بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 12 سبتمبر 2016

الحياة المهددة للكائنات الحيّة على الأرض



نشرت جريدة الغارديان البريطانية دراسة بالأمس عما أصاب الطبيعة من أضرار في الخمس والعشرين سنة الماضية بأنه إذا استمرت البشرية بفعلها المنفلت فإنه خلال قرن من الزمن لن يبقى عل سطح الأرض مكاناً يمكن تسميته بالأرض البكر. ذلك أن مساحة تساوي ضعف مساحة الألاسكا قد أصبحت أرضاً مسكونة في الفترة الممتدة بين عام 1993 والآن، وهذه المساحة، التي تقدر بـ 3.3 مليون كيلومتر مربع، تعادل عشر مساحة الأرض البكر الموجودة على سطح الأرض.
 
صورة جوية لجزء من الغابة الأمازونية يظهر شكل مناطق الغابات المدمرة
 وثلث هذه المساحة يقع في منطقة الأمازون. فجزء من غاباتها أصبح أرضاً متآكلة بالرغم من جهد الحكومة البرازيلية لمحاربة قطع الغابات في السنوات الأخيرة. فقد تراجعت الأرض البكر في الأمازون من 1.8 مليون كيلومتر مربع إلى 1.3 مليون كيلومتر مربع. أما الغابة الرطبة أوكيالي في غرب الأمازون، التي تشكل موطناً لأكثر من 600 نوع من الطيور والرئيسيات فقد تأثرت على نحو كبير، وكذلك أكبر الغابات الاستوائية بالرغم من التراجع في قطع الغابات. كما أن 14% من الغابات البكر اختفت من أفريقيا الوسطى، وهي الغابات التي يقطن فيها آلاف الأنواع الحية من الفيلة والشمبانزي وغيرها الكثير. 

وهذه الخسارة لا تمثل خطراً على الأنواع الحيّة فقط الآيلة إلى الاختفاء، ولكن أيضاً على التغير المناخي، ذلك أن هذه الغابات تختزن مقادير هائلة من الكربون. وهذه الغابات ستختفي إن لم توضع سياسة لحمايتها بحسب الدكتور جيمس واطسون، أحد المساهمين في إعداد الدراسة من جامعة كوينسلاند وجمعية الحفاظ على الكائنات الحيّة، التي من أكثر ما يضر بحياتها بناء الطرق والأضواء الليلية وكذلك المساحات التي تخصص للزراعة على حساب الغابة. وفي أفريقيا فلم يعد هناك من غابات يمكن أن تعتبر سكنى للأحياء في الحوض الغربي لنهر الغونغو، وهي المنطقة التي يقطنها العدد الأكبر من الغوريلا والشمبانزي.

ومن الضروري الحفاظ على هذه الغابات لأسباب التوازن البيئي ولحماية الكائنات الحية وبعض المجموعات الإنسانية التي تعيش في هذه الغابات وكذلك لتخزين الكربون الأمر الحيوي بالنسبة للحياة. ومن الضروري الانتباه إلى أن التوازن البيئي ليس عملية عكوس، أي أنه لا يمكن إعادة بنائه بعد تحطيمه، وهنا الأمر الأكثر إثارة للقلق.

لا يزال من المتاح مواجهة هذه المسألة باعتماد الدول المعنية لسياسات حمائية صارمة، ذلك أن الأرض التي يمكن أن تكون موطناً للكائنات الحيّة تساوي قرابة 30 مليون كيلومتر مربع، أي 23% من مساحة اليابسة. معظمها في كندا والصحراء الأسترالية والغابات الغربية وبعض غابات السهول الأفريقية الوسطى وآسيا.

تمثّل اتفاقية باريس الموقعة في هذا العام (2016) بخصوص قطع الغابات وعداً هزيلاً بخصوص حماية الغابات ومناطق عيش الكائنات الحية –الذي يقول بالتوقف عن قطع الغابات مع حلول عام 2030 في الأمازون فقط -وبدون أن يكون هناك خطة لإنجاز هذا القليل. 

بقي أيضاً أن نقول إن على المجتمعات المحلية أن تتحرك في العالم قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة، ذلك أن الحكومات مشغولة بتوافقاتها المحلية التي تضمن بقائها في الحكم ليس إلا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق