بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 فبراير 2017

النوم...لدى الحيوان والطير والسمك والدلفين

هل تنام الحيوانات، بمعنى انخفاض نشاطها الدماغي؟ وكم ساعة تنام؟ وفي الماء، هل تنام الأسماك؟ وهل تمضي الكائنات الأخرى ثلث حياتها في النوم كما الإنسان؟ وهل تحلم أيضاً كما الإنسان؟ ... أسئلة كثيرة تمت الإجابة على معظمها في السنوات الأخيرة.

طائر الفلمند الزهري نائماً
نعم، تنام الكائنات الأخرى كما الإنسان ولكن الأمر يختلف من نوع إلى آخر. فالحيوانات اللاحمة عموماً تنام كثيراً وملء جفونها، ذلك أن أعداءها أقل من الحيوانات النباتية. فالأسد مثلاً ينام معظم وقته، وهو يصحو ليأكل أو للبحث عن فريسة يأكلها، وفي غير ذلك فهو يصحو لينام مجدداً، وهو وسطياً يمضي 56% من وقته نائماً. أما النمر فيمضي ثلثي وقته نائماً. وكذلك القردة عموماً التي تنام على أغصان الأشجار، وتختار لذلك الأغصان القابلة للاهتزاز بما يجعلها تصحو مباشرة لدى ظهور أول خطر. وفترات نوم القردة تختلف بحسب أنواعها، منها الذي ينام 20 ساعة يومياً ومنها الذي ينام ثمان ساعات فقط. أما الزرافة فتنام قليلاً، نوماً خفيفاً، وتنام واقفة، أما صغارها فتنام على الأرض ملتفة حول نفسها تحت حماية كبارها؛ وقد تمضي الزرافة البالغة أياماً دون أن تنام. والفيلة تنام ضمن جماعتها، الصغار تنام نوماً هانئاً في داخل الحلقة التي يشكلها الكبار الذين ينامون نوماً خفيفاً تاركين أذنهم الكبيرة مشرعة لالتقاط أي صوت يمثل خطراً، وبعض الكبار يبقون يقظين لحراسة الجماعة. ولكن الفيلة والأحصنة لا تنام لأكثر من ثلاث ساعات وسطياً. والزرافة هي أقل الكائنات نوماً، فهي إن نامت إنما تنام قرابة الساعتين.

أما الطيور فينام معظمها بعين واحدة في الأغلب والأخرى نصف يقظة تحسباً لأي طارئ، وبعضها ينام أثناء طيرانه، مثل الطيور المهاجرة التي تمضي أوقاتاً كبيرة في الطيران. وطائر الفلمند الزهري يلقي برأسه على صدره وينام واقفاً على ساق واحدة. أما الخفاش فينام معلقاً من قدميه ورأسه للأسفل، وهو ينام أكثر من ثلثي وقته، فهو طائر الظلمة. بعض طيور البحر تمضي أياماً وأياماً قبل أن تطأ قدماها الأرض، فهي لا تستطيع الطفو على سطح الماء لأنها غير محمية بالطبقة الدهنية كم البط، وعليها أن تقتات قبل العودة إلى اليابسة، وإلا ستموت جوعاً.

سمكة الببغاء نائمة
أما السمك فهو عموماً يعرف شيئاً أقرب إلى الراحة منه إلى النوم. بعضها ينام على جانبه، والبعض على مقربة من القاع. والبعض الآخر شاقولياً في الماء كما هو حال الفقمة، التي تملأ ما يشبه الكيس في منطقة العنق بالهواء، مما يجعلها تتوازن عمودياً وخيشومها خارج الماء للتنفس. ولكن السمكة الببغاء (تسمى بالببغاء لألوانها التي تشبه ألوان الببغاء)  تنام تماماً بعد أن تطلق حولها مادة مخاطية بما يشبه الواقي يحميها من غدر من يترصد بها. أما الدلفين فينام نصفياً، أي أن نصف دماغه ينام في حين أن النصف الآخر يبقى في حالة عمل، وهذا أمر ضروري له للتنفس. فالتنفس لدى الدلفين فعل متعمد يفرض عليه إخراج أنفه خارج الماء. وبذلك يستطيع الدلفين النوم والتنفس في الوقت نفسه.

هل تحلم الحيوانات؟ معظمها نعم، خاصة تلك التي تدخل في مرحلة النوم النشط، كما يبدو من حركة عينها وهي نائمة... ويبقى أن القطط تحلم بالفئران، علماً بأن كل منها يمضي أكثر من نصف وقته في النوم...والحشرات أيضاً تنام، انظروا إلى النحل كيف ينام، ولكن لا نعرف إن كان يحلم لأنه يخفي رأسه الملتصق بصدره والذي تحيط به جناحاه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق