بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 أغسطس 2017

طاقة الرياح… الماضي والمستقبل

هي الطاقة المستمدة من الرياح التي تستخدم أو استخدمت بأشكال مختلفة. كانت إلى وقت غير بعيد مصدر طاقة تسيير السفن. الأمر الذي بدأ على الأغلب بحدود القرن الحادي عشر قبل الميلاد. والقوارب الشراعية كانت على الأغلب وسيلة انتقال جماعات بشرية من آسيا باتجاه أقيانوسيا، إذ لا سبيل غير ذلك لقطع مئات الأميال

واستخدمت في التجارة والسفر على نحو كثيف منذ القرن السادس عشر حيث قُدرّ حجم السفن الشراعية في أوروبا وقتها بما يعادل سعة نقل تصل إلى قرابة مليوني متر مكعب. وفي نهاية القرن الثامن عشر بلغ حجم الأسطول الأوروبي الشراعي نحو ثمانية ملايين متر مكعب. وقد قدرت القوة اللازمة لدفع هذه السفن بأكثر من 200 ألف حصان. هذا طبعاً من غير السفن الحربية. اختفت هذه السفن مع ظهور المحركات البخارية ومحركات الديزل.

كما كانت الطاقة الأولى في الطواحين، طواحين الهواء بالتحديد التي اشتهر باستخدامها الهولنديون، لطحن القمح واستخراج الزيت من نبات الكولزة وكذلك لتجفيف التربة من المياه في الأراضي الهولندية المنخفضة وذلك برفعها من مستوى إلى مستوى أعلى وأعلى حتى ضخها إلى أقرب نهر أو بحر. كما استخدمت طاقة الريح لاستخراج مياه الأرض عبر ما سُميّ مضخات المياه الريحية. وأصل المراوح والمضخات من أصل فارسي ومن آسيا الوسطى من القرن السابع بعد الميلاد، التي جرى تطوير نظام نقل حركتها في الصين ومنها انتقلت إلى أوروبا.

أما اليوم، ومع تناقص مصادر الطاقة الأحفورية ونضوبها المتوقع بعد عدة عقود، تعود طاقة الريح إلى المسرح، وهي طاقة لا كلفة لها سوى كلفة تجهيزات تحويلها إلى قوة دفع أو طاقة كهربائية. وتحويلها اليوم إلى طاقة كهربائية يسير على نحو متسارع. فقد أخذ منظر المراوح يزداد في البر وعلى شواطئ البحار، وهي كبيرة الحجم لا يمكن حجبها عن أعين الناظرين، إذ يبلغ طول الصارية وسطياً نحو 140 متراً وقطر الجزء الدائر منها 164 متراً.

ومنذ مطلع تسعينيات القرن العشرين بذلت جهود كبيرة في تحويل طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية عبر مولدات ريح-كهربائية باستطاعات تتراوح بين 5 و 10 ميغا وات تولد تياراً متناوباً يمكن ضخه مباشرة في الشبكة الكهربائية، وهي طاقة يتوقف مقدارها على شدة الريح وهي مصممة لتعمل بين 11كم/سا و 90كم/سا، وقد صممت شركة صينية مراوح قادرة على العمل حتى سرعات تزيد على 200 كم/سا. ولكن نسبة الحمولة (نسبة الطاقة المنتجة إلى القيمة العظمى النظرية) تختلف من منطقة إلى أخرى، وقد بلغت عام 2012 في الدانمارك 25% في المناطق الداخلية و45% على الشواطئ.

بلغ إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح عالمياً 3% من الكهرباء المنتجة عام 2014، وهو أمر يتزايد من سنة إلى أخرى. ومن المتوقع أن هذه النسبة وصلت إلى 4% عام 2016. أكثر الدول استفادة من هذه الطاقة هي أوروبا والصين والولايات المتحدة. يعتقد الأوروبيون أن طاقة الريح ستولد لهم من الكهرباء ما يعادل 13% من حاجتهم عام 2020.


إحدى مشاكل طاقة الريح أنها غير ثابتة، وهي في الواقع شديدة التغير. ولكن وجود العديد من المحطات التي تضم كل منها العديد من مولدات ريح-كهرباء يمكنها أن تضمن 20% من الطاقة الكهربائية لمنطقة كبيرة نسبياً على أساس التضامن بين المحطات. ولهذه المحطات ميزة أنه لا تؤثر على جغرافية المنطقة المغروسة فيها، إذا يمكن للمزارعين متابعة عملهم بلا مشاكل، كما أن تغيير مكانها لا يترك أثراً إلا قاعدة الإسمنت التي وضعت عليها الصارية.... هناك من يفكر في الطيران جواً لاستغلال الريح التي لا تتوقف في الأعالي أو جعلها تطفو على سطح البحر مشكلة فيما بينها "مزرعة كهرباء"!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق