بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 16 أبريل 2018

بروكسيما القنطوري... أقرب النجوم إلينا

بروكسيما القنطوري هو نجم من مليارات النجوم في مجرتنا درب التبانة، وهو أقرب
صورة لبروكسيما التقطها المنظار الفضائي "هوبل"
النجوم إلينا من خارج المجموعة الشمسية. يبعد عنا نحو 4.2 سنة ضوئية. أي لو تصورنا وجود شخص بقرب هذا النجم يمسك بهاتف جوال وألقينا عليه السلام عبر جوالنا من الأرض، فسننتظر لسماع رده التحية نحو 8.4 سنوات. وسمي بركسيما لقربه منا، فهذه الكلمة تعني "القريب" في اللفظ اللاتيني. ويضاف إلى اسمه الحرف الإغريقي "ألفا"، كما يضاف لاحقة لاسمه وهي حرف "سي"، أي الحرف الثالث من أحرف اللاتينية وذلك لأنه يجاور نجمان أكبر منه، لهما الاسم القنطوري نفسه مع لا حقة "إي"، الحرف الأول اللاتيني للنجم الأول، و "بي" الحرف الثاني اللاتيني للنجم القنطوري الثاني. وهذه النجوم الثلاثة تشكل منظومة القنطوري، وهي الكتلة الرئيسية في كوكبة القنطوري، حيث ثلاثة نجوم متقاربة جداً من بعضها . فالمسافة بين بروكسيما والقنطوري "إي" مثلاً لا تساوي أكثر من شهر ضوئي. وللتذكير بهدف المقارنة، فإن المسافة بين الأرض والشمس هي 8.5 دقيقة ضوئية.

وهذا النجم هو من بين أصغر النجوم، وهو ينتمي إلى فئة النجوم القزمة الحمراء. وهي
الشمس في اليمين وبروكسيما في اليسار وبينهما القنطوريان إي و بي، وهذا رسم يبين النسبة
في الحجوم للنجوم الأربعة
قزمة لصغر كتلتها التي تتراوح بين 0.075 و 0.4 كتلة الشمس، ودرجة حرارة سطحية أقل من 4000 درجة. وهي نجوم لا تضيء كثيراً، وأكبرها لا تكافئ إضاءته أكثر من 10% من إضاءة الشمس. وهذه النجوم هي الأكثر عدداً في الكون بما لا يقارن مع عدد النجوم الأخرى. ولهذه النجوم أن تعيش لمئات مليارات السنين قبل أن تنضب طاقتها، أي أن كل هذه النجوم لا تزال في بداية حياتها مقارنة بعمر الكون المقدر بنحو 13.8 مليار سنة. كما لها أن تعيش عشر المرات على الأقل أكثر من نجوم مثل شمسنا! وهذا هو حال بروكسيما الذي لا تزيد كتلته عن 0.125 من كتلة الشمس، أما قطره فنحو 1.5 قطر كوكب زحل، أي نحو 200 ألف كيلو متر. أما إضاءته فهي تساوي 0.17% من إضاءة الشمس في المجال الكلي، أما في المجال المرئي فهي أقل من ذلك بكثير، مما يجعل رؤيته بالعين المجردة أمراً صعباً للغاية. وله أن يعيش قرابة ألف مليار سنة قبل أن ينضب وينتفخ.

اكتشف هذا النجم عام 1915 على يد الفلكي البريطاني روبرت أنيس، وهو الذي أعطاه
رسم توضيحي لكوكب بروكسيما ولنجوم بروكسيما الثلاثة التي لها أن تضيء سطحه
اسم "بروكسيما". وما يهمنا من هذا النجم هو الاكتشاف الذي أعلن عام 2016 لكوكب مرشح لوجود حياةٍ على سطحه ويدور حول نجمنا بروكسيما. سمي هذا الكوكب باسم بروكسيما القنطور سي بي، ولكن الاسم الدارج هو: "بروكسيما بي". وهو كوكب يماثل كوكب الأرض، فكتلته تساوي 1.3 كتلة الأرض، ودرجة حرارة التوازن على سطحه تسمح بوجود الماء السائل على سطحه، وهذا يعزز احتمال وجود حياة عليه.

ومن المثير معرفة أن هذا النجم هو الأقرب إلى الشمس الآن، ولكن هذا القرب لم يكن إلا منذ نحو 32 ألف سنة، ولن يدوم هذا لأكثر من ذلك. أي أن نجماً آخر سيكون أقرب من بروكسيما إلى الشمس بعد ثلاثين ألف عام، وهو النجم المسمى "روس 248". ولكن خلال هذه المدة سيزداد قرب بروكسيما إلينا ليصبح على مسافة 3.2 سنة ضوئية، أي أننا لن ننتظر إلا نحو ست سنوات ونصف لسماع رد التحية... كون يحفل بالتغيرات المستمرة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق