بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 14 أبريل 2018

المنظمة المشرفة على الوب تعلن: نهاية كلمة السر


يعتمد الدخول إلى كل ما هو شخصي على الوب عبر كلمة السر، وهذه الكلمة مهما بلغ تعقيدها يمكن التحايل للحصول عليها من قبل أشرار الوب ومن ثم الوصول إلى معلومات الشخص المعني. ولا تتوقف خطورة المسألة على الحصول على البيانات الشخصية ومحتويات ما تحتويه صفحات أي شخص وإنما يمتد الأمر إلى إمكانية سرقة أموال عبر معرفة كلمة المرور إلى الحسابات المصرفية أو الخدمية (حجوزات الفنادق مثلاً) أو ما يسمح لهؤلاء الأشرار من التحايل على عمليات التجارة الإلكترونية.

كلمة المرور كانت، ولا تزال، مجموعة من المحارف لا يعرفها من حيث المبدأ سوى صاحبها، ولكن سبل الخداع والحصول عليها موجودة مما يضعف الثقة بالتقانات الرقمية ويخلق مشاكل جمة للأفراد والشركات. وهذه الشركات أخذت بمطالبة جهاز الإشراف على الوب (W3C) منذ أكثر من سنتين بالموافقة على إجراءات جديدة تسمح بالتوثق من الأشخاص قبل نفاذهم إلى صفحاتهم أو حساباتهم والتخلي تدريجياً عن كلمات المرور المعروفة. وقد وافقت هيئة الإشراف حديثاً على معايير جديدة وتم تحديد نظام توثق مبسط للمستخدم يحسّن على نحو كبير أمان الحسابات.

وسيكون أمام المستخدمين خياريان: الأول عبر جهاز آخر مثل الهاتف الذكي أو الساعة الموصولة إلى الإنترنت أو  ذاكرة فلاش(usb) أو مفاتيح إلكترونية. ومثل هذه التجهيزات ستكون سنداً في التحقق من صحة صاحب الحساب قبل إتمام صفقة إلكترونية بالتعرف إليها مباشرة باعتبارها أشياء لا تكون إلا بحوزة صاحبها. كما يمكن مثلاً في أبسط الحالات إرسال رسالة تحقق إلى الهاتف الجوال تتضمن شيفرة يطلب إعادة إرسالها من صاحب الحساب لإتمام الصفقة، أو ألا يتم إنجاز أية صفقة إذا لم تكن الساعة الموصولة بالإنترنت في معصم صاحب الحساب لحظة طلب إجراء الصفقة. والثاني عبر الحاسوب مباشرة عبر القياسات الحيوية مثل البصمات أو تعرف الوجه أو الحدقات. وهذا يتطلب تجهيزات إضافية يجب توفرها في الحواسيب، مثل آلات تصوير عالية الدقة. تتوفر حالياً في بعض الهواتف الذكية مثل آلات التصوير هذه، وهو أمر يمكن توفيره في الحواسيب الشخصية مع برمجيات التعرف اللازمة لترسل هذه بدورها التوقيع الإلكتروني اللازم. لذا فإن أمر التخلي عن كلمة السر سيكون تدريجياً إلى أن يختفي تماماً.

طبعاً سيترتب عن هذا بعض الكلف لكن المحصلة العامة ستكون أفضل للجميع وإن كان ذلك على حساب بعض التعقيدات الإضافية الضرورية... إنها أشياء الحياة المتغيرة باستمرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق