بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 27 نوفمبر 2016

برتولت بريشت... الروائي والمسرحي والشاعر المهاجر أبداً



أحد أهم كتاب ومسرحيي القرن العشرين في العالم، اشتهرت أعماله في معظم مناطق العالم، منها بعل (1918)، والعرس لدى صغار البورجوازيين (1919)، وطبول الليل (1920)، وفي أدغال المدن (1922) وحياة إدوارد الثاني الإنكليزي (1924) ورجل لرجل (1925) والطفل الفيل (1926) وأوبرا القروش الثلاثة (1928) وعظمة وانحطاط مدينة ماهاغوني (1930)، وهذا الذي يقول نعم ، وهذا الذي يقول لا (1930)، الأم (1931) الخوف العظيم وبؤس الرايخ الثالث (1938)، والأم الشجاعة وأولادها (1938) وحياة غاليلو (1938)، وروح سو-تشوان الطيبة (1938) وحوار المنفيين (1940)، ودائرة الطباشير القوقازية (1945) وأنتيغون (1947)، وشؤون السيد يوليوس قيصر (نشرت عام 1957)... 

هذه بعض من أعماله وهو الذي تسمح له السكتة القلبية بأن يبلغ الستين من العمر. فهو من مواليد بافاريا لعام 1898 وتوفي في برلين (الشرقية) عام 1956. أول نص منشور له كان مع بلوغه سن السادسة عشر. رغب في دراسة الفلسفة ثم الطب، ولكن تم تجنيده كممرض بعد الحرب العالمية الأولى، وهي الحرب التي أثرت فيه أيما تأثير وجعلته يتحول نحو الأدب متأثراً بالطابع الفوضوي. لقيت أوبرا القروش الثلاثة عام 1928 نجاحاً كبيراً في ألمانيا، وكان قبلها قد حصل على بعض الجوائز الأدبية.

ولكن كتاباته لم ترق للاشتراكيين الوطنيين (النازيين) عام 1930، وانتسب في تلك الفترة إلى الحزب الشيوعي، فما كان عليه إلا مغادرة ألمانيا عام 1933 بعدما منعت كتبه وحرقت في العاشر من أيار في العام نفسه بعد مغادرته إلى الدنمارك، وحرم من الجنسية الألمانية عام 1935. هاجر بعد ذلك إلى السويد عام 1939 نتيجة تعرض الدنمارك للخطر النازي، ومن ثم إلى فنلندا ولعدها إلى روسيا التي عبرها حتى وصوله إلى أقصى الشرق ليغادر من مدينة فلادفوستوك متجهاً إلى كاليفورنيا في عام 1941. ولكن الولايات المتحدة لم تتسع له، فقد انتشرت فيها حركة مناهضة لليساريين مع صعود المكارثية التي أخذت بملاحقة الشيوعيين وأشباههم، وكان بريشت من بينهم مما اضطره إلى مغادرتها عام 1947 متوجهاً إلى سويسرا. رفض الحلفاء منحه تأشيرة دخول إلى ألمانيا الاتحادية، ولكن التشيكيين ساعدوه على دخول ألمانيا الشرقية (ألمانيا الشرقية وألمانيا الاتحادية هما معاً ألمانيا قبل نهاية الحرب العالمية الثانية التي تم تقسيمها بين معسكري تلك الأيام: الشرقي والغربي) التي تمكن من دخولها عام 1949. وهناك أسس مع زوجته "فرقة برلين" المسرحية ساعياً بها نحو المسرح الملحمي، وحصل على جائزة ستالين للسلام عام 1954، بالرغم من أنه كان ينظر إليه بعين الريبة في العالم الشيوعي، فمسرحه لم يكن بالمسرح الذي يطابق قواعد "الواقعية الاشتراكية". والشيوعيون كانوا يعتبرونه مسرحياً شكلانياً، تتنازعه المشاعر والانتماءات، ومسرحاً "مسالماً".

وفي عام 1953 تظاهر العمال الألمان محتجين على وضعهم البائس وسوء إدارة المصانع والعمل، وهي مظاهرات كانت في الواقع ضد النظام القائم في ذلك الوقت، مما حدا ببريشت إلى كتابة رسالة إلى والتر أولبريشت، الذي كان أميناً عاماً للحزب وقتها، يعرب فيها عن تضامنه مع الحزب الاشتراكي الألماني الموحد ويطلب منه أن يناقش مع العمال والجماهير سرعة بناء المجتمع الاشتراكي الموعود.

بقي أن نقول إن أعماله لا تزال تمثل على المسرح وتباع مسرحياته في المكتبات في العالم قاطبة، فما كتب في الفترة بين 1933 و 1940 يتمتع بالشمولية وعمق الفكر، خاصة حياة غاليلو التي يروي عبرها مأساة ذلك العالم في الانصياع إلى طلبات الكنيسة ضد قناعاته.... وفي أحد مقاطع المسرحية يقول أندريا، تلميذ غاليلو: ويل للأمة التي لا أبطال فيها!... فير د عليه غاليلو بعد حين: ويل للأمة التي تحتاج إلى أبطال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق