بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 8 مارس 2016

البريد الإلكتروني ... يعلن الحداد



توفي في الخامس من آذار عام 2016 مخترع البريد الإلكتروني الأمريكي راي توملينسون عن عمر 75 سنة إثر نوبة قلبية. درس توملينسون المعلوميات في معهد ماساتشوستس للتقانة MIT، وهو أعلى المعاهد سوية في الولايات المتحدة الأمريكية. وعمل في شركة BBN على نظم استثمار الحواسيب. كان مطلوب منه العمل على مسألة التراسل بين الحواسيب الموجودة على شبكة ARPANET، وهي شبكة وكالة مشاريع البحث المتقدم تستخدم لنقل وتبادل المعلومات، يستخدمها العسكريون والعلماء، ضمن نطاق يشمل معظم المدن الأمريكية الكبيرة منذ الستينيات. وفي هذا الخصوص كتب مجموعة برامج، أولها برنامج SNDMSG لترك رسائل بين شخصين يعملان على الحاسوب نفسه. وكتب أيضاً برنامجاً اسمه CPYNET يمكن له أن يرسل ملفات من حاسوب إلى آخر موجودين على الشبكة. بعد ذلك جاءت فكرة ربط البرنامجين ببعضهما ليؤدي ذلك إلى إمكانية التراسل بين شخصين موجودين أمام حاسوبين مختلفين وعلى الشبكة نفسها. ولكي يصبح الأمر قابلاً لأن يكون بين حواسيب على شبكات مختلفة، اخترع عنوان يتألف من اسم الشخص واسم الشبكة التي يرتبط بها حاسوبه، وللفصل بينهما بحث على محرف غير مستعمل تقريباً فكان محرف @ الذي يلفظ في الإنكليزية at بمعنى "على" أو "عند"، وهذا ما يتطابق مع فكرة العنوان. وأرسلت أول رسالة عام 1971 تتضمن، كما قيل، كلمة واحدة هي QWERTUYOP وهي الحروف الموجودة في السطر الأعلى من لوحة المفاتيح، ولكن توملينسون غير متأكد من ذلك!

Afficher l'image d'origine

حاز توملينسون على العديد من الجوائز العالمية منها جائزة أميرة أوسترياس الإسبانية في عام 2009 المخصصة للأعمال المميزة في مجالات الفن والرياضة والعلوم الاجتماعية والاتصالات والبحث العلمي. كما وضع اسمه في معبد مشاهير الإنترنت في عام 2012 مع فان سيرف (أحد أكبر المساهمين في بروتوكولات التراسل) وتيم برنرز لي (المخترع الأساسي للوب) وغيرهم، اعترافاً بمساهمته في تطوير الإنترنت خاصة عبر البريد الإلكتروني، الذي حل محل البريد العادي وبفاعلية وسرعة لا تضاهى والذي يمكن الوصول إليه من أي مكان (بشرط توفر الاتصالات بالإنترنت طبعاً) وفي أي وقت، كما تغير معها نمط كتابة الرسائل. وحالياً يجري تبادل أكثر من 200 مليار رسالة إلكترونية يومياً

بقي أن نقول إن توملينسون كان قد أعلم زميل له باختراعه، فقال له هذا الزميل: "لا تكلم أحداً بالأمر، فنحن لسنا هنا لنعمل على هذا". ولحسن الحظ أن توملينسون لم يصغ إلى زميله!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق