بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 14 مارس 2016

سيف ديموقليس المسلط..

قصة سيف ديموقليس حكاية قديمة ساهم في نشرها الفيلسوف الروماني شيشرون في كتابه (مناقشات توسكولوم).
تحكي القصة عن الملك المستبد ديونيسوس الثاني الذي حكم مدينة سيراكيوز الصقلية في القرن الرابع قبل الميلاد، كان ديونيسوس يعيش حياةً شديدة الرخاء ولكن قبضته الحديدية واستبداده جلبا له أعداءً كثيرين مما جعله شديد الحذر والخوف على حياته حتى صار ينام في غرفة يحيط بها خندق ولا يثق في حلاقة ذقنه إلا بابنته.

وكان في بلاط ديونيسوس متملقون كثيرون، منهم ديموقليس الذي أغدق على الملك بالمديح وتغنى بالسعادة الفائقة والرخاء الشديد اللذين يستمتع بهما ديونيسوس. فما كان من الملك إلا أن عرض على ديموقليس أن يتذوق حياته هذه ويجربها بنفسه!
وافق ديموقليس على الفور فأجلسه ديونيسوس على أريكة ذهبية وأمر بإطعامه ألذ الطعام والقيام على خدمته، وعندما بدأ ديموقليس يستمتع بمظاهر الترف والبذخ، لاحظ أن ديونيسوس علق فوق رأسه سيفاً حاداً يتدلى من السقف معلقاً بشعرة حصان واحدة. منذ تلك اللحظة، سيطر الخوف على ديموقليس ولم يعد قادراً على الاستمتاع بالخدم أو الطعام أو البذخ، ثم سارع بالاعتذار من الملك وطلب إعفاءه من هذه التجربة.

ويوضح شيشرون من خلال هذه القصة أن أصحاب السلطة يعيشون على الدوام في ظل القلق والموت وأنه لا سعادة حقيقية لمن تسيطر عليه المخاوف باستمرار.

هناك تعليق واحد: