِمَ تقتلون أنبياء الله من قَبْلُ!( (البقرة /102).
6- للدلالة على استمرار العمل، دون التقيد بماضٍ أو حاضرٍ أو مستقبل، كقوله تعالى: )إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي( (النحل /90).
و)وعنده مفاتح الغيب لا يعْلمها إلا هو، ويعْلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعْلمها( (الأنعام /59).
7- للدلالة على المستقبل، إذا دخلت عليه السين أو سوف
ثالثاً: قد يقع المضارع موقع الأمر، من ذلك قوله تعالى:
)قل لعباديَ الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم...( (إبراهيم/31).
 )وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن( (الإسراء /53).
أي: أقيموا الصلاة، وأنفقوا مما رزقكم الله، وقولوا التي هي أحسن
ومثله: )قل للمؤمنين يغُضّوا من أبصارهم ويحفظوا فُروجهم...( (النور /30).
مصادر البحث:
-         القرآن الكريم.
-          (اللباب في النحو) عبد الوهاب الصابوني، مكتبة دار الشرق بيروت 1973.
-          (الفعل، زمانه وأَبْنِيته)، د. إبراهيم السامرائي، مؤسسة الرسالة.



103- متى يَصِحُّ إضافة الاسم إلى الفعل؟ بعض أحكام الظرف
كثيراً ما نصادف في هذه الأيام تراكيب مثل: (في حال قام بذلك فإنه يعاقَب).
والوجه أن يقال: (في حال قيامه بذلك).
         ·       جاء في مجلة علمية: «تمثل هذه القيمةُ الارتفاع المتوقع في درجة حرارة الكرة الأرضية في حالة تضاعفتْ كمية ثنائي أكسيد الكربون في الهواء.»
والوجه أن يقال: في حال تضاعُفِ 
         ·       جاء في معجم علمي: «...بحيث يمكّنِه من قياس المدى في حال طَرَأَ تشويش على رادار التَّتَبُّع.»
والوجه أن يقال: في حال طَرْءِ/طُرُوْءِ تشويش
         ·       جاء في فقه اللغة للثعالبي: «إضافة الاسم إلى الفعل من سنن العرب كأن تقول: هذا عامُ يُغاث الناس، وهذا يومُ يدخل الأمير.»
تبدو عبارة الثعالبي مطلقة، والحق أن ثمة قيداً يقيدها وهو أن يكون الاسم المضاف:
1- ظرفَ المكان(50) (حيثُ(132))، وهو مبني على الضم، ويضاف في الأكثر إلى الجملة الفعلية، نحو قوله تعالى: ]وأَخْرِجُوهم من حيثُ أَخْرجوكم[.
]ومَنْ يَتَّق اللهَ يجعلْ له مَخْرجاً ويَرْزُقْه من حيثُ لا يَحْتَسِب[.
ويضاف إلى الجملة الاسمية، نحو: جلستُ حيثُ الجلوسُ مُريح، فإن تلاها مفرد فهو مبتدأ محذوف الخبر، نحو: مكثنا حيث الظِلُّ، أي مكثنا حيث الظلُّ ممتدٌ.
2- ظرفَ زمان(50) مُبْهماً، أي نكرة تدل على زمنٍ غير محدود ببداية ونهاية، مثل:
إذ، حين، وقت، مدة، زمن؛ وكذلك: يوم وساعة، بشرط ألا يراد بواحد منهما ومما سبقهما مدةٌ محدودة بساعات محصورة ودقائق معدودة، وإنما يراد مدة مَحْض.
فإذا أضيفت أسماء الزمان المبهمة المُعْرَبَة إلى الجمل الفعلية فإنها تُبنى جوازاً- على الفتح، ويجوز فيها الإعراب، ولكن البناء على الفتح أفضل إذا أضيفت إلى جملة فعلية فِعْلها مبني بناءً أصلياً (هو بناء الماضي(70)) أو عارضاً (هو البناء الطارئ على المضارع بسبب اتصاله بنون التوكيد(186) أو نون النسوة(186)).
فمثال الأصلي:
على حينَِ عاتبت المَشِيبَ على الصِّبا         وقلتُ: أَلَمَّا أَصْحُ والشيبُ وازعُ
ومثال العارض:
لأجتذبنْ منهنَّ قلبي تَحَلُّماً          على حينَِ يَسْتَصْبِيْنَ كلَّ حَليمِ
فيجوز في الظرف (حين) في البيتين إما الإعراب والجر المباشر بـ (على)، وإما البناء على الفتح في محل جر، والبناء أحسن.
أما إذا أُضيفَ ظرف الزمان المبهم المُعْرَب إلى فعلٍ مضارع معرب، فيجوز في المضاف الإعراب والبناء على الفتح، ولكن الإعراب أفضل.
ففي قوله تعالى: ]هذا يومَُ ينفعُ الصادقين صِدْقُهم[. يجوز في كلمة (يوم) الرفع والنصب، والرفع أولى.
ملاحظة: (إذْ) هي في أكثر أحوالها ظرف للزمان الماضي المبهم، ومعناها: زمن؛ وقت؛ حين. وتضاف إلى الجملة الفعلية والاسمية نحو:
فَرِحْنا إذْ قَدِمْتَ قُدومَ سَعْدٍ         وإذْ رُؤْياك في الأيام عِيْدُ
وفيما يلي نماذج فصيحة من إضافة ظرف الزمان المبهم إلى الفعل، ففي التنْزيل العزيز:
]قال رَبِّ فأنْظِرْني إلى يومِ يُبعثون[.
]وسلامٌ عليه يومَ وُلِدَ ويومَ يموتُ ويومَ يُبْعثُ حياً[.
وقال عليه الصلاة والسلام:
(مَنْ حَجَّ فلَمْ يَرْفُثْ ولم يَفْسُق رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّه).
ونرى أن كلمة (كيومَ) مبنية على الفتح.
والمعنى: رجع وحالُهُ كحالِهِ يومَ ولدته أُمُّه، إذ لا يستقيم تشبيه الإنسان باليوم!

مراجع البحث: ‍‍‍‍

1-  النحو الوافي (عباس حسن ): 2/300-303؛3/28 و 78 و 84 و 88.
2-  الكفاف (يوسف الصيداوي ): 1/459.



104- هَمَزتا القَطْع والوَصْل(193)
يُخطئ كثيرون في كتابة الهمزة الابتدائية (في أول الكلمة) فضلاً على الهمزة المتوسطة والمتطرفة كما يخطئون في القراءة: فينطقون بالهمزة حيث يجب عدم النطق بها. وسأتحدث هنا عن الهمزة الابتدائية فقط، من حيث كتابتها والنطقُ بها.
الهمزة حرف يقبل الحركة، وهي أول حروف المعجم. وهي صوت شديد مخرجه من الحنجرة.
وتكون في أول الكلمة؛ نحو: (أَب، أُم، أَخَذَ، إلى)، أو وسطها؛ نحو: (بئر، سأل، لئن)، أو آخرها؛ نحو: (دِفْء، ظمِئ، برِيْء).
وحين تأتي في أول الكلمة يقال لها (ألِفٌ يابسة). وهي تسمى ألِفاً على المجاز لا على الحقيقة. [لأن الألِف لا تكون إلا ساكنة، ولا تقبل أيَّ حركة، وهذه هي (الألف اللّينة) أحد حروف المَدِّ؛ كالحرف الثالث من (كتاب، حصان) والحرف الأخير من (يحيى، كبرى، صغرى). ونلاحظ أن الألف اللينة المتطرِّفة (أي الواقعة في آخر الكلمة) تُرسم أحياناً بصورة الياء المُرْسَلة، أي المهملة (غير المنقوطة) كما في: متى، سلمى، عظمى. وفي حالات أخرى (تُبيِّنُها قواعد معروفة) تكون ألِفاً قائمة، كما في دنيا، عُليا ].
1- تُرسم الهمزة (همزة القطع) في أول الكلمة ألِفاً، وهي تَثْبُت نُطْقاً في ابتداء الكلام ودَرْجِهِ، ولهذا سُمِّيت (همزة القطع) أو الفصل.
وتوضع علامة القطع (ء) فوق الألِف في حالتي الفتح والضَم، وتحتها في حالة الكسْر، نحو: أَهدى أَحمدُ أحسنَ ما أُهدي إليه من كُتبٍ لأخيه أُسامة.
ملاحظة: هناك غير قليل من الأفعال الثلاثية المهموزة الأول (أي المبدوءة بهمزة القطع، نحو: أبى، أتى، أخذ، أرق، أسر، أسف، أفل، أكل، أَلِفَ، ألِمَ، أمر، أمل، أمن، أنس، أنِف).
وهناك الكثير من الأفعال الرباعية المهموزة الأول (وهي ثلاثية زِيد في أولها همزة القطع، نحو: أَكْرَمَ، أبْعَدَ، أقام).
وليس في اللغة أفعال رباعية مُجَرَّدة مهموزة الأول.
إن همزة ماضي الفعل الرباعي المهموز، ومَصْدرِه وأَمْرِهِ هي همزة قطع، نحو: أكْرَمَ إكْراماً، أَكْرِمْ؛ أقام إقامةً، أقِمْ.
وكذلك همزة ماضي الثلاثي المهموز ومصدره، نحو: أسِف أَسَفاً.
أما همزة الأمر من الثلاثي المهموز فسنتحدث عنها فيما بعد (وهي همزة وصل!).
2- ألِف الوَصْل- وتسمى أيضاً همزةَ الوصل- وهي تَثْبتُ نُطْقاً في الابتداء وتسقط في الدَّرْج.
وهي «إنما اجتُلبتْ كما قال الخليل لئلا يُبدأ بساكن، لتكون هذه الألِف عماداً وسُلَّماً للوصول إلى الساكن.»
فلا يقال مثلاً (سْمَعْ) بل يقال (اِسْمَعْ). وهي تُرسم في أول الكلمة ألِفاً بلا علامة القطْع (ء) دائماً.
ولبيان حركتها عند النطق بها إذا بدأ بها الكلام، يوضع فوقها فتحة (اَلْكتاب) أو ضمة (اُمْرُؤ) أو يوضع تحتها كسرة (اِسْم، اِبن).
وتسقط همزة الوصل في النطق عند وصْل (دَرْج) الكلام. ولبيان أنها ألِف وصل، يُرسم فوقها أحياناً كثيرة علامة الوصل (صـ) وهي صادٌ صغيرة كأنها تقول صِلْ! نحو: ما اسْمُكْ؟ (تُلفظ: مَسْمُكْ؟)؛ قُمْ وانْصَرِفْ!
أحكام همزة الوصل:
أ‌-     تُرسم همزة الوصل قبل لام التعريف الساكنة في (ألْ)، نحو: اَلْقَمر، اَلْجَبَل، اَلْجامعة [تلفظ لام التعريف هذه إذا تلاها حرفٌ قمري؛ والحروف القمرية تجمعها العبارة التالية: (إبْغِ حَجَّكَ وخَفْ عقيمه). أما بقية الحروف فهي شمسية.
أما إذا وَلِيَها حرف شمسي فلا تلفظ، ويُشدَّد الحرف الشمسي، نحو: اَلشَّمْس، اَلطَّيْر؛ اَلنَّبات] وتكون مفتوحةً دائماً (إذا بدأ بها الكلام!).
 ب - وهي همزة الأسماء التالية: اِسم، اِبن، اِبنة، اِثنان، اِثنتان، اِمرأة؛ اَيْمُ، اُمرؤ. وحركتها- إذا بدأ بها الكلام- الكسْرُ إلا في كلمة القَسَم (اَيم) فتُفتح (يقال: اَيْمُ الله لَأَفعلنَّ كذا). وتُضَمّ في (اُمرؤ) إذا ضُمّت الراء، وتكسر إذا فُتحت الراء أو كُسِرت: اِمْرَأ، اِمْرِئ.
ج - وهي همزة ماضي الفعلين الخماسي والسّداسي (المبدوءين بهمزة زائدة) ومصدرهما وأَمْرِهما، وتكون مكسورة مطلقاً.
-        الخماسي: زِنة (اِنْفَعَلَ: اِنسَحَبَ، اِنْسِحاب، اِنْسحِبْ)
-        و زِنَة (اِفْتَعَل: اِخْترعَ، اِخْتراع، اِخْترِع)
-        و زِنَة (اِفْعَلَّ: اِرْتدَّ، اِرْتداد، اِرتدّْ / اِرْتَدِدْ  *(ولكن: اِرْتدُّوا أنتم!)
  *ملاحظة: في الأفعال المشددة الآخر، يجوز الإدغام والفكُّ في حالتين:
-         حالة الأمر المبني على السكون (أي صيغة الأمر للمفرد لا للجمع!)
-         حالة الفعل المضارع المجزوم بالسكون.
السُّداسي: زِنَة (اِسْتَفْعَلَ: اِسْتعملَ، اِستعمال، اِستعمِلْ)
                (اِستوعَبَ، اِستيعاب، اِستوعِبْ)
         و زِنَة (اِفْعَوْعَلَ: اِخْشَوشَنَ، اِخشيشان، اِخشَوشِنْ)
         و زنة (اِفْعَلَلَّ: اِقْشَعَرَّ، اِضْمَحَلَّ، اِشْرَأَبَّ).
         و زنة (اِفْعَالَّ: اِخْضارَّ، اِخْضارَّةً، اِخضارّْ، اِخْضارِرْ).
ملاحظة (1): تُضم همزة الوصل في ماضي الخماسي والسداسي المبني للمجهول، نحو: اُنْطُلِقَ، اُسْتُخْرِجَ. يستثنى من هذا الحكم، الخماسيُّ الذي قبل آخره حرف مَدٍّ، فتكسر في أوله، نحو: اِعْتاد، اِقْتاد (مبني للمعلوم)- اِعْتِيْدَ، اِقْتِيْدَ (مبني للمجهول).
ملاحظة (2): الحرف الثاني من مصادر الأفعال الخماسية والسداسية ساكنٌ كما نرى. وهذه الأسماء- المصادر يمكن أن تُحَلَّى بـ (ألْ) وفيها اللام ساكنة أيضاً، فيلتقي ساكنان، نحو اَلْا خْتراع (لأن همزة المصدر تسقط عند الوصل). وبسبب التقاء الساكنين تُكْسَر لام (ألْ) ويلفظ هذا الاسم المُعَرَّف كما يلي: اَلِخْتراع. فإذا سُبق هذا الاسم بكلمةٍ مّا، سقطت همزة الوصل منه عند وصل تلك الكلمة به، نحو: (قيمة الاختراع)، وتلفظ الكلمتان موصولتين معاً كما يلي: قِيْمَتُلِخْتراع.
د- وهي همزة صيغة الأمر من الفعل الثلاثي.
يصاغ الأمر من المضارع بحذف حرف المضارعة وبناء آخره:
-        على السكون، نحو: يَفْتَحُ- اِفْتَحْ- يَكتُبُ- اُكْتُبْ، يَجْلِسَ- اِجْلِس.
-         على الفتح، نحو: يَحْترمُ- اِحْتَرِمَنْ والدَيك؛ اِسْمَعَنَّ نُصْح والدَيك.
-         على حذف حرف العلة، نحو: يسعى _ اِسْعَ (الأصل: اِسعى)
يدعو - اُدْعُ.
يرمي - اِرْمِ.
-        على حذف النون نحو: يخرجان- اُخْرُجا.
يذهبون – اِذْهبوا.
تَسْعَيْنَ – اِسْعَيْ.
ونلاحظ أن همزة الوصل في صيغة الأمر تكون- في بَدْءِ الكلام- مكسورة إلا إذا كان الحرف الثالث من صيغة الأمر مضموماً بضَمَّةٍ أصلية، فتُضم حينئذ، مثل: اُكتُب، اُدْعُ، اُخْرُجا.
قال الإمام ابن الجزري:
وابْدأْ بِهَمْز الوَصْل من فِعلٍ  بِضَمّْ                       إن كان  ثالثٌ  من  الفعل   يُضَمّْ
واكْسِرْهُ حالَ الكَسْرِ والفَتحِ، وفي               الأسماء - غيرَ اللام- كسْرُها، وفي
اِبْنٍ    مع    ابنةِ   امْرِئٍ   واثْنَيْنِ                      وامرأةٍ     واسْمٍ     مع     اثْنَتَيْن
وفيما يلي نماذج خاصة بالفعل الثلاثي المهموز الأول:
أسِفَ يأسَفُ اِئْسَفْ؛ أمَلَ يأمُلُ اُؤْمُلْ؛ أفَلَ يأْفُل اُؤْفُلْ
ملاحظة: جَرَت العربُ على أن تَحذف في صيغة الأمر همزة الفعلين: أَخَذَ و أَكَلَ! فتقول: خُذْ و كُلْ!

ولكن متى تكون ضمة الحرف الثالث غير أصلية؟

الجواب: في صيغة الأمر للجمع من الفعل المعتل الآخر بالياء، فهذه تحذف في صيغة الأمر كما ذكرنا. تقول:
يمشي¬ اِمْشي¬ اِمْشِْ (للمفرد، بعد حذف الياء)
اِمْشِيوا ¬ اِمشِوْا (للجمع، بعد حذف الياء)
ولكن الضمة هي التي تناسب الواو، فتقول إذن: اِمْشُوا!
فضمة الشين في (اِمْشُوا) غير أصلية، ولذلك كسرت همزة الوصل، ولا يقال: اُمْشُوا!
ومثله: يرمي- اِرمي- اِرْمِ- اِرْميوا- اِرْمِوا- اِرْمُوا
يأتي- اِئْتي- اِئْتِ- اِئتِيوا- اِئْتِوا- اِئْتُوا
ملاحظة: أجازوا ضم وكسر همزة الوصل، في المعتل الآخِر بالواو، إذا اتصل بياء المخاطبة، فَصَحَّ أن تقول: اُدْعِيْ و اِدْعِيْ



105 العَدَد(51)
كثيرون يعانون في التعبير عن العدد، صعوبةً ناشئةً عن وجود صيغتين - بدلاً من واحدة - وذلك تَبَعاً لكون المعدود مذكراً أو مؤنثاً.
فالأعداد العشرة الأولى - المسماة اصطلاحاً أعداداً مُفردة، تمييزاً لها من الأعداد المركَّبة والمعطوفة- هي:
للمعدود المذكَّر: واحد، اثنان، ثلاثة. ثمانية، تسعة، عشَرة.
للمعدود المؤنث: واحدة، اثنتان، ثلاث.. ثَمانٍ، تِسعٌ، عَشْرٌ.
ونلاحظ ما يلي:
الأعداد (3-10) للمذكر مختومة بتاء التأنيث، أي إن صيغتها مؤنثة.
الأعداد(3-10) للمؤنث مجردة من تاء التأنيث، أي إن صيغتها مذكرة.
وفيما يلي نماذج من استعمال الأعداد المفردة والمركبة والمعطوفة والعقود:

المعدود مؤنث
المعدود مذكر

غرفة واحدة، طالبة واحدةٌ
قلم واحد
الأعداد المفردة
غرفتان اثنتان، طالبتان اثنتان
قلمان اثنان
ثلاثُ غُرَفٍ، ثلاث طالباتٍ
ثلاثةُ أقلام
ثمانيْ غرفٍ، ثمانيْ طالباتٍ
ثمانيةُ أقلام
عَشْر غرف، عشْر طالباتٍ
عشَرةُ أقلام

إحدى عشْرة غرفةً، إحدى عشرة طالبةً

أحدَ عشَر قلماً
الأعداد المركبة
اثنتا عشْرة غرفةً، اثنتا عشرة طالبةً
اثنا عشَرَ قلماً
ثَلاثَ عشْرة غرفةً، ثلاث عشْرة طالبةً
ثلاثةَ عشَرَ قلماً
ثمانيْ عشْرةَ غرفةً، ثمانيْ عشْرة طالبةً
ثمانيةَ عَشَرَ قلماً
عشرون غرفةً ... تسعون طالبةً
عشرون، ثلاثون، أربعون تسعون قلماً

ألفاظ العقود

إحدى وعشرون غرفةً/طالبةً
واحدٌ وعشرون قلماً
الأعداد المعطوفة
اثنتان وعشرون غرفةً/طالبةً
اثنان وعشرون قلماً
ثلاثٌ وعشرون غرفةً/طالبةً
ثلاثة وعشرون قلماً
ثمانٍ وعشرون غرفةً/طالبةً
ثمانية وعشرون قلماً
تِسْعٌ وتسعون غرفةً/طالبةً
تسعة وتسعون قلماً

نستنتج مما سبق القواعد الآتية:
1- الواحد والاثنان يوافقان المعدود في التذكير والتأنيث.
2- ألفاظ العدد من ثلاثة إلى عشَرة تخالف المعدود في التذكير والتأنيث، أي تكون على عكسه، وذلك في الأحوال الثلاثة: سواءٌ كانت مفردةً أو مركَّبةً أو معطوفاً عليها.
فإذا كان مفرد المعدود مذكراً (قلم / رجل) استُعملت صيغة العدد المؤنثة، وبالعكس، إذا كان مفرد المعدود مؤنثاً (غرفة / طالبة) استُعملت صيغة العدد المذكرة. هذا هو معنى المخالفة ‍‍‍‍!
3- العدد (10) يوافق المعدود في الأعداد المركبة (على حين يخالفه - كما رأينا- إذا كان مفرداً.)
4-  تُفتح شين العَشرة والعَشر مع المذكر، وتُسَكَّن مع المؤنث، سواء أكان ذلك في عدد مفرد أم مركّب.
تقول: عَشَرةُ رجالٍ، أَحَدَ عَشَرَ كوكباً؛ وعَشْرُ فتياتٍ، واثنتا عشْرةَ عيناً.
5- ألفاظ العُقود لا تَتَغيَّر في التذكير والتأنيث.

أحكام العدد والمعدود:
1- الأعداد المفردة (3-10) تُعرب تَبَعاً لِمَحلِّها من الجملة، تقول:
جاء خمسةُ رجالٍ / خَمْسُ فتياتٍ، رأيت خمسةَ رجالٍ / خمسَ فتياتٍ، مررت بخمسةِ رجالٍ / بخَمْسِ فتياتٍ.
         ·       إذا كانت هذه الأعداد بالصيغة المؤنثة فمعدودها جمع تكسير مجرور (لأنه مضاف إليه، والعدد هو المضاف)، نحو: أربعة طلابٍ وخمسة أقلامٍ (ولكن: ستةُ عصافيرَ!)
عصافير: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف.
         ·       وإذا كانت بالصيغة المذكَّرة فمعدودها جمعُ تكسير مجرور، أو جمعُ مؤنثٍ سالِمٌ، نحو: ثلاثُ أَذْرُعٍ، أربعُ تُحَفٍ، خمسُ طالباتٍ [ولكن: سَبْعُ مدارسَ: لأن (مدارس) ممنوعة من الصرف].
2- الأعداد المركبة (11-19) مَبْنيَّة على فَتْح الجزأين (البناء هو لزوم آخِر الكلمة حالةً واحدة).
فَهمُا مفتوحان أبداً، تقول:
 جاء أَحَدَ عَشَرَ رجلاً، رأيت أَحَدَ عَشَرَ رجلاً، مررتُ بأحَدَ عَشَرَ رجلاً،
جاء إحدى عشْرةَ امرأةً، رأيتُ إحدى عشْرةَ امرأةً، مررتُ بإحدى عشْرةَ امرأةً.
جاء خمسَ عشْرةَ امرأةً، رأيتُ ثلاثَ عشْرةَ امرأةً، مررتُ بأربعَ عشْرةَ امرأةً.
أما العدد(12) فيُعامل جزؤه الأول معاملة المثنى. تقول:
جاء اثنا عشَرَ رجلاً، رأيت اثنيْ عشَرَ رجلاً، مررتُ باثني عشَرَ رجلاً.
جاء اثنتا عشْرةَ امرأةً، رأيت اثنتي عشْرةَ امرأةً، مررتُ باثنتي عشْرةَ امرأةً.
3- الأعداد المعطوفة تُعرب تَبَعاً لمحلها من الجملة، تقول:
جاء خمسةٌ وعشرون طالباً، أمضى فلانٌ خمساً وعشرين ليلةً، وحصل على ثمانٍ وعشرين درجةً.
جاء خمسٌ وعشرون طالبةً، أمضتْ فلانةُ خمسةً وعشرين يوماً، (فلانةُ لا تنوَّن: ممنوعة من الصرف!).
4- الأعداد (11-99) بما فيها من عقود، معدودها مفرد منصوب أبداً، سواء أكان المعدود مذكراً أم مؤنثاً.
5- ألفاظ العقود ملحقة بجمع المذكر السالم فتُعرب إعرابه: تُرفع بالواو والنون، وتُنصب وتُجرُّ بالياء والنون.
6- يستعمل العدد (8) مع المعدود المؤنث استعمال الاسم المنقوص، وهو غير ممنوع من الصرف (انظر الفقرة 79). تقول:
العدد مفرد: جاء ثمانيْ طالباتٍ - رأيتُ ثمانيَ طالباتٍ- مررتُ بثمانيْ طالباتٍ.
العدد مركب: جاء ثماني عشْرةَ طالبةً- رأيتُ ثمانيْ عشْرةَ طالبةً- مررتُ بثمانيْ عشْرةَ طالبةً. [يصحُّ أن تقول: رأيتُ ثمانَ عشْرةَ طالبةً، بفتح جزأَيْ العدد كبقية الأعداد المركبة.]
العدد معطوف عليه: جاء ثمانٍ وعشرونَ طالبةً رأيتُ ثمانياً وعشرين طالبةً- مررتُ بثمانٍ وعشرين طالبةً. [ويجوز أن تقول: رأيتُ ثمانيَ وعشرين طالبةً، باعتبار (ثماني) اسماً ممنوعاً من الصرف - مع أنه ليس بجَمْعٍ - لأن إيقاعه (مَفَاعِل)!]

مئة وأَلْف
         ·       لفظ (مئة) مؤنث، يقال: مئة واحدة (انظر الفقرة 35)، ويستعمل هذا اللفظ نفسه للمعدود المذكر أو المؤنث. مُثنّاه (مئتان) في حالة الرفع، و(مئتين) في حالتي النصب والجّر.
والمئة ومثناها وحين يضاف إليها عدد مفرَد، معدودها مفرد مجرور، تقول:
عندي مئةُ كتابٍ، ومئتا روايةٍ، وثلاثُمئةِ دينارٍ/ ليرةٍ.
قرأت مئةَ كتابٍ، ومئتي روايةٍ، وأنفقت ثلاثَمئةِ دينارٍ/ ليرةٍ.
عندي ثمانمئةِ كتابٍ - اشتريت ثمانمئةِ كتابٍ - حصلت على ثمانمئةِ كتابٍ.
ملاحظة: أجاز مجمع القاهرة فصْل الأعداد من ثلاث إلى تسع عن (مئة).
والحق أن الوصل أحسن من الفصل، وقد جرى عليه علماء الأمة الثقات عدة قرون (منهم: سيبويه، المبرِّد، ابن منظور، الفيروزآبادي، الزَّبيدي، إلخ...). لذا الأفضل أن تكتب: ثلاثمئة، خمسمئة، ثمانمئة
         ·       تجمع (مئة) على (مئات) ويكون معدودها جمعاً مجروراً، نحو:
سافر مئاتُ الرجالِ، في هذا السجلّ مئاتُ الصُّورِ لمئاتِ التلميذاتِ، قرأت مِئاتِ الصفحاتِ.
ويقال أيضاً: شاهدت مئاتٍ من الجنود.
         ·        لفظ (أَلْف) مذكر وجمعه آلاف وأُلوف، ويُستعمل هذا اللفظ نفسه للمعدود المذكر أو المؤنث، مثناه (أَلْفان) في حالة الرفع، و(أَلْفَيْن) في حالتي النصب والجّر، تقول:
في المكتبة ألفُ كتابٍ- قرأت ألفَ صفحةٍ- يقدَّر عددُهم بألفِ رَجلٍ.
في المكتبة ألفا كتابٍ- قرأت ألْفَيْ صفحةٍ- يقدَّر عددُهم بألفَيْ رَجلٍ.
         ·        تضاف الأعداد المفردة (3-10) إلى (آلاف)، تقول: عندي ثلاثةُ آلافِ كتابٍ وأربعةُ آلافِ ليرةٍ.
         ·       الأعداد المركبة والعقود تلحقها كلمة (ألف) المفردة المنصوبة، نحو:
كان عددُ سكان بلدتنا سبعة عشَرَ ألفاً، وصار الآنَ عشرينَ ألفاً.
في مكتبة البلدة أحَدَ عشَرَ ألفَ كتابٍ، وفي مكتبة المدينة عشرون ألفَ كتابٍ.
في الحالات السابقة جميعاً، يكون المعدود الذي يلي كلمة (ألف) مفرداً مجروراً. أما إذا استُعملت كلمة (أُلوف/آلاف) وحدها، أو سَبَقَتْها كلمة مئات أو عشرات، فيكون المعدود جمعاً مجروراً، نحو: سافر لِلْحَجِّ آلافُ الأشخاصِ، بل عشراتُ آلافِ الأشخاصِ، بل مئاتُ آلافِ الأشخاص.
ويقال أيضاً: استعرض القائد ثلاثةَ آلافٍ من الجنود.
 
تعريف العدد
إذا أُريد تعريف العدد وكان العدد مضافاً، أُدخِلت الأداة (أل):
أ‌-     على المعدود، نحو: جاء سبعةُ الطلبةِ الذين فازوا- قرأتُ مئةَ الصفحةِ التي حدثتني عنها.
أنفقتُ ألفَ الليرة الذي ادخرتُه- أنفقت ستة آلاف الليرة التي ادخرتها.
قرأت عن حرب ستةِ الأيامٍ (بين العرب واليهود)، ولكن: حرب الأيام الستة.
ب‌-                      أو على العدد، نحو: حرب الستة أيامٍ، قرأت المئة صفحة- نُفَّذ مشروع الألفِ كتابٍ.
ج‌-                        أو على العدد والمعدود معاً، نحو: حرب الستة الأيام- قرأت المئة الصفحة.
         ·        وإذا كان العدد مركباً أُدخِلت (أل) على صَدْره، نحو: قرأت الثلاثَ عشْرةَ روايةً.
كتَبَ الأربعةَ عشَرَ حرفاً الأولى من الأبجدية، (الأولى: صفة لمجموع الأربعة عشر حرفاً ).
         ·       وإذا كان العدد مكوناً من معطوف ومعطوف عليه، أُدخِلت (أل) على الجزأين، نحو:
- أطعمتُ الأربعَ والعشرينَ دجاجةً صغيرةً، (صغيرة: صفة لكل دجاجة، لذلك بقيت مُنكَّرة).
- أمضيتُ الأربعَ والعشرينَ ساعة الماضية في المزرعة، (الماضية صفة للأربع والعشرين ساعة، لذلك عُرِّفت).
         ·        وإذا كان العدد من العقود دخلت (أل) عليه، نحو:
-        أمضى سعيدٌ الأربعينَ سنةً الأخيرةَ في التدريس.
-        الدرجة (في الهندسة): قسمٌ من التسعين قسماً المتساوية، التي تنقسم إليها الزاوية القائمة (المعجم الوسيط).



106 الوصف بالعدد: الأعداد الترتيبية(51)
         ·       يصاغ اسم على وزن (فاعل) من الأعداد المفردة من اثنين إلى عشَرة، ليَصِف ما قبله ويدل على ترتيبه.
أما العدد واحد فيقابله الوصف (أَوَّل).
         ·        ويصاغ مثل ذلك من صُدور الأعداد المركبة (11-19). ويكون اسم الفاعل المصُوغ من الأعداد المركبة مبنياً- كأصله- على فتح الجزأين، ماعدا الجزء الأول من العددين الترتيبيَّيْن: الحاديْ عشَر، والثانيْ عشَر، فإنهما يُبْنَيَان على السكون.
         ·       ويُشتق من الأعداد المعطوفِ عليها صيغةُ (فاعل) ويُذكر بعدها العِقْد معطوفاً عليها بالواو.
ويكون اسم الفاعل من الأعداد المتعاطفة مُعْرَباً كأصله.
         ·       والعدد الترتيبي يوافق موصوفه من حيث التذكير والتأنيث والتعريف والتنكير، فيقال:
تلميذٌ ثالثٌ؛ الفتاة الثانية؛ البابُ الخامسَ عَشَرَ؛
الساعةُ / الحلْقةُ / الطبعةُ الرابعةَ عشْرة؛
غداً هو اليومُ الخامسُ والعشرون من هذا الشهر.
سيصل سعيدٌ في اليومِ السابعِ والعشرين. ذلك لأن الصفة (العدد الترتيبي هنا) تطابق الموصوف دائماً! فيجب أن يتطابقَ المذكّران، ويتطابقَ المؤنثان!
         ·       يُستعمل أحياناً (تنوين النصب للأعداد الترتيبية) وذلك عند التعداد المُرتَّب.
فيقال: أولاً، ثانياً
وفيما يلي قائمة تبين الأعداد الأصلية والترتيبية وتنوين النصب للترتيبية.
تنوين النصب
الأعداد الترتيبية
الأعداد الأصلية
 أولاً
أوَّلٌ (الأَوَّل)
واحد
ثانياً
ثانٍ (الثاني)
اثنان
ثالثاً
ثالثٌ (الثالث)
ثلاثة
حاديْ عشَر
حاديْ عشَر (الحادي عشر)
أَحَدَ عَشَر
ثانيْ عشَر
ثانيْ عشَر (الثاني عشر)
اثنا عشَر
ثالثَ عشَر
ثالثَ عشَر (الثالث عشر)
ثلاثة عشر
عشرين
عشرون (العشرون)
عشرون
حادياً وعشرين
حادٍ وعشرون (الحادي والعشرون) (2)
واحد وعشرون (1)
ثانياً وعشرين
ثانٍ وعشرون (الثاني والعشرون)
اثنان وعشرون
مئة
مِئة (المئة)
مئة
أولاً بعد المئة (4)
الأول بعد المئة (3)
واحد ومئة
(1) يقال أيضاً: أحدٌ وعشرون.
(2) يقال أيضاً: الواحد والعشرون، والأحد والعشرون.
(3) يقال أيضاً: الحادي والمئة.
(4) يقال أيضاً: حادياً ومئة.
فائدة: لفظ العِقْد المنسوب يدل على العدد المعطوف عليه، من الواحد إلى التاسع، فيقال: حدث هذا في الأربعينيّات، أي في الأعوام المعطوفة على الأربعين: من الواحد والأربعين إلى التاسع والأربعين.
وفي هذا المعنى لا يقال: (أربعينات لأن المتكلم لا يريد جَمْع الأربعين، وإنما يريد أعداد العِقْد الذي يلي الأربعين. (مجمع القاهرة كتاب الألفاظ والأساليب: 1/77 ، 78 ، 84).



107 التأريخ، وتقسيم ليالي الشهر
يؤرخ العرب بالليالي، ففي اليوم الأول من الشهر يقولون: لِليلةٍ خَلَتْ، وفي الخامس يقولون: لِخَمْسٍ خَلَوْنَ من شهر كذا وهكذا إلى اليوم الرابع عشَرَ، وفي اليوم الخامسَ عشَرَ يقولون: للنِصْف من شهر كذا.
ويقولون في اليوم السادسَ عشَرَ: لأِربعَ عشْرةَ ليلَةً بَقيَتْ من شهر كذا، وفي التاسع والعشرين: لآخِرِ ليلةٍ بقيت، وفي اليوم الثلاثين: لآخر يومٍ من شهر كذا.
وتُقْسَم ليالي الشهر الثلاثون إلى ثلاثة أقسام متساوية، يَضمُّ كلٌّ منها عَشْرَ لَيالٍ، فيقال:
أ العَشْرُ الأُوَل (أو الأُوْلى، مفرد الأُول).
ب العَشْرُ الوُسَط (أو الوُسْطى، مفرد الوُسَط).
ج العَشْر الأَوَاخِر (أو الآخِرة، مفرد الأواخر).
جَ العَشْرُ الأُخَر (أو الأُخْرى، مفرد الأُخَر). [تجيء (الأُخرى) في الاستعمال بمعنى (الآخِرة) التي تدل على الانتهاء (مؤنث الآخِر)، وهي هنا بهذا المعنى! وتجمع (آخِرة) على (أَواخِر): فاعلة ¬ فواعل. ولهذا لك أن تقول: العَشْر الأُخَر أو الأواخِر (أو الآخِرات إنْ شِئت !).]
         ·        ومن الخطأ كما يقول صاحب (المصباح المنير /عشر) قول العامة: العَشْر الأَوَّل، أو الأوسط أو الآخِر: «لأن المراد بالعَشْر، الليالي؛ وهي جَمْعُ مؤنثٍ فلا توصف بمفرد مذكر بل بمثلها.»
         ·       بيد أن جمع مؤنث ما لا يعقل يوصف بمثله (بجمعٍ مؤنث)، وبمفرد مؤنث أيضاً. تقول: السُّفُنُ (السَّفينات) جارياتٌ وجَوَارٍ وجارية!



108 العَقْد والعِقْد
أورد (المعجم الوسيط) الذي أصدره مجمع القاهرة، لكلمة العَقْد المعاني المتباينة الآتية:
1- ما عُقِد من البناء.
2- العَهْد.
3- اتفاق بين طرفين كعقد البيع والزواج والعمل.
4- العَقْد من الأعداد: العشَرة والعشرون إلى التسعين.
وأورد المعجم نفسه لكلمة العِقْد معنىً واحداً هو:
-        خيطُ يُنْظم فيه الخرز ونحوُه يحيط بالعنق.
وأورد معجم (متن اللغة) لكلمة العَقْد خمسة معانٍ، إضافةً إلى المعاني الثلاثة الأولى التي أوردها (الوسيط) وليس فيها ما يتعلق بالأعداد! وقال عن العِقد: القلادة.
ولم أجد العَقْد بالمعنى العددي في (لسان العرب) ولا في (القاموس المحيط)! في حين أورَدَها بالفتح، بهذا المعنى كما يقول العدناني في (معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة/458) بطرس البستاني (في محيط المحيط) وسعيد الشرتوني (في أقرب الموارد) و إدوَرْد لَيْن (في مَدِّ القاموس).
ولكن أوردها بالكسر، بالمعنى العددي كما يقول العدناني- الزمخشري (في مقدمة الأدب) وفرايتاغ.
ووجدْتُها، بالمعنى العددي، مضبوطة بالكسر في سبعة مواضع بالمجلد الرابع (الطبعة الثالثة) من (النحو الوافي) وذلك عند الكلام على العدد، في الصفحات: 518؛ 522 (مرة في المتن، وثلاث مرات في الحاشية)؛ 562؛ 563 !
ويعجبني رأي الزمخشري- الذي تابعه عليه عباس حسن صاحب النحو الوافي، عضو مجمع القاهرة - لأن العِقد العددي يَنْظِم (يضمّ) عشَرة أعداد، مثلما تَنْظِم القلادة الخرز.
وإذا كان للعَقد ثمانية معانٍ متباينة، فَلِمَ لا يكون للعِقد معنيان متقاربان؟!


109- ما؛ فيما؛ مِمّا؛ بما فيه...؛ بما في ذلك...
1- تأتي الأداة (ما(179)) على وجوهٍ كثيرة تزيد على عشرة: فتكون موصولية (بمعنى الذي / التي... لغير العاقل)، واستفهامية، ونافية، ومصدرية... الخ؛ وتجيء أحياناً بمعنى (شيء)  (مغني اللبيب /392).
قال عليه الصلاة والسلام: «تركتُ فيكم ما إن اعتصمتمُ به (فـ) لن تَضِلُّوا أبداً: كتاب الله وسُنَّة نبِيِّه.» [يجوز في هذه الحالة ومثيلاتها اقتران جواب الشرط بالفاء وعدم اقترانه، لأن فعل الشرط ماض!]
قال الناقد اللغوي إبراهيم اليازجي (في تقريظ الجزء الأول من ديوان مصطفى صادق الرافعي): «... في كلامٍ تضمَّن من فنون المجاز وضروب الخيال، ما إذا تَدَبَّرْتَه وجدته هو الشِّعْرُ بعينه.»
2- تدخل (في) على (ما) الموصولية فتتصل بها: فيما. وفي التنْزيل العزيز:
·       ]ثم إليّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون[.
·       ]إن ربك هو يَفْصِلُ بينهم يومَ القيامة فيما كانوا فيه يختلفون[. يقال: اختلفوا في الشيء.
·       شارك فلانٌ فيما خططوا وفيما صنعوا. (يقال: شارك في الأمر.)
·       الفَأْلُ: قولٌ أو فعلٌ يُستبشر به، وقد يستعمل فيما يُكره. (المعجم الوسيط).
·       « فإذا بدا قولٌ لمعترِضٍ فيما عَرَضْنا له... فإنما ينبغي أن يشير إلى محل اعتراضه.»
·       «... لكن أقواله فيما عدا ذلك سديدة غزيرة المادة.»
·       صَنَّف فلانٌ كتباً كثيرة لم يَنْته إلينا منها- فيما أعلم إلا خمسة.
وكثيراً ما تصادف عباراتٌ تحوي التركيب (فيما إذا نحو:
·       ... هذا كله فيما إذا كان المأثور قطعياً، أما إذا كان...
·       إنما يشترط الدليل فيما إذا كان المحذوف الجملة بأسرها...
إن حَذْف (فيما) من العبارتين يجعل كلاً منها سليمةً معافاة. والأفضل أحياناً تغيير بنية العبارة، نحو:
·          ...ومحل الخلاف فيما إذا أُطلق هذا اللفظ بلا قرينة.
وبعد التغيير: ومحل الخلاف هو إطلاق هذا اللفظ بلا قرينة.
·          واختلف أهل العلم فيما إذا كان أحد الزوجين رقيقاً، فذهب أكثرهم إلى...
وبعد التغيير: واختلف أهل العلم في حالة كون أحد الزوجين رقيقاً...
3- تدخل (مِن) على (ما) الموصولية فتُدغم النون هكذا: مِمّا. يقال:
·          اشتريتُ مما اشتريتم وأكلتُ مما أكلتمُ.
·          ومما هو جدير بالذكر والتنبيه...
·          «... وثمانون فَرَساً مما يَصْلح للوُصَفاء والحشم.» (نفح الطيب 1/359).
وقد اعترض الناقد اللغوي صلاح الدين الزعبلاوي، رحمه الله، على قول القائل: (كلَّفني فلانٌ كذا وكذا وألحَّ عليّ، مما دعاني إلى...) لأنه ليس بمستقيم، وصحَّحَه هكذا: (كلفني...، وألحّ عليّ، وهذا ما / مما دعاني إلى...) ويمكن أيضاً قلب العبارة بقولك: (ومما دعاني إلى فعل كذا أنّ فلاناً كلفني إياه وألح ّعليّ بشأنه).
4- تدخل الباء على (ما) الموصولية، نحو: اشترى بما معه من المال.
·          وإذا قلت: صادر رجال الجمارك حقائبه بما فيها (أي: مع الذي فيها)،
·          أو قلت: اشترى فلانٌ المنزل بما فيه (أي: مع الذي فيه)،
كان كلامك سليماً مستقيماً.
ولكن شاع في أيامنا استعمال (بما) استعمالاً لا وجه لتأويله!
·       من ذلك قولهم: اشترى البيت بما فيه الأثاث.
والصواب: اشترى البيت بما فيه من أثاث.
أو: اشترى البيت بأثاثه / مع أثاثه.
·       وقولهم: اشترى المزرعة بما فيها الدار.
والوجه أن يقال: اشترى المزرعة وفيها / ومعها الدار.
·       وقولهم: جاء المدعوّون بما فيهم سعيد وعمر.
والصواب: جاء المدعوّون ومنهم / بينهم سعيد وعمر.
·       وقولهم: فقدتْ حقيبتها بما فيها النقود ومفاتيح السيارة.
والوجه أن يقال: فقدتْ حقيبتها بما فيها من نقودٍ ومفاتيح.
 أو: فقدتْ حقيبتها وفيها نقودٌ ومفاتيح السيارة.
·       وقولهم: نُهبت محتويات المكتبة بما فيها المخطوطات الثمينة.
والصواب: نُهبت محتويات المكتبة ومنها / وضمنها / ومعها المخطوطات الثمينة.
·       وقول أحدهم: ... على سلسلة من العوامل بما في ذلك مساعَدتهُ على مقاومة...
والوجه أن يقال: ... على سلسلة من العوامل ويشمل ذلك مساعَدتَهُ على مقاومة...
أو: ... على سلسلة من العوامل يدخل فيها مساعَدتُهُ على مقاومة...


110- الخطأ في التراكيب الشبيهة بـ (لا أعلم ما إذا كان...)
كثيراً ما تُصادَف تراكيب - يبدو أنها ناجمة عن الترجمة الحرفية - من النمط الآتي:
1.   لا أعرف ما إذا كنت راضياً أو غاضباً.
2.   أسألكم عما إذا كنتم ترغبون في ذلك.
3.   أعلمونا فيما إذا كنتم تريدون البقاء هناك.
4.   لا أدري إنْ كان قد حدث هذا. (أين جواب الشرط؟!!).
ويمكن تصحيح العبارات السابقة باستعمال صيغة الاستفهام، أو بتغيير بنية العبارة:
1.   لا أعرف، أكنتَ راضياً أم غاضباً؟
2.   أسألكم، أترغبون في ذلك أم لا ؟
3.   أعلمونا، أتريدون البقاء هناك؟ أو: إذا كنتم تريدون البقاء هناك فأعلمونا.
4.   لا أدري، أَحَدَثَ هذا أم لا؟
وفيما يلي نماذج من أفصح الكلام. فقد جاء في التنْزيل العزيز:
) قال سننظُرُ أَصَدَقْتَ أم كنتَ من الكاذبين(؟
)... قال هذا من فضل ربي لِيَبْلُوَني أَأَشكرُ أم أَكْفُرُ(؟
) قال نَكِّروا لها عرشَها نَنْظُرْ أتهتدي أم تكونُ من الذين لا يهتدون(؟
) قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين(؟
وفيما يلي نماذج صادفْتُها أثناء مراجعتي لبعض المقالات العلمية، مع تصحيحها:
1.               أما مسألة ما إذا كان إرضاء المستهلك يسفر عن...
أما السؤال: أَيُسفر إرضاء المستهلك عن... فجوابُه...
2.               يجدون صعوبة في تحديد ما إذا كانت المعلومات كافية أم لا ؟
يجدون صعوبة في اتخاذ قرار بشأن المعلومات: أهي كافية أم لا ؟
3.               تحدد المقاييس ما إذا كان الإعلان يعزِّز المقدرة أو لا.
تحدد المقاييس ما يلي: أَيُعزِّز الإعلان المقدرة أم لا؟
4.               يوضح هذا المثال ما إذا كانت القرارات تؤدي دوراً هاماً.
وهذا المثال يوضح النقطة الآتية: هل تؤدي القرارات دوراً هاماً؟
5.               ليست القضية فيما إذا كان الإعلان فعالاً أو لا.
ليست المسألة مركوزة في كون الإعلان فعالاً أو لا.
6.               ... لتحديد فيما إذا كانت السلسلتان متساويتين أم لا.
... للحُكم على تساوي السلسلتين أو عدمه.
7.               ... لمعرفة إن كان المفتاح مضغوطاً.
... لنعرف: هل المفتاح مضغوط؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق