بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 26 نوفمبر 2016

عيد الشكر... الأمريكي الهندي



تحتفل الولايات المتحدة في الخميس الرابع من شهر تشرين الثاني من كل عام بعيد الشكر Thanksgiving، وهو عيد رسمي تتوقف فيه الأعمال الرسمية والخاصة. وهو في الأصل لشكر الرب على النعمة الإلهية التي حظوا بها في العالم الجديد، وعلى الوفاق الطيب مع سكان البلد الأصليين! وفي هذا العيد تتشاطر العائلة وجبة عشاء قوامها الوز المحشي والبطاطس المهروسة والحلوى، ويُحتفل مساءً بهذا العيد على طريقة الاحتفال بعيد الميلاد. ويقدم خلاله الطعام للمحتاجين عبر جمعيات خيرية ترعى ذلك. وتناولهم الوز في هذا اليوم فإنما يعود لكونه أول الطيور التي تعرف إليها المستعمرون الأوروبيون في أمريكا عن طريق السكان الأصليين.

ففي عام 1620 وصل خليج بليموث في ولاية ماساتشوستس مجموعة من المغتربين الإنكليز كانوا يسمون بالآباء الحجاج، حيث أقاموا مستعمرة وبنوا مدينة بليموث. كانت البداية صعبة مات نصفهم بمرض الاسقربوط. أما من بقي منهم على قيد الحياة فكان بفضل قبيلة من الهنود كانت على مقربة منهم، قدمت لهم الطعام وعلمتهم الصيد وزراعة الذرة. واحتفالاً بأول موسم أعلن الحاكم الإنكليزي عام 1621 ثلاثة أيام لعيد الشكر دُعي إليها زعيم الهنود ونحو تسعين من رجاله لتشاطر وجبة معهم عرفاناً بجميلهم، قُدم فيها الوز البري والحمام. وكرر المستعمرون ذلك عام 1623 الذي كان عام خير أتاهم بمحصول وافر.

وأثناء القرن الثامن عشر احتفلت المستعمرات الأمريكية في بعض الأعوام بعدة أيام كعيد للشكر، ولكن كان ذلك أعياداً للصلاة وليست للطعام والشراب كما هو عليه الأمر اليوم. وأول مرة أصدر فيها الكونغرس الأمريكي قراراً بعيد باسم يوم الشكر كان في عام 1777. وفي عام 1789 أصدر الرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطن قراراً بأن يكون يوم الخميس بعد 26 تشرين الثاني يوماً لشكر الرب على النعم التي حبيت بها الولايات المتحدة وعلى ما خلصها من آلام سببتها الحرب. وكرر ذلك عام 1795. وكرر ذلك بعده بعض رؤساء أمريكا. وفي أثناء الحرب الأهلية الأمريكية طُلب من الرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن أن يعلن يوماً عيداً للشكر، فكان ذلك آخر يوم خميس من تشرين الثاني لعام 1863. ومن يومها أصبح الاحتفال بهذا العيد سنوياً. وكان تاريخ العيد يتغير سنوياً إلى أن حدده الرئيس الأمريكي روزفلت عام 1939 برابع يوم خميس من شهر تشرين الثاني وذلك لأسباب اقتصادية.

بقي أن نقول إن عيد الشكر بالنسبة لسكان البلاد الأصليين هو بمثابة يوم بدء تدمير قارتهم وبدء الحروب ضدهم. وبالفعل ففي عام 1676 احتفل حاكم تشارلز تاون في عيد الشكر بالانتصار على الهنود الأمريكيين. ولكن، ومنذ عام 1970، تنظم احتفالات ذكرى بالهنود الأمريكيين، إلا أن هذا لا يحدث في كل عام! ... لا يزال الطريق طويلاً أمام البشرية لتصبح إنسانية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق