بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 أكتوبر 2016

النرجيلة...الأصل والأضرار



انتشرت النرجيلة في السنوات الأخيرة في بلاد المشرق والمغرب العربي خصوصاً وبعض دول أفريقيا وغيرها وإن بنسب أقل. ويقدر عدد مدخني النرجيلة في العالم بأكثر من 100 مليون مدخن. أخذت في الانتشار، إلى حد ما، في أوروبا مع نهاية القرن العشرين. ولكن من أين جاءت في الأصل وإلى أي عهد تعود؟ وما مقدار ضررها؟

تقول المصادر المدونة إن أصلها إيراني واسمها مشتق من كلمة "نرجيل" وهي كلمة تعني "جوز الهند" بالفارسية، وهناك من يؤكد أن مصدرها هو الغليون المائي الهندي الذي استعمل لذلك جوز الهند فعلاً. كما أن بعض المجتمعات تسميها "الشيشة"، وهذه أيضاً كلمة إيرانية تعني "الزجاجة" (القارورة). بقيت تسميتها السائدة في أوروبا اللاتينية بالنرجيلة، أما في بريطانيا فتسمى "الحقة" وهي التسمية الهندية للنرجيلة.
 
امرأة إيرانية تدخن النرجيلة في القرن التاسع عشر
لكن أبحاثاً أثرية أجريت في أواخر القرن العشرين أشارت إلى وجود نظام النرجيلة في أفريقيا، الحبشة تحديداً، بتاريخ يعود إلى عام 1320 مع خطأ من مرتبة ثمانين سنة. ولكن انتشارها ترافق مع انتشار المقاهي والتبغ في الشرق الأوسط الذي أدخله البرتغاليون إلى إيران في بداية القرن السادس عشر وانتشرت بكثرة لدرجة أن معظم البيوت في إيران كانت تحتوي على نرجيلة أيام الشاه عباس في القرن السابع عشر.

وكما هو معروف، تستخدم النرجيلة التبغ أو مواد أخرى، كبعض الفواكه المجففة، التي يضاف إليها بعض المنكهات. كلها تحترق على نار هادئة عبر سحب الهواء عن طريق خرطوم النرجيلة الذي يجعل الدخان الناتج عن الاحتراق يمر في حوجلة الماء ليترشح ومن ثم يمر دخاناً في خرطوم المدخن. ولكن بالرغم من هذا الترشيح للدخان بالماء فإن تدخين النرجيلة أسوأ بكثير من تدخين السجائر. فتدخين سيجارة واحدة يستغرق بين 5 و 7 دقائق مسبباً للمدخن استنشاق ما بين 0.5 و 0.6 ليتر من الدخان. أما مدخن النرجيلة فيستغرقه ذلك بين 20 و 70 دقيقة، يستنشق خلالها هواء النرجيلة ما بين 50 إلى 200 مرة، تمنح كل منها ما بين 0.05 و 0.25 ليتر من الدخان. ومن ثم فإن جلسة نرجيلة واحدة قد تعادل 100 سيجارة!! ولكن البعض يقول بأن المواد الضارة في السيجارة أكثر من تلك الموجودة في دخان النرجيلة المرشح! وبحسب دراسة فإن جلسة نرجيلة مدتها 45 دقيقة تولّد 20 مرة أكثر من الغودرون وأكثر بمرتين من أحادي أوكسيد الكربون وثلاث مرات أكثر من النيكوتين من السيجارة الواحدة. وهناك دراسات أخرى تعطي أرقاماً أعلى من ذلك وفقاً للتبغ المستخدم.

بقي أن نقول إن السيجارة والنرجيلة هما شقيقتا ضرر للإنسان، اعتادهما بدون سبب طبيعي سوى العادة ... والعادة  كما هو معروف هي صندوق للكثير من المحاسن والمساوئ، وأسوأ المساوئ هو الإدمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق