بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

جائزة نوبل للاقتصاد لعام 2016...العقود



Le prix Nobel d'économie 2016 attribué à 2 économistesأعلنت الأكاديمية السويدية اليوم العاشر من تشرين الأول لعام 2016 عن فوز كل من البريطاني أوليفر هارت (68 عاماً) والفنلندي بنغت هولمستروم (67 عاماً) بجائزة نوبل للاقتصاد عن أعمالهما في "نظرية العقود". وقالت اللجنة في بيانها إن هذين الباحثين "طورا نظرية للعقد، هي إطار شامل لتحليل الأوجه المتعددة مثل أجور المسؤولين على أساس أدائهم، والإجازات ودافعي التأمين، وأيضاً خصخصة قطاعات عامة".
ومجال العقود هو مجال نظري بحت يغدو بالغ التعقيد بسرعة، وهو طبعاً أقل شداً للانتباه من مجالات النمو والفقر التي غالباً ما كانت مواضيع أكثر جاذبية من غيرها. ولكن هذا الباحثان كما قالت الأكاديمية السويدية "افتتحا ميدان بحث أساسي خصب". وقد اهتمت بأعمالهما الشركات فيما يخص حوكمة الشركات والمؤسسات عند الوصول إلى سؤال: من سيتخذ القرار؟ وقد طبقت نتائج تحليلاتهما على مجموعة كبيرة من المؤسسات التي نتعامل معها في حياتنا اليومية مثل مزودي الخدمات العامة كالمدارس والمشافي والسجون... حيث كانت تطرح أسئلة من نوع: هل يجب أن تبقى هذه المؤسسات حكومية أو أن تصبح مؤسسات خاصة؟ وهل يجب أن تكون رواتب المدرسين والعاملين في مجال الصحة وحراس السجون ثابتة أو ترتبط بالأداء؟ وإلى أي حد يتوجب على مديري الشركات والمؤسسات أن يتقاضوا أجورهم وفق نظام المكافآت أو الأسهم في الشركات نفسها؟ وهو يوصون في هذا المجال بأن تكون المكافآت أو الأسهم ليست على المدى القصير وإنما بعد أن تظهر النتائج، ولكن ليس لديهما جواب شاف كاف، فهذه مسألة في غاية التعقيد من وجهة نظر تعاقدية. كما أن عملهما في موضوع العقود لامس مواضيع بسيطة مثل عقود التأمين ضد حريق البيوت أو سرقة السيارات، وكيف سيكون التعويض الذي على أساسه سيقوم الناس بالتأمين على ممتلكاتهم دون أن يشكل ذلك عبئاً ثقيلاً عليهم يمنعهم من التأمين.
بقي أن نقول إن جائزة نوبل للاقتصاد هي ليست بين وصايا ألفرد نوبل وإنما هي جائزة يمنحها بنك السويد باسم نوبل لتشجيع الأبحاث في هذا المجال، وقيمتها كقيمة الجوائز الأخرى (قرابة 900 ألف دولار). الأمر الثاني الذي يجب قوله هو إن هذين الباحثين يعملان في أمريكا ويدرّسان في جامعاتها، الأول في هارفارد والثاني في ستانفورد، وهذه خسارة أخرى لأوروبا التي يهرب باحثوها إلى أمريكا لشح الموارد التي تخصصها أوروبا للبحث العلمي مقارنة بأمريكا وهذا ما ستدفع ثمنه غالياً في المستقبل كما نظن. وباستثناء نوبل للطب لهذا العام، فقد ذهبت كل جوائز نوبل إلى أوروبيين يعيش معظمهم في أمريكا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق