بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

مسلة مصرية..... في باريس!



في باريس تقف مسلة مصرية في إحدى أهم ساحاتها. كيف جاءت هذه المسلة ومن سمح بذلك؟ لم يحدث ذلك في أيام نابليون وغزوه لمصر في عام 1798 وخروجه وجيشه منها بعد ثلاث سنوات. ولكن القصة بدأت مع محمد علي باشا الذي أهدى ملك فرنسا لويس العاشر في عام 1829 مسلتين من مسلات الأقصر لحملهما إلى فرنسا.


الهدية ثمينة وجميلة خاصة وأن الأوروبيين، وبالأخص الفرنسيين، كانوا في فترة اهتمام كبير بتاريخ مصر الفرعوني، خاصة بعد أن حل الفرنسي شامبليون في عام 1822 طلاسم الكتابة الهيروغليفية. ولكن حمل المسلتين من أعالي مصر إلى باريس كانت دونه مخاطر ومصاعب كبيرة. فالمسافة التي يجب قطعها تزيد عن 12 ألف كم، ووزن المسلة 230 طناً وارتفاعها نحو 23 متراً. 

وضع المسلة أفية على الأرض
بُنيت سفينة خاصة في مدينة طولون الفرنسية لهذا الغرض، قادرة على حمل المسلة والإبحار في النيل وصولاً إلى منطقة المسلة. وهي سفينة شراعية بصواري متحركة (للمرور تحت جسور مدينة باريس)، طولها 43 متراً وعرضها 9 أمتار، ذات قعر مسطح يسمح لها بالملاحة في الأنهار. أطلق عليها اسم "الأقصر". أبحرت باتجاه الإسكندرية في 15 نبسان عام 1831، تحمل معها 121 شخصاً مع معداتهم. وصلت هذه السفينة إلى الأقصر بعد أربعة أشهر. حيث بدأت أعمال اقتلاع المسلة وجعلها بوضع أفقي ومن ثم نقلها مسافة 400 متر حيث كان تقف السفينة، ومن ثم وضعها فيها. انتهت هذه العمليات بتاريخ 19 كانون الأول عام 1831. وبدأت رحلة العودة بعد انتظار ارتفاع مياه النيل للتمكن من الإبحار. ورحلة العودة لم تكن إلى طولون وإنما إلى باريس، لذا كان عليها السير في المحيط الأطلسي حتى مدينة شيربورغ في شمالي غربي فرنسا والوصول إلى نهر السين الذي يمر بباريس، حيث ستنصب المسلة هناك. ولم تنته هذه الرحلة حتى 23 كانون الأول عام 1833. ولكن المسلة لم تنصب في مكانها الحالي حتى عام 1836. أما المسلة الثانية فقد بقيت في مكانها في مصر واكتفي بمسلة واحدة.

نصب المسلة في ساحة الكونكورد في باريس


بقي أن نقول إن كل ذلك تم بدون استخدام آلات، لا في رفع المسلة أو نقلها أو وضعها أفقياً... كل ذلك كان باستخدام القوة العضلية فقط!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق