بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 سبتمبر 2016

نحو إتقان الكتابة باللغة العربية 4/ أ.د. مكّي الحسَني






61- (كذلك) و(أيضاً)
أ- كذلك = ك + ذلك. الكاف للتشبيه بمعنى (مِثْل)، فيكون (كذلك) بمعنى (مِثْل ذلك). جاء في التنْزيل العزيز:
         §       ]يُخْرِج الحيَّ من الميت ويُخرِج الميت من الحيّ، ويُحيي الأرضَ بعد موتها وكذلك تُخْرَجُون[.
أي: ومِثل ذلك الإخراج تُخْرجون. وجاء أيضاً:
         §       ]والذي نزَّل من السماء ماءً بقَدَرٍ فأنْشَرْنا به بلدةً مَيْتاً، كذلك تُخْرجون[.
(أنشرنا = أَحَيْينا. يقال للأنثى: مَيْتة وميْت).
والمعنى: مِثل ذلك الإحياء (إحياء البلدة الميتة) تُخْرَجون من قبوركم أحياء.
         §       قال ابن جني في (سرّ الصناعة 1/290): «واعْلمْ أنه كما جاز أن تجعل هذه الكاف فاعلة في بيت الأعشى وغيره، فكذلك يجوز أن تُجْعل مُبتدأة فتقول على هذا: كزيدٍ جاءني، وأنت تريد: مِثْلُ زيدٍ جاءني». هذه الإحالة مأخوذة من كتاب (الكفاف /1105) لمؤلفه يوسف الصيداوي.
         §       قال الجاحظ في (البخلاء /94):
«وإنْ بدا لي في استحسان حديث الناس كما يستحسنه مني من أكون عنده، فقد شاركتُ المُسْرفين، وفارقتُ إخواني من المصلحين، وصِرْت من إخوان الشياطين. فإذا صرتُ كذلك، فقد ذهب كسْبي من مال غيري، وصار غيري يكسِب مني.»
         §       وقال (ص 87): «… قلتُ: قد حدث من البرد بمقداره [الضمير عائد للكساء]. ولو كان هذا البرد الحادثُ في تموز وآب، لكان إبّاناً لهذا الكساء. قال: إنْ كان ذلك كذلك، فاجْعلْ بَدَلَ هذه المُبطَّنة جُبَّةً مَحْشُوَّة، فإنها تقوم هذا المقام، وتكونُ قد خرجتَ من الخطأ. فأما لبْسُ الصوف اليوم، فهو غير جائز.»
         §       دَوِيُّ الريح حَفيفُها، وكذلك دَوِيّ النحلِ صوتُها.
         §       سافر سعيد لطلب العِلم، وكذلك فَعل خالد.

ب- أيضاً

         §       جاء في (لسان العرب): «قال الليث: وتفسير أيضاً زيادةٌ.»
وجاء في (القاموس المحيط): «فَعل ذلك أيضاً: فعله معاوداً.»
وجاء في (متن اللغة): «فعل كذا أيضاً: أي زيادةً.»
وجاء في (المُنْجِد): «أيضاً: تكراراً ومُراجِعاً.»
وقال صاحب (الكُلّيات): «أيضاً: مصدر (آضَ) ولا يستعمل إلاَّ مع شيئين بينهما تَوافُق، ويمكن استغناء كلٍّ منهما عن الآخر.»
أي لا يقال (تخاصم زيدٌ وقيسٌ أيضاً) إذ لا بدّ من اثنين ليحصل التخاصم بينهما. ولكن يقال على الصواب:
         §       سافر زيد، وسافر قيس أيضاً (زيادة).
         §       قال فلانٌ كذا وكذا…، وقال أيضاً (مُعاوِداً):…
         §       «جاء في مفردات ابن البيطار أن المقدونس هو الكَرَفْس الماقدوني، وقال (متن اللغة) إنه يسمى الكرفس الرومي أيضاً.» (معجم الأخطاء الشائعة لمحمد العدناني /40).
         §       فلانٌ لا يعشق السباحة فقط، بل الغطسَ أيضاً (زيادة).
         §       كان فلانٌ أعمى، وأصمَّ أيضاً.
         §       جاء هذا الكلام في المعجم الوسيط. انظر أيضاً معجم (متن اللغة).
         §       سافر سعيد لطلب العِلم، وللسياحة أيضاً.
أليس الفرق في المعنى بين (كذلك) و(أيضاً) أكبرَ من أن يَترك مجالاً للخلط بينهما؟
وهذا الخلط - في أيامنا - كثير…


62- الواو: زيادتها وحذُفها
كثيراً ما يُزاد هذا الحرف حيث لا داعي لوجوده، نحو:
         §       سيبدأ قريباً الفصل الدراسي الثاني والذي مدته ثلاثة أشهر.
         §       حصل فلانٌ على مكافأة وقدْرها….
من الواضح أن إقحام الواو في المثالين السابقين وأشباههما لا مُسَوِّغ له.
وكثيراً ما يُحذف هذا الحرف حيث يجب إثباته. فمثلاً، نسمع من محطة تلفزة عربية العبارة الآتية: (نذيع عليكم فيما يلي الأخبار المحلية العربية الإقليمية والعالمية.»
ونلاحظ أن حروف العطف الضرورية قد حُذفت إلا قبل المعطوف الأخير! لماذا؟ لأن الفرنسيين والإنكليز يفعلون ذلك!
والصواب في العربية أن يقال: … الأخبار المحلية والعربية والإقليمية والعالمية.
كتب دكتورٌ مهندسٌ إلى رئيس التحرير معترضاً على ما صنعه المدقق اللغوي، ومستنكراً: «الإكثارَ من استخدام حرف الواو بعد الفواصل والنقاط وفي بدايات المقاطع. أعتقد أن تلك الظاهرة موروثة من الكتب التراثية التي يندر فيها استخدام علامات التنقيط (كذا) وكان حرف الواو يلعب (كذا، يريد يؤدي) دوراً رئيسياً للتعويض عن ذلك.»
[جاء في المعجم الوسيط: «الترقيم: علامات اصطلاحية توضع في أثناء الكلام أو في آخره، كالفاصلة، والنقطة، وعلامتي الاستفهام والتعجب»].
نحن إزاء مشكلة حقيقية، هي أن بعض المتعلمين يريدون تطبيق خصائص الإنكليزية (أو الفرنسية) وأساليبها على العربية! كأنه لا يكفينا تقليد الغربيين في كثير من أنماط سلوكهم غير الحميدة…
وإذا كانت الجُمَل الإنكليزية - مثلاً - المتلاحقة لا توصل بحروف عطف، فهذا شأن تلك اللغة. أما العربية فمن خصائصها قِصَر جُمَلها، وترابطها بحروف عطف أو استئناف، وعدم تقطيع أوصالها…
[كان أجدادنا العلماء - قبل ابتكار علامات الترقيم - يكتبون بالعربية الفصيحة. ولم يستعملوا الواو (للتعويض)، إذْ لم يكن وارداً التعويض عن شيءٍ لا وجود له… وإنما استعملوها حيث يجب استعمالها… ومَنْ يقرأ الكتب التراثية القديمة يجدْ صعوبة أحياناً في إيجاد موضع الوقف للفصل بين جملتين، برغم حروف الواو التي أكثَرَ علماؤنا - كما قال صاحبنا - من استعمالها…].
أرجو القارئ أن ينظر في المقطع السابق المحصور بين معقوفين، وأن يحذف في ذهنه حروف الواو المطبوعة بحرف ثخين. كيف تصبح العبارة حينئذ؟ ألمْ تَخْتفِ السلاسة؟
هذا عن الكلام المكتوب. فماذا عن الكلام المنطوق به؟ هل كان فصحاء المتحدثين يُقحمون الواو للتعويض؟! وعَمَّ يعوّضون؟!!!
جاء عن أفصح العرب، عليه الصلاة والسلام، أنه قال:
«لا تزولُ قَدَمَاْ عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن عُمُرِه فِيْمَ أَفْناه، وعن عمله فيم فَعَلَ، وعن مالِهِ من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أَبْلاه.»
وجاء في الدعاء المأثور عن النبي العربي الكريم:
«اللهمَّ اهْدِني فِيْمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتَوَلَّني فيمن تَوَلَّيْت، وبارك لي فيما أعطيت، وقِنِيْ شَرَّ ما قضيت، فإنّك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يَذِلُّ مَن واليت، ولا يَعِزُّ مَن عاديت، تباركتَ ربَّنا وتعاليت.»
هل يمكن حذْف الواوات التي وضعتُ قبلها فواصل؟!!
لا أرى - بعد هذا - حاجة إلى إيراد نماذج أخرى من كلام أئمة البلاغة كالجاحظ وغيره…
قال صاحب (الكليّات) أبو البقاء الكفوي (5/8): «وما يذكره أهل اللغة من أن الواو قد تكون للابتداء والاستئناف، فمرادهم أن يبتدئ الكلام بعد تقدم جملة مفيدة، من غير أن تكون الجملة الثانية تشارك الأولى. وأما وقوعها في الابتداء من غير أن يتقدم عليها شيء، فَعَلى الابتدائية المجردة، أو لتحسين الكلام وتزيينه، أو للزيادة المطلقة.»
أخيراً، العطفُ يكون بحروف العطف ملفوظةً، أو-أحياناً، عند التعداد مثلاً-مَلْحوظة.
فالملفوظة كقولنا: من عبقريات العَقَّاد: عبقرية محمد، وعبقرية الصِّدِّيق، وعبقرية عمر، وعبقرية الإمام.
والملحوظة كقولنا، مع التنغيم والتقطيع بين المفردات:
من عبقريات العقاد: عبقرية محمد، عبقرية الصِّدِّيق، عبقرية عمر، عبقرية الإمام.


63- أسماء الإشارة
يُراعى عند استعمال أسماء الإشارة(21) أمران:
1- المشار إليه من حيث العددُ والجنس (مذكر / مؤنث).
2- المشار إليه أيضاً، ولكن من ناحية قُربه أو بُعده، أو توسُّطه بين القُرب والبعد.
كما يُراعى - أحياناً - المخاطَب من حيث الجنس والعدد.
فإذا كان المشار إليه مفرداً مذكراً قريباً، استُعمل الاسم (ذا).
وإذا كان المشار إليه مفرداً مذكراً متوسطاً، استُعمل الاسم (ذاك) وهذه الكاف هي كاف الخطاب.
وإذا كان المشار إليه مفرداً مذكراً بعيداً، استُعمل الاسم (ذلك) وهذه اللام هي لام البُعد.
إن الكاف هي حرف خطاب يدل على التوسط (بين القرب والبُعد) ولا محل لها من الإعراب. وهي ليست ضميراً، ومع ذلك فإنها تتصرف كما تتصرف الكاف (التي هي ضمير خطاب) نظراً إلى المخاطَب (أي على حسَب المخاطب). فيقال: ذلكَ، ذلكِ، ذلكما، ذلكم، ذلكنَّ. وهناك لغةٌ تجعل كاف الخطاب مبنية على الفتح مهما يكن المخاطَب من حيث الجنس والعدد. (انظر النحو الوافي 1/324)
ويصحّ دخول حرف التنبيه (ها) على اسم الإشارة الخالي من كاف الخطاب، نحو: هذا (أصل الكتابة: هاذا)، هذه (هاذه)، هذان، هؤلاء. وقد تجتمع مع الكاف، نحو: هذاك، هاتيك، ولكنها لا تجتمع مع الكاف المسبوقة باللام، فلا يقال: هذلك!
ويبين الجدول الآتي أسماء الإشارة في أحوالها المختلفة.


 

المشار إليه
اسم الإشارة
نماذج
للقريب
للمتوسط
للبعيد
المخاطب
مفرد مذكّر، معهد مثلاً
ذا
ذاكَ
ذلكَ
مفرد مذكر/ للعموم
ذلكَ معهدكَ، ذلكَ معهدكِ، ذلكَ معهدكم
ذا
ذاكِ
ذلكِ
مفرد مؤنث
ذلكِ معهدكِ
ذا
ذاكُما
ذلكما
مثنى
] ذلكما مما علمني ربي [
ذا
ذاكمُ
ذلكم
جمع الذكور
 ]ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم[
ذا
ذاكُنّ
ذلكُنّ
جمع الإناث
 ]قالت فذلكنّ الذي لُمتُنَّني فيه[
مؤنث مفرد أو جمع غير العاقل نحو: مدرسة/كُتُب
ذيْ، ذِهْ، تِيْ، تِهْ
تيكَ
تِلْكَ
للعموم
] تلكَ الدارُ الآخرة[
] وتلك الأيام نداولها بين الناس[


تِلْكِ
مفرد مؤنث



تِلكُما
مثنى
] ألم أَنْهكُما عن تلكما الشجرة[


تِلكُم
جمع الذكور
] ونُوْدوا أنْ تلكم الجنة أوُرثتموها[
ولكن جاء أيضاً ]وتلك الجنة التي أورثتموها[


تلكُنّ
جمع الإناث

مثنى مذكر: نحو: كتابان مُعلِّمان
ذانِ / ذَيْنِِ(1)
ذانِكَ/ ذَيْنِكَ
-
للعموم
] فذانِكَ برهانان من ربك إلى فرعون ومَلَئِه[

ذانِكُما / ذَيْنكما
-
مثنى


ذانِكم / ذَيْنكم
-
جمع الذكور


ذانِكنّ / ذينِكنّ
-
جمع الإناث

مثنّى مؤنّث نحو: مدرستان، شاعرتان
تانِ / تَيْنِ(1)
تانِكَ / تَيْنِك
-
للعموم


تانِكما / تَيْنِكما
-
مثنى


تانِكم / تَيْنِكم
-
جمع الذكور


تانِكنّ / تَيْنِكنّ
-
جمع الإناث

الجمعُ مطلْقاً
أوُلاء
أُولى(2)
أُولئكَ
أُولاكَ(2)
-
أُولالِكَ(2)


(1) في حالتي النصب والجر. (2) الواو لا تُلْفظ.
وبناءً على ماذكر، فمن الخطأ القول: (أنشئت مدرسة للطب في دمشق لِتُنافسَ تلكما المدرستين» والصواب: ( لتنافس تَيْنِكَ / تَيْنِكُم المدرستين).


64- اِفْتَرضَ افتراضاً افْتَرضَ فرْضاً

مما جاء في (المعجم الوسيط /فرض): «فَرَضَ الأمرَ: أوجبه، يقال: فَرَضَه عليه: كَتَبَه عليه.»
«اِفتَرضَ الباحثُ: اتخذَ فَرْضاً ليصل إلى حلِّ مسألة (مج) .»
«الفَرْضُ: ما يَفْرِضه الإنسان على نفسه. والفَرْضُ: فكرة يُؤخذ بها في البرهنة على قضية أو حلِّ مسألة (مج)
وعلى هذا لا يصحّ في الكتابة العلمية أن يقال:
لِنَفْرِض أن س أكبر من ص؛
أو: وهذا مقبول بمقتضى الفَرَض.
والصواب هو: لِنَفتَرض أن س أكبر من ص؛
و بمقتضى الفَرْض؛ لِنَفْترضِ الْفَرْضَ الآتي: بتسكين الراء في (الفَرْض)!


65- بِمَنْزِلة كذا، يقوم مَقام كذا، كَـ

جاء في (المعجم الوسيط): «المَثابُ والمَثَابَةُ: البيت. والمثابة: الملجأ. وفي التنْزيل العزيز: ]وإذْ جَعَلنا البيتَ مَثابةً للناس وأمْناً[. والمثابة: مجتمع الناس. والمثابة: الجزاء.»
ويخطئ كثيرون في استعمال كلمة (مثابة):

فيقولون:
والصواب:
§                     هو عندي بمثابة أبي.
§                     هذه الأداة البسيطة هي بمثابة حاسوب.
§                     وكانت له هذه المُرضِع بمثابة الأم الرؤوم.
§                     وسنعتبر عدم إجابتكم بمثابة موافقةٍ على المشروع.
§                     هو عندي بمَنْزلة أبي.
§                     البسيطة تقوم مَقام/ تَسُدُّ مَسَدُّ حاسوب صغير.
§                     المرضع كالأمِ الرؤوم.

§                     إجابتكم موافَقَةً على المشروع

 



66- لمصلحة كذا (لا: لصالح كذا)

كثيراً ما نصادف عبارات مثل: (وكان هذا التعديل لصالح شركة مايكروسوفت). أو: (وراحت الصهيونية تصادر التاريخ لصالح أسطورة الهولوكوست). وهذا خطأ، لأن (صالح) اسم الفاعل من (صَلَحَ). يقال: صَلَح الشيءُ فهو صالح.
وجاء في (المعجم الوسيط). «صَلَحَ الشيءُ: زال عنه الفساد؛ كان نافعاً أو مناسباً. يقال: هذا الشيءُ يَصْلُح لك.»
وجاء فيه: «المصلحة: الصلاح والمنفعة.»
وجاء في (أساس البلاغة): «صَلَحَت حالُ فلان وهو على حالةٍ صالحة.»
وجاء فيه أيضاً: «ورعى الإمامُ المصلحة في ذلك ونظر في مصالح المسلمين.»
وجاء في (المصباح المنير): «وفي الأمر مصلحة أي خير، والجمع مصالح.»
الصواب إذن أن يقال:
هذا في مصلحتك (لا: لصالحك)،
وكان التعديل لمصلحة شركة
فعلوا ذلك خدمةً للمصلحة العامة (لا: للصالح العام!).


67- الضِّدُّ

مما جاء في (المعجم الوسيط): «الضِدُّ: المخالِفُ والمُنافي. (ج) أضداد.»
وجاء فيه (سود): السَّوادُ ضِدُّ البياض.
وجاء في معجم ألفاظ القرآن الكريم: «الضدُّ، المُخالِف والمنافِس، للواحد والجمع. قال تعالى: ]كَلاّ سيكفُرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضِدًّا[ المراد: الخصوم.»
وجاء في (المُفْهِم) للإمام القرطبي: «الاعتدال ضِدُّ الاعوجاج.»
إنّ الغُصون إذا قوَّمْتَها اعتدلَتْ        ولا يلين إذا قَوَّمْتَه الخشبُ
يقال: الصواب ضِدُّ الخطأ؛ الصحة ضِدُّ المرض؛ الطول ضِدُّ القِصَر؛ الروح ضِدُّ الجسد؛ كل شيءٍ زاد على حَدِّه انقلب إلى ضِدّه؛ زيدٌ ضِدُّ قيس (لا يأتلفان)؛ فَعَلَ زيدٌ ضِدَّ ما أُمِرَ به (أي فَعل فِعلاً مخالفاً لما أُمر به).
قال المتنبي:
ونَذِيمُهُم وبهم عَرَفْنا فَضْلَهُ          وبِضدِّها تتبيَّنُ الأشياءُ
ذامَهُ يَذيمُهُ ذَيْماً: عابَهُ وذَمَّهُ (المعجم الوسيط).
وقال أبو الحسن التهاميّ:
ومكلِّفُ الأيام ضِدَّ طِباعها        متطلِّبٌ في الماءِ جَذْوةَ نارِ
وقال العَكُّوك، عليُّ بنُ جَبَلة (ويُعزى هذان البيتان إلى دَوْقلة المَنْبِجِيّ أيضاً):
فالوجْهُ مِثلُ  الصبْحِ مُنْبلجٌ                              والشَّعْر  مثلُ  الليل  مُسْوَدُّ
ضِدّان لمّا استُجْمِعا حَسُنا                              والضِدُّ يُظهِر حُسْنَه الضِدُّ
هذه نماذج من استعمال (الضد) استعمالاً صحيحاً.
ولكن كثيراً ما تُصادَفُ تراكيبُ لا تجري على كلام العرب:
فيقولون:
والصواب:
§                     مناعة ضد المرض
§                     كافح ضد المرض/ العدوّ
§                     تأمين ضد جميع الأخطار
§                     مستندات ضد الدفع (!)
§                     حارب فلانٌ ضد الجهل
§                     ثار ضد المستعمر
§                     ساعة ضد الماء
§                     ساعة ضد الصدمات
§                     مناعة/ حصانة من المرض
§                     كافح المرضَ / العدوَّ
§                     تأمين من جميع الأخطار
§                     تسليم المستندات مقابل دفع القيمة
§                     حارب فلانٌ الجهلَ
§                     ثار على المستعمر
§                     ساعة كتيمة
§                     ساعة تتحمل الصدمات/ لا تتأثر بالصدمات

 



68- الخطأ في قولنا: (ماذا نَسْتَفاد من ذلك؟)!

كثيراً ما أسمع من جامعيين (!) وغيرهم عبارات مثل: (أريدُ أن أَسْتعار منك هذا الكتاب). ولا أدري كيف نشأ هذا الخطأ، ولا سِرَّ ذيوعه الواسع. فكيف تستسيغ كثرةٌ من المتعلمين استعمال صيغة هجينة من المضارع والماضي معاً؟ ومن المتكلم والغائب معاً؟!
في لغتنا أفعال كثيرة وزنها في الماضي (اِسْتَفْعَل) وفي المضارع (أَسْتفْعِلُ) للمتكلم المفرد، و(نَسْتفْعِلُ) إذا كان المتكلمون جمعاً، نحو:
اِستفاد ¬ أستفيد، نستفيد، اِستفادة
اِستعار ¬ أستعير، نستعير، اِستعارة
اِستراح ¬ أستريح، نستريح، اِستراحة
اِستعان ¬ أستعين، نستعين، اِستعانة
اِستبان ¬ أستبين، نستبين، اِستبانة!
ومِثلُ ذلك الأفعالُ: اِستقال، اِستباح، اِستمال ومن الجدير بالملاحظة أن همزة الماضي والمصدر والأمر هي همزة وصل(193)، لا تُلفظ إلاَّ إذا وقعت في بدء الكلام.


69- حَوَالَيْ كذا

جاء في (المعجم الوسيط): «يقال: قَعَدَ حَوَالَ الشيءِ: في الجهات المحيطة به. ورأيت الناس حَوالَيْهِ: مُطيفين به من جوانبه.»
ومن الشائع الآن استعمال هذه الكلمة للإشارة إلى عددٍ إشارةً لا تتوخّى الضبط. فيقولون مثلاً: حَضَرَ حَوالَيْ عشرين شخصاً.
والفصيح أن يقال: حضر نَحْوُ / نَحْوٌ مِن / قُرابةُ / زُهاءُ / لِواذُ عشرين شخصاً. حدث هذا قَبل لِواذِ ثلاثين سنة.
ومع ذلك أجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة (سنة 1974) استعمال كلمة (حوالَيْ) بمعنى (زهاء) أو (نحو). أي أجاز أن يقال: بدأ الاحتفال حوالَيْ الساعة العاشرة!
كما أجاز (سنة 1976) أن يقال: حَضَرَ ما يَقْرُب من عشرين مَدْعُوّاً، وتَخلَّف ما يزيد عن أربعين مَدْعُوّاً.
والفصيح أن يقال: تخلّف أكثر/ أزْيَدُ من أربعين
وللكاتب أن يَتَخيَّر بين الفصيح وما هو دونه


70- قناة قَنَوات (لا: أقنية)؛ نَوَاة نَوَيَات ونَوَى (لا أَنْوِية!)

تُستعمل كلمة (قناة) كثيراً في مجال البث التَّلْفَزِيّ (قناة فضائية)، وفي المعلوماتية (قناة افتراضية).
ويَستعمل بعض إخواننا المصريين كلمة (أنوية) جمعاً لنواة، وهذا خطأ! كما أن جمع (قناة) على (أقنية) خطأ أيضاً. ولو كان هذا صحيحاً لكانت (أدوية) جمعاً لِـ (دَوَاة)! ذلك أن جموع التكسير قسمان: سماعية (يجدها الباحث في المعاجم أو في كتب اللغة)، وقياسية تخضع لقواعد القياس.
إن صيغة (أَفْعِلَة) قياسيةٌ بشروط: فهي مَقِيْسَةٌ في كل مفرد يكون اسماً (لا صفةً) مذكّراً رُباعياً قبل آخره حرف مدّ، نحو:
طعام أطعمة؛ دواء أدوية؛ دُعاء أدعية؛ عمود أعمدة؛ قَعُود أَقْعِدة (القَعُود: الجَمَل الفَتِيّ). خَرُوف أخرفة (وخِراف وخِرْفان). رغيف أرغفة؛ صعيد أصْعِدة (وصُعُد).
وعلى هذا لا يصحّ جمع الأسماء المختومة بتاء التأنيث (مثل قناة، ونواة) على الصيغة الخاصة بالمذكَّر.
فيقال:
صلاة
غداة
فلاة     
لَهَاة     
مهاة      
صَلَوَات
غَدَوات
فَلَوَات
لَهَوات
مَهَوات + مَهاً

حَصَاة 
دواة           
قناة            
نواة            
وفاة   
فتاة            
حَصَيَات + حَصَى + حُصِيّ
دَوَيَات + دَوَى + دُوِيّ
قنوات + قنا + قُنِيّ
نَوَيات + نَوَى + نُوِيّ
وَفَيَات (لا: وَفِيّات!!)
فَتَيات
فكلمة (أنوية، أو أقنية) لم تَرِد سماعاً، ولا تصحّ قياساً.
ثم إن كلمة (نَوَى) هي بِفَتْح النون: قال تعالى: ]إن الله فالقُ الحَبِّ والنَّوى[.
ولا يصحّ ضمّ النون!


71- الخطأ في استعمال: (كما)

كما = ك + ما. الكاف للتشبيه بمعنى (مِثْل)، و(ما) مَصْدريَّة، فيكون: (كما) بمعنى (مِثْلما).
وكثيراً ما توضع هذه الأداة في غير موضعها. وفيما يلي نماذج من أفصح الكلام وفصيحه، تبيّن استعمالها الصحيح.
أ - فهي تقع بين فِعلين متماثلين، كقوله تعالى: ]فاصْبِر كما صَبَرَ أولو العَزْم من الرُّسُل[. ]فإنهم يَألمون كما تألمون[.
وجاء في الدعاء المأثور عن النبي العربي عليه الصلاة والسلام: (اللهم صَلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صَلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم).
ب- وتقع بين فِعلين مختلفين. ففي التنْزيل العزيز: ]فاسْتَقِمْ كما أُمِرْت[؛ ]لقد جِئتُمونا كما خلقناكم أول مرة[.
تَحَدَّثْ / تَصَرَّفْ كما يجب!
ج- وتدخل على الجمل الفعلية، نحو: كما تَدينُ تُدان (مَثَلٌ سائرٌ).
وحين يروي مسلمٌ حديثاً عن النبي عليه الصلاة والسلام، ويخشى أن يكون أخطأ في الرواية، يختم كلامه بالعبارة: (أو كما قال).
د- وتدخل على الجمل الاسمية، نحو: أخي جريءٌ كما أخوك جريء؛ ما عندي كما عند أخي؛ أما الدَّيْن القديم فباقٍ كما هو!
جاء في (لسان العرب /مثل): «والعرب تقول: هو مُثَيْل هذا، يريدون أن المُشَبَّه به حقير، كما أن هذا حقير
وقال مصطفى صادق الرافعي (إعجاز القرآن /14): «... إذ يكون (أي القرآن) في إعجازه مَشْغَلَةَ العقل البياني العربي في كل الأزمنة، كما أنه مشغلة الفكر الإنساني إذا أُريدَ دَرْسُ أسمى نظامٍ للإنسانية.»
ومن هذا القبيل قوله تعالى: ]إنه لَحَقٌّ مِثْلما أَنّكم تنطقون[.
هـ- وتأتي أحياناً للتعليل: ]واذكروه كما هداكم[ أي لأَِجْلِ (بسبب) هدايته لكم.
]فاذكروا الله كما عَلّمكم ما لم تكونوا تعلمون[، ]وقُل ربِّ ارحمهما كما رَبَّياني صغيراً[.
يستبين بما سبق أن (كما) ليست بمعنى (و)! لذا كان استعمالها أو استعمال (كما أنّ) في موضع العطف أو الاستئناف خطأ. وهناك من يضيف إلى هذا خطأً ثانياً بكسْر همزة (ان) بعد (كما).
وفيما يلي نماذج من استعمال (كما) في غير ما وُضِعت له.
1ً- كان لنظام (لينوكس) تأثير كبير على البنية الأساسية المعلوماتية في الدول النامية. كما أن (كذا) استخدامه وأهميته ستزدادان في المستقبل القريب.
2ً- إن حواسيب 386 يمكن أن تشغِّل نظام لينوكس وأن تعمل كطرفيّاتٍ محرفية. كما (كذا) يمكن لمتطلبات هذا النظام أن تستقر على قرص واحد.
3ً- لينوكس نظام مجاني، كما أنه (كذا) يقدِّم تنوُّعاً غنياً من الأدوات إلى عالمٍ نامٍ.
ويتضح الخطأ في هذه النماذج بالتعويض عن (كما) بـ (مثلما). وكان في مقدور الكاتب تَجَنُّبُ الخطأ باستعمال بديلٍ من (كما) هو: (ثم إن) في النموذج الأول؛ (و) في النموذج الثاني؛ (وهو إلى ذلك) في النموذج الثالث:
1ً- كان لنظام (لينوكس) تأثير كبير على البنية الأساسية المعلوماتية في الدول النامية. ثم إن استخدامه وأهميته ستزدادان في المستقبل القريب.
2ً- إن حواسيب 386 يمكن أن تشغِّل نظام لينوكس وأن تعمل كطرفيّاتٍ محرفية. ويمكن لمتطلبات هذا النظام أن تستقر على قرص واحد.
3ً- لينوكس نظام مجاني، وهو إلى ذلك يقدِّم تنوُّعاً غنياً من الأدوات إلى عالمٍ نامٍ.


72- عبارة عن

جاء في (المعجم الوسيط): «العبارة: الكلام الذي يُبيَّن به ما في النفس من معانٍ. يقال: هذا الكلام عبارةٌ عن كذا: معناه كذا.»
وجاء في (محيط المحيط): «هذا عبارةٌ عن هذا: أي بمعناه أو مساوٍ له في الدَّلالة. وفلانٌ حَسَنُ العبارة، أي البَيان.»
والتعبير: الإعراب والتبيين بالكلام أو بالكتابة.
إذن: هذا الكلام عبارة عن كذا » تعبير عن كذا » معناه كذا » ذو دَلالة على كذا.
وفيما يلي أمثلة على استعمال هذا التركيب (عبارة عن) استعمالاً سليماً:
جاء في (الوسيط): «الحَصْرُ (عند المناطقة): عبارة عن كون القضية محصورةً
وقال صاحب (الكليات 3/208): «والتغاير اعتباري، وذلك أن العِلم عبارة عن الحقيقة، المجردةِ عن الغواشي الجسمانية»
وقال أيضاً (5/16): «الوجود الخارجي: عبارة عن كون الشيء في الأعيان، والوجود الذهني: عبارة عن كون الشيء في الأذهان.»
وجاء في محيط المحيط: «وقال في التعريفات: العِلّةُ شريعةً: عبارة عمّا يجب الحكم به معه.»
يقال على الصواب: الرونتغن: عبارة عن تَوَضُّع الطاقة بمقدار 8.7×10-3 جول من الأشعة السينية أو غاما في كيلوغرام واحد من الهواء الجاف.
وكثيراً ما يُستعمل التركيب (عبارة عن) في الكتابات العلمية وغيرها استعمالاً مَخْطُوءاً فيه، فيُسيءُ إلى المعنى؛ أو يستعمل بلا داعٍ فيكون حشواً
ودونك نماذجَ من هذه الاستعمالات:
فقد قال بعضهم:
والصواب:
§                     وهذا الجهاز عبارة عن صندوق يحتوي على
§                     أشعة غاما هي عبارة عن فوتونات
§                     فهو عبارة عن صفحة برمجية فقط.
§                     المقطع العَرْضي للامتصاص هو عبارة عن مجموع أربعة معاملات.
§                     وهذا الجهاز صندوقٌ يحتوي على

§                     الأشعة غاما هي فوتونات
§                     فهو مجرد صفحة برمجية فقط.

§                     هو مجموع أربعة معاملات.
ويتضح فساد المعنى في هذه النماذج إذا عُوِّض عن (عبارة عن) بـ (تعبير عن)


73- الشَّوْبُ؛ الأُشابةُ؛ الإشابةُ

مما جاء في (المعجم الوسيط):
أولاً: شابَ الشيءُ غَيْرَهُ يَشُوْبُهُ شَوْباً: خالَطَهُ، فهو شائبٌ (اسم الفاعل)، وذاك مَشُوْبٌ (اسم المفعول).
الشائبة: الشيء الغريب يختلط بغيره. (ج) شوائب.
شابَ الشيءَ بالشيءِ: خلطه به.
ثانياً: الشَّوْبُ:
أ- مَصْدر (شابَ) أي: مُخالطة الشيءِ لِغَيْره؛ وخَلْطُ الشيءِ بالشيءِ.
ب - ما اختلط بغيره من الأشياء، وبخاصةٍ السوائلُ.
ثالثاً: شابَ فلانٌ يَشِيْبُ شَيْباً وشَيْبةً: اِبْيَضَّ شَعْرُهُ، فهو شائبٌ وأَشْيَب.
أشابَ الحُزْنُ أو الخوفُ فلاناً يُشيْبُهُ إشابةً: هَرَّمَهُ وبَيَّضَ شَعْره، (مِثل شَيَّبَهُ).
رابعاً: الأُشابة من الناس: الأخلاط
والأُشابة (في الكيمياء): مادة مكونة من اتحاد معدنين، أو من اتحاد معدن بغَير معدن. (ج) أشائب.
فالإشابةُ إذن: تَبييض الشَعْر! وعلى هذا لا يصحّ أن يقال في الكتابة العلمية (دراسة أنصاف النواقل): «تسمى عملية إضافة الشوائب بمقدار معلوم الإشابة»! والصواب: (تسمى الشَّوْبَ). وإذا كان المصطلح الإنكليزي المقابل هو doping فقد ترجمه (معجم المصطلحات العلمية والتقنية) الذي أصدرته هيئة الطاقة الذرية في سورية بـ (تطعيم).
جاء في (المعجم الوسيط): «طَعَّم الخشب بالصَّدَفِ ونحوِه: رَكَّبه فيه للزخرفة والزينة.»


74- جملة القَسَم وجملة جوابه؛ لَئِنْ كنت؛ لَأَنْ تكونَ

أولاً: تتكون جملة القَسَم مِن فِعل القسم (أُقْسِمُ، أَحْلِفُ) وفاعله. وتُحذف جُملة القَسَم وُجُوباً (في حالات!) أو جوازاً.
ولا بدّ لجملة القسم من جملةٍ بعدها تسمى جوابَ القسم، وتكون هذه الجملة الجوابية:
أ - فعلية ماضوية، والكثير الفصيح اقترانها بـ (اللام) و(قد): لقد.
ب - فعلية مُضارِعية، والأغلب الأقوى اقترانها بـ (اللام) ونون التوكيد(186). وتسمى هذه اللام في الحالتين المذكورتين (لامَ جواب القسَم).
ج - اسمية، والأحسن اقترانها بحرفين معاً هما (إنَّ)، و(لام الابتداء) في خبر إنّ [تُسمَّى هذه اللام (اللام المُزَحْلَقة(163))]. وفيما يلي بعض النماذج:
أ- بالله العظيم لقد حصل ما كنتُ أتوقّعه!
[ويجوز إظهار فِعل القسَم فيقال: أُقْسِم بالله العظيم لقد حصل]
]تاللهِ لقد آثَرَكَ اللهُ علينا[. جملة القسَم هنا محذوفة.
ب - واللهِ لأَحْبِسَنَّ يدي ولساني عن الأذى. (جملة القسم محذوفة).
]رَبَّنا ظَلَمْنا أنفُسَنا، وإن لم تَغْفِرْ لنا وتَرْحَمْنا لَنكونَنَّ من الخاسرين[.
هنا جملة القسَم مع القسَم وأداته محذوفة، والدليل على هذا وجود الجملة المضارعية المقترنة باللام ونون التوكيد. وحيثما تُوجَدْ جملةٌ كهذه، فَثَمَّ قَسَمٌ محذوف.
]ولَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُه[.
]والذين هاجروا في سبيل الله ثُم قُتلوا أو ماتوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزقاً حسناً[.
ج - والله إنَّ الغَدْرَ لأقبَحُ الطِّباع.
ثانياً: (لَئِنْ) مُكوَّنة من اللام المُوطِّئة للقَسَم، وأداة الشَّرْط (إنْ).
وهي تعني أن هناك قَسَماً (ظاهراً أو مَحْذوفاً)، ولا بدّ من إيراد جملةِ جوابه (بلا فاء! لأن جواب القسَم لا تدخل عليه الفاء). ذلك أنه إذا اجتمع قسَمٌ وشرْطٌ فالجواب للسابق منهما. (وغني عن القول، إن القسَم عموماً - وكذلك القسم الذي تشير إليه لام "لئن" - يفيد التوكيد).
وفيما يلي عددٌ من النماذج:
         §       واللهِ لئِن أخلصْتَ لي لأُخْلِصَنَّ لك. [ هنا القَسَم (الله) وأداته (الواو) ظاهران].
         §       لئن كان المَشْيُ مُتْعِباً، إنه يفيد صحةً. (القسم يسبق الشرط، والجواب للقسَم).
         §       إنْ كان المشيُ واللهِ متعباً، فإنه يفيد صحة. (الشرط يسبق القسم، ولذا جاءت الفاء الرابطة لجواب الشرط لكونه - هنا - جملةً اسمية).
]لئن أُخْرِجوا لا يَخْرجون معهم، ولئن قُوْتلوا لا ينصرونهم، ولئن نصروهم لَيُوَلُّنَّ الأدبار ثم لا يُنصرون[.
في هذه الآية ثلاثة أجوبة للقَسَم. فأما الأول والثاني، أي (لا يخرجون) و(لا ينصرونهم) فلم تتصل بهما اللام الرابطة لجواب القسم، فامتَنَعَ - لهذا السبب - توكيدهما بالنون. وأما الثالث وهو (لَيُوَلُّنَّ) فقد اقترنت به اللام فَوَجَبَ توكيده بالنون.
]لئن شَكَرتُم لأَزِيْدنَّكُمْ[
]ولئن أَذَقْنا الإنسانَ مِنّا رحمةً ثُم نزعناها منه إنه لَيَؤَوسٌ كَفُور[.
]ولئن رُجِعْتُ إلى ربّي إنّ لي عنده لَلْحُسْنى[.
]قالوا إنا تَطَيَّرْنا بكم لئن لم تنتهوا لَنَرْجُمَنَّكمُ ولَيَمَسَّنَّكُم منا عذابٌ أليم[.
]لئن لم يرحمْنا رَبُّنا ويَغْفْر لنا لنكونَنَّ من الخاسرين[.
وقال الشاعر:
لئن ساءني أنْ نِلْتَني بمَسَاءةٍ          لقد سَرَّني أنّي خَطَرْتُ ببالكا!
وقال غيره:
لئن كنتُ محتاجاً إلى الحِلْمِ إنني          إلى الجَهل في بعض الأحايين أَحْوَجُ
ثالثاً: «أنْ(112)» المَصْدرية تدخل على الفعل المضارع(92) فتنصبه وتُؤَوَّل معه بمَصْدر، نحو:
]وأَنْ تصوموا خيرٌ لكم[ أي: صيامُكم خيرٌ لكم. [(صيامكم) مبتدأ، خَبَرُه (خيرٌ)].
ويمكن أنْ تدخلَ عليها (لام الابتداء) التي تدخل على المبتدأ وما يحلّ مَحلَّه، فتفيد التوكيد، نحو:
لَأَنْ تكونَ واثقاً خيرٌ من أنْ تصبحَ نادماً.
لَأَنْ أُخْطِئَ في العفو، أحبُّ إليّ من أن أُصيبَ في العقوبة (صلاح الدين الأيوبي).
لَأَنْ أُهْجَى بالعربية، أحبُّ إليَّ من أن أُمدحَ بالفارسية (أبو الريحان البيروني).
قال عليه الصلاة والسلام لِعَليٍّ كرَّم اللهُ وجهه:
لَأَنْ يهديَ اللهُ بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن تكونَ لك حُمْرُ النَّعَم.
وقال أيضاً:
لَأَنْ أقولَ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاَّ الله، والله أكبر، أَحبُّ إليَّ مما طَلعتْ عليه الشمس.
والجدير بالملاحظة، أنَّ (لَئِن) تدخل على الفعل الماضي أو ما هو في حُكْمِه (أي المضارع المجزوم بـ (لم) التي تَقْلِبُ زمنه إلى ماضٍ). أما (لَأَنْ) فتدخل على الفعل المضارع فتنصبه. وعلى هذا يمكن أن نقول:
لئِن أخطأتُ في العفو، إنّ خطئي لأَحَبُّ إليّ (أَحَبُّ إليّ) مِن
أو: إنْ أُخْطِئْ في العفو، فإنّ خطئي أَحَبُّ إليّ من


75- الصَّواب والخَطَأُ، والصَّحُّ والغَلَطُ

         §       مما جاء في (اللسان /صوب): «والصَّوابُ: ضِدُّ الخطأ. وصَوَّبَهُ: قال له أَصَبْتَ. واسْتَصْوبَهُ: رآه صواباً.»
         §       وجاء في (المعجم الوسيط):
«صوَّب قولَه أو فِعْله: عَدَّهُ صواباً. وصَوَّبَ الخطأ: صَحَّحَهُ. وصوَّبَ فلاناً: قال له أَصَبْتَ.
أصاب: لم يُخْطئ.
صَحَّحه: أزال خطأه أو عَيْبه.
الصَّوابُ: السَّدَاد، والصواب: الحقُّ.
السَّدَاد: الاستقامة.»
         §       وجاء في (المعجم الوسيط) أيضاً:
«صَحَّ الشيءُ يَصِحُّ صَحّاً وصِحَّة وصَحاحاً: بَرِئ من كل عَيْب أو رَيْب. يقال: صحَّ المريضُ، وصحَّ الخَبَرُ، وصَحًَّتِ الصلاة، وصَحَّ العَقْدُ فهو صحيحٌ. (ج) صِحاحٌ للعاقل وغيره، وأصِحّاءُ للعاقل. وهي صحيحة. (ج) صِحاحٌ وصحائحُ.»
         §       ويُجمع (صحيحٌ) على (أصِحَّة) إذا كان للعاقل، وهو جَمعٌ شاذٌّ جاء منه: شحيح أشِحَّة، وذليل أذِلَّة، وعزيز أعِزَّة.
         §       فالصَّحُّ: البراءة من العيوب.
         §       والصِّحة: ضِدُّ السُّقْم؛ وهي البراءة من العلل والعيوب: (صحة التعبير)؛ وهي مطابَقة الواقع: (صحة الخبر).
         §       والصحيحُ: السليم من العيوب، والبَرِيءُ من الأمراض. والصحيح من الأقوال: ما يُعتمد عليه، وما صَدَقَ وطابَقَ الواقع. والصحيح: الحق والصدق: (هذا صحيحٌ، هذا كَذِبٌ).
         §       هل ثمة وجهٌ لقول بعض المعاصرين: (الصَّحُّ أن تفعل كذا وكذا)؟
الصَّحُّ مَصْدرٌ كما تَقَدَّم، كالحقِّ والعَدْل والاستقامة، فتكون العبارةُ المذكورة مِثْلَ قَوْلِك: الاستقامةُ أن تسْلُكَ الطريق القويم، وتُعامِلَ الناسَ بصِدْقٍ وأمانة، وقولِك: العَدْلُ أن تُنْصِفَ، وأن تُعطيَ المرءَ ماله وتأخذ ما عليه.
وهذا كلام مستقيم لا عيب فيه.
         §       وإذا قيل، مثلاً: ذاك هو العَدْلُ / السَّدادُ / الظُّلْمُ، إلخ (وهذه كلها مصادر)، فالمقصود: ذاك هو الشيءُ العادل / السَّديد / الظالم
وهذا يُسَوِّغ استعمال (الصَّحِّ) بمعنى (الصحيح). وقد أجاز الناقد اللغوي الأستاذ صلاح الدين الزعبلاوي أن يقال: الخطأ أن تقول كذا، والصَّحُّ أن تقول كذا بمعنى الصحيح المستقيم. أما إذا قيل: الخطأ أن تقول كذا، والصواب أن تقول كذا فهذا قول صحيح فصيح لا يحتاج إلى إجازة!
         §       وإذا كان الأمر كذلك، أفليس من السائغ أن يقال مثلاً:
- من العَيْب أن يفعل كذا، والصَّحُّ أن يفعل كذا (بمعنى الصحيح السليم من العيوب)،
- ذلك الحَلُّ خطأ، وهذا هو الحل الصحُّ (الصحيح المطابق للواقع)، ومن المعلوم أن النعت بالمَصْدر جائز!
         §       جاء في (المعجم الوسيط): «غَلِطَ يَغْلَطُ غَلَطاً: أخطأ وجهَ الصواب. يقال: غلِط في الأمر، أو في الحساب، أو في المنطق، فهو غَلْطانُ
يقال: هذا كتاب مَغلُوطٌ (الأصل: مغلوط فيه!) [انظر (متن اللغة)].
         §       قال ابن جني في (المحتسب 1/236): «ليس ينبغي أن يُطلَق على شيءٍ له وجهٌ من العربية قائمٌ - وإن كان غيرُه أقوى منه - إنه غَلَطٌ.»
         §       وقال أبو هلال العسكري في (الفروق في اللغة /45): «والخطأ لا يكون صواباً على وجه. فالخطأ ما كان الصوابُ خلافَه، وليس الغلطُ ما يكون الصوابُ خلافه، بل هو وضْعُ الشيءِ في غير موضعه.»


76- أسماء الشهور القمرية، والشهور السُّريانية الأصل

اتّبع العرب منذ القديم التقويم القمري، وجعل المسلمون الأوائل السنة الهجرية سنةً قمرية. حدث هذا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، الذي أمر بالتأريخ بدءاً من سنة الهجرة، وذلك سنة 17 بعد الهجرة. واتُّفق على أن تكون بدايةُ السنة الأولَ من المحرّم.
وفيما يلي أسماء الشهور العربية، وهي أعلامٌ على هذه الشهور لا يجوز تحريفها. وكلُّها مذكَّرة - كما قال الفرّاء - إلا جُمادَيَيْن فإنهما مؤنثتان:
المُحَرَّم (بالألف واللام دائماً!)
صفرٌ
ربيعٌ الأول (ولا يقال: ربيع أول)
ربيعٌ الآخر (ولا يقال: ربيع ثاني ولا الثاني)
جُمادى الأُولى (ولا يقال: جُمادى الأول)
جُمادى الآخِرة (ولا يقال: جُمادى الثاني ولا الثانية)
رَجَبٌ،
شَعْبانُ،
رَمَضانُ،
شَوّالٌ،
ذو القَِعْدة (وفي حالة الجرّ: ذي القعدة)
ذو الحِجّة (وفي حالة الجرّ: ذي الحجة)
وقد التزَمتِ العربُ لفْظَ (شهر) قبل (ربيع)، تمييزاً له من (ربيعٍ) الفصل. ويَصِحُّ تقديم كلمة شهر على كل أسماء الشهور.
يقال على الصواب: حدث هذا في الخامس من المُحرَّم (ولا يصح: في الخامس من مُحرَّم).
وحدث ذاك في العاشر من شهر ربيعٍ الآخِر (ولا يصح: في العاشر من ربيع الثاني).
وفي التنْزيل العزيز: ]إنّ عِدّة الشهور عند الله اثنا عَشَرَ شهراً في كتاب الله يومَ خلق السموات والأرض، منها أربعة حُرُم[.
والأشهر الحرم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال، هي:
ذو القعدة وذو الحِجة والمُحَرَّم، ورجب: ثلاثة سَرْدٌ (متتالية)، وواحدٌ فَرْدٌ.
أما السُّريانيون - أهل سورستان (أي بلاد الشام) - فاتّبعوا التقويم الشمسي، ووضعوا لشهور السنة أسماءً اقتبسوها من البابليين، وتَعَرَّبت هذه الأسماء باستعمال العرب لها فصارت: كانونُ الثاني (لا: كانون ثان، ولا ثاني)، شُباط، آذار، نَيْسان، أَيّار، حَزِيْران، تَمّوز، آب، أيلول، تِشرينُ الأول (لا: تشرين أول)، تِشرينُ الثاني (لا: تشرين ثان ولا ثاني)، كانونُ الأول (لا: كانون أول).
وكانت هذه الشهور - وَفْق ترتيبها القديم - تبدأ بشهر تشرين الأول، وتنتهي بشهر أيلول:
1
تِشرينُ الأول
5
شباط
9
حزيران
2
تِشرينُ الثاني
6
آذار
10
تموز
3
كانونُ الأول
7
نيسان
11
آب
4
كانونُ الثاني
8
أيار
12
أيلول
ولهذا نجد (المعجم الوسيط) يقول:
آذار: الشهر السادس من الشهور السُّريانية، يقابله مارس من الشهور الرومية (الميلادية).
نيسان: الشهر السابع من الشهور السُّريانية، يقابله أبريل من الشهور الرومية (الميلادية)
أيار: الشهر الثامن من الشهور السُّريانية، يقابله مايو من الشهور الرومية (الميلادية)
حزيران: الشهر التاسع من الشهور السُّريانية، يقابله يونية من الشهور الرومية (الميلادية)
تموز: الشهر العاشر من الشهور السُّريانية، يقابله يولية من الشهور الرومية (الميلادية)
آب: الشهر الحادي عشر من الشهور السُّريانية، يقابله أغسطس من الشهور الرومية (الميلادية)
أيلول: الشهر الثاني عشر من الشهور السُّريانية، يقابله سبتمبر من الشهور الرومية (الميلادية)


77- الخطأ في استعمال: (علاوةً على ذلك)
         §          حين أقول في بداية الجملة: (إضافةً إلى ذلك، يمكن أن نفعل كذا...)، فالتقدير: أُضِيفُ إضافةً إلى ذلك، وكلمة (إضافة) هنا منصوبة على المصدرية (مفعول مطلق). وبهذا المعنى الأحسن ألاَّ يقال: (بالإضافة إلى ذلك) لأن معنى هذا التركيب هو: بسبب / بعملية الإضافة إلى ذلك
فمثلاً، يقال على الصواب: ثمة حالات يكتسب فيها الاسم تعريفاً، بالإضافة إلى اسمٍ معرفة. أي: بِعِلَّةِ / بسببِ إضافته إلى اسمٍ معرفة. (ونحن لا نقول: وبالزيادة على ذلك / وبالفضل على ذلك، يمكن أن نفعل كذا.).
         §          وحين أقول في مقامٍ مماثل لما سبق: (زيادةً على ذلك، يمكن كذا فالتقدير: أَزِيد زيادةً على ذلك وكلمة (زيادة) منصوبة أيضاً على المصدرية.
         §          جاء في (المعجم الوسيط): «فَضَلَ الشيءُ يَفْضُلُ فَضْلاً: زاد على الحاجة». فالفضل مصدر. وجاء فيه أيضاً: «أَفْضَلَ عليه في الحَسَب والشرف: زاد عليه فيهما.»
         §          وحين أقول: (فضلاً على ذلك، يمكن كذا)، فالتقدير: أُفْضِلُ فضلاً على ذلك.
إنّ "إفضالاً" هو مصدر الفعل "أَفْضَلَ" وهو مُلاقي المصدر المنصوب (فضلاً) في الاشتقاق. ومثل هذا كثير، يقال: (تَعَلَّمَ تعليماً)، فـ (تعليماً) مصدر يُلاقي (تَعَلُّماً) في الاشتقاق، وكذلك (توضَّأ وضوءاً)، إلخ
أما استعمال (فضلاً عن) في مثل قولهم: (فلانٌ لا يملك درهماً فضلاً عن دينار)، فمعناه: لا يملك درهماً ولا ديناراً. كأنه قيل: لا يملك درهماً فكيف يملك ديناراً؟
قال الحافظ بن حجر، (توفي سنة 852 هـ): وكفى بهذه الجملة وعيداً شديداً في حق من روى الحديثَ فيظنُّ أنه كَذِبٌ، فضلاً عن أن يتحقق ذلك ولا يُبيِّنُه.
وقال مصطفى الصادق الرافعي (وحي القلم 3/402): وإن الكلمة نفسها لتبرأ إلى الله من أن تكون لها على الآية مِيْزة واحدة، فضلاً عن ثلاث
         §       جاء في (لسان العرب): «العِلاوة: أعلى الرأس، وقيل أعلى العُنُق والعِلاوة: ما يُحمل على البعير وغيره، وهو ما وُضع بين العِدْلين وقيل: علاوة كل شيء: ما زاد عليه»
فالعِلاوة - كما نرى - ليست مصدراً، بخلاف المصادر الثلاثة المذكورة آنفاً (إضافة، زيادة، فضل)، فلا يصحُّ استعمالُها استعمالَ تلك المصادر.
 ولكن يصحّ أن نقول: زِيْدَ مُرتَّب فلانٍ مئةَ ليرة سورية، وهذه علاوةٌ؛
أو: أُعطِيَ فلانٌ علاوةً على مرتّبه قدرها مئة ليرة (علاوة هنا مفعول به، وليست منصوبة على المصدرية، لأنها ليست مصدراً)؛
أو: أعطي فلانٌ مئةَ ليرة علاوةً على مرتَّبه (مئة: مفعول به؛ علاوةً: منصوبة على البدلية: بدلٌ من مئة).


78- العناصر الكيميائية النَّزْرَة أو الشائبة، لا (عناصر الأَثَر)!
         §       الأصل في النعت أن يكون اسماً مشتقاً، كاسْمِ الفاعل(11) واسم المفعول(15) والصفة المشبّهة(48) واسم التفضيل(7)، نحو: جاء الرجل المحسن، المحبوب، الكريم، الأمجد.
-       وقد يكون جملة فِعْلية أو اسمية، نحو: جاء رجلٌ يحمل كتاباً؛ جاء رجلٌ أبوه كريم.
-       وقد يكون اسماً جامداً مؤولاً بمشتق، وذلك في تِسع صُوَر، إحداها: ما دَلَّ على تشبيه؛ نحو: فلانٌ رجلٌ ثعلب، أي محتال (محتال: مشتق). ومنها: المصدر؛ نحو: فلانٌ رجلٌ ثِقة، أي موثوق به.
-       وفي حالة الاسم الجامد الذي يصف مؤنثاً، الأقْيَس والأفصح ألاّ تلحقَه علامة التأنيث، ولا مانع من دخولها عليه بتخريجٍ مقبول (أورده ابن جني) هو استعماله استعمال الصفة: جاءت فلانةُ الأستاذ / الأستاذة في عِلم كذا
         §          جاء في (المعجم الوسيط):
«العضو: جزءٌ من مجموع الجسد، كاليد والرجل والأذن.
والعضو: المشترِك في حزب أو شركة أو جماعة أو نحو ذلك.
وهي عُضوٌ وعُضوة (مج). (ج) أعضاء.»
وعلى هذا يقال: الدولة العضو (بتأويل العضو: المشترِكة في منظمة دولية أو إقليمية)
ولما كان النعت يتبع منعوته في حركة الإعراب، والتعريف والتنكير، والعدد (الإفراد والتثنية والجمع) والجنس (التذكير والتأنيث)، فإنه يقال (الدول الأعضاء) ولا يقال (الدول العضو).
         §          جاء في (المعجم الوسيط):  «أَثَرُ الشيء: بقيَّته.»
فإن صحَّ أن ننعت (العنصر الكيميائي) بـ (الأثر)، وَجَبَ أن يقال في الكيمياء وبعض العلوم الأخرى: (العناصر الآثار) لا (العناصر الأثر)، [وبإدخال أل على كلمة العناصر!].
والأحسن أن يقال: (العناصر النَّزْرَة فقد جاء في (لسان العرب): «النَّزْرُ: القليل التافه.»
أما التركيب الشائع: (عناصر الأثر) [بتنكير كلمة عناصر] فهو مثل (عناصر الموضوع) ومعنى هذا التركيب: العناصر التي يتكوّن منها الموضوع، ومعنى التركيب الأول: العناصر التي يتكوّن منها الأثر‍! ولا صِلَة بين هذا المعنى، والمعنى المراد بـ (العناصر النَّزْرَة)
لذا قُلْ: (العناصر النَّزْرَة) أو (العناصر الشائبة) مقابل trace elements.


79- الاسم المنقوص وأحكامُه

الاسم المنقوص(18): هو اسم مفرد آخره ياءٌ مكسورٌ ما قبلها، نحوُ: النادي، الراعي، الداني، القاصي فإذا لم يكن ما قبله مكسوراً، فليس اسماً منقوصاً، بل كالصحيح، لأنه - بتعبير النحاة - جارٍ مَجْرى الصحيح (الذي ليس آخره حرف عِلَّة)، فتبقى ياؤه (لا تُنْقَصُ) في كل أحواله، نحو: ظبْيٌ؛ رأيٌ؛ سَعْيٌ...
وليس من المنقوص ما كان آخره ياء مشدَّدة، نحو: كُرسِيّ، عربيّ، تركيّ
أحكامه:
1 - تثْبت ياؤه إذا كان مُحَلىًّ بأل (انظر الجدول، المثال 1) أو مضافاً (المثال2).
2 - تُنْقَص (تُحْذف) ياؤه إذا كان مفرداً مجرداً من (أل) والإضافة، ويُنوَّن بالكسر في حالتي رفعه وجرِّه فقط؛ أما في حالة النصب فتبقى الياء وينوّن (المثال 3).
ومن الخطأ الشائع حذف الياء في حالة النصب، كقولهم: وَكِّلْ مُحامٍ قدير! والصواب: وكِّل مُحامياً قديراً.
3 - إذا جُمع جَمْعَ مذكّر سالماً حُذفت ياؤه، نحو: عَرَضَ المحامُوْنَ الجانِيْنَ على القاضِيْنَ (القُضاة).
أما إذا ثُنِّيَ أو جُمع جَمع مؤنث سالماً فتثبت ياؤه، نحو: الراعيان / الراعيَيْن؛ الراعيات.
ملاحظة مهمة:
مما جاء على إيقاع (مَفَاعِل) من صِيَغ منتهى الجموع، أسماءٌ آخرها ياءٌ مكسورٌ ماقبلها، نحو: المعاني، المباني، المشافي، الجواري، الحواشي، النوادي، المقاهي، التلاقي، التفاني
وتُعامَل هذه الأسماء معاملة المنقوص في جميع الأحوال، إلا في حالة النصب حين تكون مجردة من (أل) والإضافة، فتُنصب بلا تنوين (الأمثلة 4، 5، 6).
ومن الخطأ الشائع حذف الياء في حالة النصب، كقول بعضهم: اكتبْ حواشٍ مختصرةً! والصواب: اكتب حواشيَ مختصرةً.
الأمثلة
حالة الرفع
حالة الجرّ
حالة النصْب
1- مُحلّى بألْ
ذهب الراعي
مَرَرْتُ بالراعيْ
رأيتُ الراعيَ العجوز
2- مُضاف
جاء راعي الغنم
مررتُ براعي الغنم
رأيت راعيَ الغنم
3- مُجرَّد من أل والإضافة
جاء مُحامٍ قدير
مررتُ بِمُحامٍ قدير
رأيت محامياً قديراً
4- محلّى بأل
أُسِّست المباني الجديدة
مررت بالمباني الجديدة
شاهدتُ المبانيَ الجديدة
5- مُضاف
أُنشئت مشافي الجامعة
مررت بمشافي الجامعة
زُرت مشافِيَ الجامعة
6- مجرد من أل والإضافة
أُقيمت مَبانٍ حديثةٌ
مررت بمبانٍ حديثةٍ
شاهدت مبانيَ حديثةً
أمثلة إضافية:
- كتبتُ لك حواشيَ موجزةً، ومع ذلك فهي حواشٍ مفيدةٌ.
-       يحب سعيدٌ اللعب في نوادٍ مكشوفةٍ، لكنه صادف نواديَ مغلقةً / مسقوفةً.
-       تَضمَّنت كلمةُ الخطيب مبانيَ متينةً ومعانيَ رائعة.
ملاحظة:
كلمة (ثَمانِيْ) - التي تُستعمل مع المعدود المؤنث - لها إيقاع (مَفاعِل) مع أنها مُفردة وليست جمعاً. وتنطبق عليها الأحكام السابقة، أو - في حالة النصب - أحكام المنقوص المجرد من (أل) والإضافة؛ ويتضح هذا من الجدول الآتي:

الأمثلة
حالة الرفع
حالة الجرّ
حالة النصب
1- محلّىً بألْ
جاءت الفتياتُ الثماني
مررت بالفتياتِ الثماني
رأيت الفتياتِ الثماني
2- مضاف(1)
مضى ثماني ساعات
أنجز عمله بثماني ساعات
أمضى في المتحف ثمانيَ ساعات
3- مجرد من أل والإضافة
مضى من الليالي ثمانٍ
حصل على ثمانٍ وعشرين درجة
عرفتُ من الشاعرات ثمانياً أو ثمانيَ
(1) جاء في (النحو الوافي 4/537): «إذا كان العدد 8 مضافاً إلى معدوده المؤنث، فالأفصح إثبات الياء في آخره في جميع حالاته». وعلى هذا ليس بخطأ أن يقال: (أنجز عمله بثمانِ ساعات). وفي التنْزيل العزيز: ]... على أن تَأْجُرَني ثمانِيَ حِجَجٍ[.


80 - في الإضافة اللفظية والمعنوية
لماذا لا يصحُّ أن يقال: إعداد المساري عالية السرعة؛ فوائد نُظُم التشغيل متعددة الاستخدامات؛ مزايا العمليات ثنائية النمط؛ جاء خالدٌ راجحُ العقلِ.
والصواب أن يقال: إعداد المساري العالية السرعة؛ فوائد نُظُم التشغيل المتعددة الاستخدامات؛ مزايا العمليات الثنائية النمط. جاء خالدٌ الراجح العقل؟
بعبارة أخرى: متى يكتسب (الوصفُ) التعريفَ بالإضافة، فيصحَّ أن يوصف به الموصوف المعرَّف؟ أي متى يتعرَّف الوصف بالإضافة؟
الإضافة(25) نوعان:
أ- الإضافة اللفظية:
وهي إضافة الوصف [أي أحد المشتقات العاملة (اسم الفاعل، اسم المفعول، الصفة المشبهة)] إلى ما يعمل فيه (إضافة "عالية" مثلاً إلى "السرعة"). وهي لا تفيد تعريفاً [أي لا يكتسب المضاف تعريفاً من إضافته إلى المعرَّف بـ (ألْ)] ولذا يصحّ أن تقع مواقع النكرات (حين يكون المضاف مجرداً من أل)، نحو:
أعرف صديقاً راجحَ العقلِ، مرموقَ المكانةِ، كريمَ الطبعِ.
والأصل: أعرف صديقاً راجحاً عقلُه، مرموقةً مكانتُه، كريماً طبعُه.
ثم أضيفَ اسم الفاعل (راجحاً) إلى فاعله، واسم المفعول (مرموقة) إلى نائب فاعله، والصفة المشبهة (كريماً) إلى فاعلها، وذلك بغية التخفيف اللفظي بحذف التنوين.
فإذا أردنا أن نصف بهذه الأوصاف معرفةً، وجب إدخال أل على المضاف، لأن الصفة والموصوف يتطابقان في التعريف والتنكير، نحو:
جاء خالدٌ / الرجلُ الراجح العقل، المرموقُ المكانةِ، الكريمُ الطبع.
وقد شاع استعمال الإضافة اللفظية في الكتابات العلمية الحديثة، ولكن مع عدم مراعاة قاعدة تَطابُق الصفة والموصوف في التعريف، وهذا ما أشار إليه عنوان البحث.
ب - الإضافة المعنوية:
وهي تفيد المضاف تعريفاً يكتسبه من المضاف إليه المعرفة. ويمتنع فيها دخول (أل) على المضاف (لأن المعرَّف لا يعرَّف، كما يقولون!).
وضابطها أن يكون المضاف فيها اسماً جامداً، نحو: نورُ الشمسِ (ولا يقال: النورُ الشمسِ!)،
         §       أو وصفاً مضافاً إلى غير معموله، كقاضي الولاية، ومأكولِ الناس، ومعبودِ الجماهير، ومَلِكِ العصر، تقول: جاء الشيخ قاضي الولاية؛ نَفِدَ الطعامُ مأكولُ الناسِ؛ سافر المغنّي معبودُ الجماهيرِ
         §       أو اسمَ فاعلٍ يدلّ على زمن ماضٍ فقط (بِقَرِينة، وللقرينة الاعتبار الأول)، نحو: كُرِّمَ الرجلُ مُنقذُ الطفلِ من الغرق.
         §       أو اسمَ فاعلٍ خالياً من الدلالة الزمنية (مُطْلَقَ الزمن)، نحو: جاء الفتى قائدُ الطائرة.
وسنبحث فيما يلي أحوال إضافة المشتقات العاملة.
1- الصِّفة المشبَّهة(48) (باسم الفاعل):
إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها لفظية أبداً. تقول:
أعرف رجلاً جميلَ الصورةِ، حَسَنَ الهيئةِ، طيِّبَ الأرومةِ، قويَّ العزيمةِ
وأعرف رجلاً قبيحَ السيرةِ، سريعَ الغضبِ، كثيرَ الأولاد
هذا صاروخٌ بعيد / قريب المدى...
والأصل: أعرف رجلاً جميلةً صورتُه، حسنةً هيئتُه إلخ
فإذا عُرِّف الموصوف وجب إدخال (أل) على المضاف، لتُطابق الصفةُ الموصوف في التعريف، نحو:
لا تُجادِل إلا الرجلَ السّمْحَ الخُلُقِ، العَفَّ القولِ، الأمينَ الزللِ.
إنما يفوز برضا الناسِ الحلْوُ القولِ، الكريمُ الطبعِ، الشجاعُ القلبِ.
تحيةً للرجل الرفيعِ القدْرِ، المتواضعِ.
أُطْلقَ الصاروخُ البعيد / القريب المدى.
يعجبني الناظمُ الجيدُ الشِّعر
         §       ثمة صفات غلبتْ عليها الاسمية فصارت كالاسم الجامد، وإضافتها معنوية بدليل أننا نصفها بمعرفة. تقول:
جاء رئيسُ القسمِ (الجديدُ)؛ وصل زعيمُ الطائفةِ (الجديدُ)؛ جاء أمين المكتبة (الجديد)
         §       قد تشير القرينةُ إلى غلبة الاسمية على الصفة المشبهة، عند استعمالها أحياناً في تراكيب معينة، فتكون إضافتها معنوية أيضاً.
تقول: جاء الرجلُ عظيمُ القومِ / كبير الكهنة (هنا يمتنع دخول أل على المضاف).
ولكن تقول: أحبُّ الكتابَ العظيمَ الفائدةَ (العظيمةَ فائدتُه) / الكبيرَ النفع (الكبيرَ نفعُه).
         §       ملاحظة مهمة:
من المعلوم أن في النسبة معنى الصفة، كما قال صاحب (جامع الدروس العربية 2/71). لأنك إذا قلت (هذا رجلٌ بيروتيّ) فقد وصفْتَه بهذه النسبة. وهناك ألفاظ منسوبة تُستعمل - في الكتابات العلمية - صفاتٍ بعد إضافتها إلى معرفة، وتكون إضافتها لفظية، نحو:
طلاءٌ فحميُّ التركيب ¬ استعملتُ الطلاءَ الفحميَّ التركيب.
حاكمٌ عنصريُّ النَّزعة ¬ عُزل الحاكم العنصريُّ النَّزعة.
من مصطلحات المعلوماتية:
برنامجٌ غَرَضِيُّ التَّوَجُّه ¬ أُنجزَ البرنامجُ الغرضيُّ التوجُّه.
2- اسم المفعول:
إذا أُضيفَ اسم المفعول (من الفعل المتعدي لمفعول واحد) إلى مرفوعه، صار حُكْمُه حُكْمَ الصفة المشبهة، فتكون إضافته لفظية، نحو:
جاء رجلٌ مسموعُ الكلمةِ، مرموقُ المكانةِ، محمودُ السيرةِ.
والأصل: جاء رجلٌ مسموعةٌ كلمتُه، مرموقةٌ مكانتُه، محمودةٌ سيرتُه.
فإذا عُرِّف الموصوف، وجب إدخال (أل) على المضاف، تقول:
جاء الرجل المسموعُ الكلمةِ، المرموقُ المكانةِ، المحمودُ السيرةِ.
وفيما يلي أمثلة على اسم المفعول المضاف إلى مرفوعه:
مُثَبَّط المناعة، مسلوب الحرّية، مجهول القَدْر، مكتوف اليدين، مُرَوَّع القلب، مأمون القيادة
3- اسم الفاعل:
3-1- إضافة اسم الفاعل (من الفعل اللازم) إلى فاعله تجعل حكمه حكم الصفة المشبهة، فتكون إضافته لفظية لا تفيد التعريف، نحو:
جاء رجلٌ راجحُ العقلِ، مستدير الوجه
وصلتْ قواتٌ متعددة الجنسيات ومعها أسلحة متوسطة المدى
والأصل: جاء رجلٌ راجحٌ عقلُه، صائبٌ رأيُه معتدلةٌ قامته
وصلت قوات متعددةٌ جنسياتها، ومعها أسلحةٌ متوسطٌ مداها.
فإذا عُرِّف الموصوف، وجب إدخال (أل) على المضاف، لتُطابق الصفةُ الموصوف في التعريف.
تقول: جاء الرجل الراجحُ العقلِ، الصائبُ الرأيِ المعتدل القامة
وصلت القوات المتعددة الجنسيات ومعها الأسلحة المتوسطة المدى.
3- 2- وتكون إضافة اسم الفاعل (المشتق من فعلٍ مُتعدٍّ) إلى مفعوله:
         §       لفظيةً إذا دلّت على الحال أو الاستقبال، نحو:
]كلُّ نفْسٍ ذائقةُ الموتِ[. ]هذا عارضٌ مُمْطِرُنا[.
عرفتُ رجلاً مخْلصَ المودّةِ، منْصِفَ الناسِ، حافظَ الودِّ
هذا رجلٌ عابرُ النهرِ الآن / غداً.
أرى ضوءاً فائقَ الشدة. (فائق هنا ليس اسم فاعل من فعل فاق المتعدي، بل صفة بمعنى الممتاز).
فإذا عُرِّف الموصوف، وجب إدخال (أل) على المضاف. تقول:
على النفسِ الذائقةِ الموتِ أن تهتمَّ بأُخراها.
انظر الرجلَ العابرَ النهرِ الآنَ / غداً. [ولنا أن نقول، بإعمال اسم الفاعل المحلّى بأل: انظر الرجلَ العابرَ النهرَ أمسِ / الآن / غداً (بنصْبِ النهرَ، لا بإضافته إلى العابر!).]
جاء الرجلُ المخلصُ المودةِ، المنْصفُ الناسِ، الحافظ الودِّ
أرى الضوءَ الفائقَ الشدة.
         §       لفظيةً إذا أفادت الاستمرار المتجدد (تجدُّدَ الحَدَثِ مستمراً)، نحو:
عرفت رجلاً صادقَ الوعدِ، مكْرِمَ الضيفِ، صانعَ المعروفِ، مُقيمَ الصلاةِ، مُخْرجَ الزكاة
فإذا عُرِّف الموصوف، وجب إدخال (أل) على المضاف:
جاء الرجلُ الصادق الوعدِ، المكرم الضيفِ، المقيمُ الصلاةِ
]... والصابرين على ما أصابهم والمُقيمي الصلاةِ...[ (الحج / 35)
3-3- وتكون إضافة اسم الفاعل (من الفعل المتعدي) إلى مفعوله معنوية فتقع مواقع المعارف، ويمتنع إدخال (أل) على المضاف في الحالات الآتية:
         §       إذا دلَّت على المُضِيّ (بِقَريْنة، وللقرينة الاعتبار الأول)، نحو:
]الحمد لله فاطرِ السموات والأرض[.
جاء الرجلُ عابرُ النهرِ أمسِ.
جاء الرجلُ مُنقِذ الطفلِ من الغرق.
اعتُقل الرجلُ قاطعُ الطريقِ.
سُجن الرجلُ سارق المصْرِفِ.
         §       إذا دلّت على الدوام والاستمرار، نحو:
]حم، تَنْزيل الكتاب من الله العزيز العليم، غافرِ الذنبْ وقابلِ التَّوْب[.
تُبْ إلى الله واسعِ الرحمة والمغفرة.
انتصرَ الحقّ قاهرُ الباطل.
         §       إذا كانت خالية من الدلالة الزمنية، أي لا دليل معها على نوع الزمن الذي تحقق فيه معناها. بعبارة أخرى إذا كان المضاف والمضاف إليه معاً يعبِّران عن صفةٍ مطْلقةِ الزمن، تشير إلى أن الموصوف معروف بأنه كذا.
فمثلاً: (مدير المدرسة) معرفة، بدليل أننا نصِفه بمعرفة فنقول: وصل مدير المدرسة الجديد. لذا نقول: وصل الأستاذ مدير المدرسة: يمتنع هنا دخول أل على المضاف (مدير).
-       تأخرت الفتاة بائعة الحليب.
-       قرأت قصة الصحابي كاتب الوحي.
-       انقرضت الدينصورات آكلة اللحم.
-       جُهِّزت الصواريخُ عابرةُ القارات.
-       أبْحَرت الغواصة قاذفة الصواريخ.
مراجع في هذا البحث:
-       عباس حسن، (النحو الوافي) الجزء الثالث - دار المعارف بمصر.
-       صلاح الدين الزعبلاوي، (اسم الفاعل)، مجلة التراث العربي، العدد 58، اتحاد الكتّاب العرب بدمشق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق