بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 12 يوليو 2017

أفوغادرو والماء والعشاء الأخير


وضع الفيزيائي والكيمائي الإيطالي أميديو أوفوغادرو (1776-1856) نظرية عرفت باسمه اشتُهر فيها قيمة ثابتة سميت بثابتة أفوغادرو. وتقول هذه النظرية بأنه يوجد في حجم محدد* من أي مادة عدد ثابت من المكونات الأساسية مثل الجزيئات أو الذرات أو الإيونات، وهذا العدد يساوي تقريباً 6 × 1023. والحجم المحدد في حالة الماء هو 18 غراماً. أي أن عدد جزيئات الماء في كأس عادي هو نحو عشرة ملايين مليار مليار من جزيئات الماء (1025)، وهو رقم فلكي لا يمكن تصوره.

من جهة أخرى، تحتوى الأرض على 1.4 مليار كيلومتر مكعب من الماء، أي 510X46 جزيئة ماء، أي نحو  510X21  كأس ماء، أي نحو خمسة آلاف مليار مليار كأس ماء. 

لنأخذ الآن مثلاً حالة كأس ماء (أو نبيذ) شُرب أثناء العشاء الأخير قبل ألفي عام، ولنفترض أن محتوى ذلك الكأس قد توزع بشكل عشوائي في مخزون الأرض من الماء، وهذا يقتضي أننا إذا نظرنا اليوم إلى ماء كأس أمامنا، فإن عدد الجزيئات الموجودة في هذا الكأس والمحتمل أنها كانت في الكأس الذي شُرب في العشاء الأخير يقارب 2000 جزيئة! الحساب بسيط نسبياً ولكن لا داع لشرحه هنا، ويمكن التفكير فيه انطلاقاً من أن عدد الجزيئات في كأس ماء هو أكبر من عدد كؤوس الماء الممكنة على الأرض بألفي مرة كما بينت الأرقام السابقة ذلك.

خلاصة القول وبيت القصيد: من المحتمل أنه يوجد في كأس الماء الذي نشربه الآن بعض الجزيئات من كل الكؤوس التي شربها الناس منذ فجر التاريخ ... فاتعظوا يا عباد الله.


*  يسمى هذا الحجم "مول"، ويختلف من مادة إلى أخرى، فهو في حالة الكربون 12 يساوي 12 غراماً، وحالة الماء 18 غراماً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق