بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 15 يونيو 2018

الماء في العالم... الحاجة إلى الترشيد

لا حياة بلا ماء... وجعلنا من الماء كل شيء حي... إذن لا مستقبل بلا ماء. وفي بحثنا عن كواكب تحتمل الحياة فإنما نبحث أولاً عن وجود الماء فيها، وفي حال عدم وجوده نتوقف عن الاهتمام بالكوكب المعني. هل يوجد على الأرض ما يكفي من ماء؟ علماً بأن كمية الماء على الأرض لا تزيد ولا تنقص، أي أنها محدودة. فالماء لا يغادر الأرض أو جوها، كما أنه لا تخلق كميات إضافية من الماء.


صحيح أن 70% من سطح الكرة الأرضية مغطى بالماء، ولكن هذا الماء لا يساوى سوى 0.023% من كتلة الأرض، أي أن المحيطات والبحار ليست أكثر من سراب في حجمها النهائي مقارنة بالأرض. أضف إلى ذلك أن مياه البحار والمحيطات هي مياه مالحة، ولا تشكل المياه العذبة سوى 2.6% من مياه الأرض، 68% منها على شكل جليد في القطبين و30% منها موجود في طبقات الأرض الجوفية، والباقي، 2%، في الأنهار والبحيرات وبخار ماء في الغلاف الجوي. والماء المتاح للإنسان للاستعمالات المختلفة في النهاية هو 1% من المياه العذبة. أي أن المياه العذبة هي قطع نادر. وبالفعل فنحو 10% من سكان الأرض لم يتوفر ماء الشرب لديهم في عام 2015. وليس السبب في ذلك الزيادة السكانية فقط. فقد زاد عدد سكان الأرض بين عامي 1900 و 1995 بنسبة 3.4% ولكن استهلاك الماء ازداد بنسبة ستة أضعاف. وهذا الاستهلاك ليس متساوٍ في كل أصقاع الأرض. فنسبة استهلاك الماء للفرد في فرنسا هي 13 مرة أكثر منها في الصحراء الأفريقية. ونسبة الاستهلاك في أمريكا هي نحو ضعف الاستهلاك في فرنسا.

واستهلاك المياه العذبة لا يكون من قبل الأفراد أو في المنازل. فنحو 70% من المياه العذبة تستخدم في الزراعة، وهو استخدام متزايد. فبين عامي 1961 و 2009 لم تزد مساحة الأرض المزروعة في العالم إلا بنسبة 12% فقط ولكن الأراضي المروية زادت نسبتها بمقدار 117%. المستخدم الثاني الأكبر للمياه العذبة هو الصناعة التي تستهلك نحو 20% وخاصة في تبريد المحطات الكهربائية الحرارية. وكمية المياه الباقية للاستخدام الفردي هي نحو 10%. وهذه المياه لا تتوفر في كل مناطق الأرض بما يكفي لقاطني هذه المناطق. لذا نشأت صناعة تحلية مياه البحار. وهي صناعة يتزايد الطلب عليها، إذ بلغ عدد منشآتها حتى عام 2014 نحو 17 ألف منشأة جلها في الشرق الأوسط، بلغت قيمة إنتاجها في ذاك العام نحو 8 مليار دولار وذلك للاستجابة لحاجات نحو 300 مليون شخص، وهذه سوق تتزايد بنسبة 10% سنوياً. وغير تحلية مياه البحار يجري استخراج المياه الجوفية، وهذه المياه لا يجري تعويضها من مياه الأمطار أو غيرها إلا بعد ملايين السنين. أي أن هذه المياه ستنضب كما البترول. ونضوبها يهدد بتغيرات في القشرة الأرضية لها أن تحدث خطر انهيارات كما هو الأمر حالياً في ولاية كاليفورنيا.

والمياه المستخدمة في الزراعة والصناعة يصعب تنقيتها بسبب تلوثها بالمبيدات
مناطق النزاع على المياه
والأسمدة الكيمائية والمواد الصناعية. فنحو 80% من هذه المياه لا يمكن إعادة استخدامها أو تنقيتها إلا بكلف عالية. كما أن تحلية مياه البحار عالية الكلفة بما لا يمكن استخدامها في الزراعة والصناعة. فما الحل؟ مرة أخرى يجب العودة إلى الأصول، أي العودة إلى إدارة شؤون الأرض على نحو عاقل. فزراعة القطن التي تستهلك 22500 لتراً من الماء في الهند لإنتاج كيلو واحد من القطن تستوجب إعادة النظر، وكذلك استخدام الأسمدة الكيمائية والمبيدات الحشرية لزيادة الإنتاج تحتاج إلى إعادة نظر وتغيير في تقنيات الزراعة. كذلك الصناعات العالية الاستهلاك للمياه، وهنا يتوجب على البشرية تعلم التوفير المكثف في الطاقة. صناعات أخرى تحتاج إلى إعادة نظر، فمثلاً صناعة شراب الكوكا تحتاج إلى لترين من الماء لإنتاج لتر واحد من الكوكا، كما أن الاستهلاك الفردي في مختلف الدول ينقصه الترشيد.... تحتاج إدارة مصادر المياه واستعمالاتها إلى أن تكون في صدارة أولويات الدول... الذهب الأزرق سيهدد نقصه دولاً قد تدخل في حروب قاتلة من أجله، فقد عرف التاريخ حرباً في الألف الثالثة قبل الميلاد بين مدينتي-دولتي لكش وأومّا السومريتين من أجل الماء ... لذا يجب التفكير ملياً في الأمر والتصرف ... البعض يقول بأننا قد دخلنا في مرحلة اللاعودة وأن السيف قبل سبق العذل.

هناك تعليقان (2):

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. افضل شركة تنظيف خزانات بمكة
    اننا افضل شركة تنظيف خزانات بمكة تساعد جميع الافراد فى الحصول على تنظيف خزانات بمكة و غسيل خزانات بمكة من اجل ان يتوافر لديهم مياه نظيفة تماما خالية من الجراثيم كما اننا شركة تنظيف خزانات بمكة توفر لك الخدمات بأقل الاسعار التى تناسب جميع الفئات فى المجتمع لذلك لا تتردد فى الاتصال بنا
    غسيل خزانات بمكة
    https://elbshayr.com/6/Cleaning-tanks

    ردحذف