بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 فبراير 2017

المنسيون في فن اللوحة في القرن التاسع عشر

فن اللوحة أو الرسم كما يسمى في العربية، مثله مثل باقي الفنون، هو نتيجة واستجابة لظروف الفترة التي يتكون فيها. هذه الظروف هي سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية، وهو انعكاس لها، مثله مثل الشعر والرواية وغير ذلك. كما أن لكل فترة خصائصها ضمن المجال الفني الواحد. ففي القرن التاسع عشر طغت على فن اللوحة مدرستان: الانطباعية (الميل لتسجيل الانطباعات بأكثر من التسجيل الصوري) في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد أن كان نصفه الأول رومنسياً. والأهم من هذا خروج فن اللوحة منذ ذلك القرن عن تأثير السلطة الحاكمة، السياسية والدينية، ومتطلباتها وانطلاقه في مسار حر تحكمه ميول الرسامين ومدارسهم الفنية.

كوبك الدانامركي
من رسامي القرن التاسع عشر هؤلاء العديد من المشاهير، وهم في أغلبيتهم الساحقة، وربما كلهم، من العالم الغربي!، نجد فان غوغ وسيزان ومونيه ورينوار وغوغان. وهؤلاء، في أغلبهم، فرنسيون، أو عاشوا في فرنسا. هل الأمر مصادفة أم أن شهرة باريس في الفن في ذلك القرن ساهمت في ذلك! ربما، فقد كان هناك رسامون في القرن نفسه من دول أخرى لم يتح لهم الشهرة نفسها.

من بينهم مثلاً الدانماركي كريستن كوبك (1810-1848)، الذي رسم لوحات رائعة لبحيرات مدينة سورتدامسون التي عاش فيها مع أهله، كما رسم لوحات أخرى أشهرها لأحد قصور الدانمارك. وهو يعتبر من رسامي العصر الذهبي لبلده، تُعرض لوحاته في الكثير من متاحف العالم.

الإنكليزي تورنر
رسام آخر هو الإنكليزي ويليام تورنر (1775-1851)، الذي يسمى برسام الضوء. درس الرسم في معاهد ومناسبات عديدة واكتسب شهرته من لوحاته الخاصة بمناظر البحر الإنكليزية اعتباراً من مطلع القرن التاسع عشر. كشف تورنر عن قوة الألوان وأظهر ميوله لتمثيل الأجواء بما يعبر عن انطباعاته، وهو بذلك من مؤسسي المدرسة الانطباعية، ولكنه مع ذلك لم ينل من الشهرة العالمية ما ناله غيره من رسامي القرن التاسع عشر.

يبقى أن الشهرة عرضة لعوامل مختلفة ليس التميز وحده من يقررها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق