بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 21 أغسطس 2017

زرادشت... حكايات وحكايات

يختلف المؤرخون حول تاريخ حياته ومكانها. ومن المحتمل أنه عاش في شمالي شرقي إيران الحالية. ومن المتعارف عليه أنه عاش بين القرن السابع والسادس قبل الميلاد، ولكن الدراسات الحديثة تقول بأنه عاش بين القرنين الخامس عشر والحادي عشر قبل الميلاد. عُرفت شذرات من حياته بفضل بعض الأناشيد المدوّنة في كتاب الأفستا الزرادشتي الذي يعود إلى مطلع الألف الأولى لقبل الميلاد، وهو كتاب قريب في نصوصه إلى نصوص الكتب الدينية الهندية لتلك الأيام.

والخلاف ليس محصوراً فقط بتاريخ ومكان حياته وإنما أيضاً بالمعنى الذي يتضمنه اسمه المركب من زارا بمعنى ضعيف أو قديم، وأوشترا بمعنى "جمل" أي بمعنى "صاحب الجمال العجوزة" وهناك ترجمة أخرى لاسمه تعني "القريب من منتهى السعادة". ولكن أوشترا يمكن أن تعني أيضاً "النجم" كما أن زارا يمكن أن تعني "ذهب" وعليه يكون معنى الاسم "النجم الذهبي" أو "الجمل الذهبي". وفي الإيرانية الحديثة يمكن أن يعني الاسم "الذي يده من ذهب" أو يمكن أن يكون رجل "السهول الذهبية".

دعت تعاليمه إلى الإله الواحد أهورا مازدا وجعل زرادشت منه الإله الأعلى وجعل الآلهة الأخرى في المقام الثاني. وقال بالمثنوية على شكل الروح المقدسة في مقابل الروح الشريرة والخير في مقابل الشر، وأن العقلاء يختارون القداسة والخير والحمقى يختارون الشر وأن لهؤلاء أسوأ ما في الحياة. وبشّر زرادشت بقدوم مملكة العدل والتعاون فيما طلب الله وإلا فعقاب أليم. وهاجم ممارسات الديانات التقليدية وقرابينها الشنيعة ذلك أن للحيوانات روح. كما منع شرب المسكرات التي تمنع الإنسان من التفكير بوضوح، وهي مشروبات كانت تسمح بها الديانات الأخرى. ولكن كان له بالمرصاد كل من كهنة الديانات الأخرى والطبقة الحاكمة التي لا تطيق العدل مما اضطره للهروب والهجرة. إلى أن التقى والد داريوس الأول الذي حماه واتبعه وطلب من شعبه والشعوب الخاضعة له اتباع ديانة زرادشت التي أصبحت ديانة رسمية من وقتها.

كان لزرادشت زوجة وستة أولاد نصفهم إناث ونصفهم ذكور. تجلى له نور الإله أهورا مازدا وهو في سن الثلاثين، ووضع أسس ديانته التي اعتنقتها زوجته وأولاده وابن عمه. ظهرت قصص وأساطير بحقه. فبعض الكتابات الإغريقية قالت بأنه ولد ضاحكاً، وأنه عاش بين الوحوش. وبعضها ربط إلهه أهورا مازدا بإله اليونان زيوس، والبعض ربطه بآلهة مصر إزيس وأوزيريس!


استخدم الفيلسوف الألماني نيتشه اسم زرادشت عنواناً لكتابه "هكذا تكلم زرادشت" جاعلاً من زرادشت، النبي الشاعر، رجلاً اعتكف في الجبال ثم عاد ليكلم الناس عن العودة الأبدية لدعاة الموت وعن الضعفاء والأقوياء وعن النبلاء والعبيد. كان قصد نيتشه من ذلك استخدام زرادشت لمهاجمة الدين والمثنوية التي لم ترق لنيتشه. وكتاب نيتشه هذا ألهم الموسيقي ريتشارد شتراوس معزوفة باسم الكتاب استخدمت في الكثير من الأفلام السينمائية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق