بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 2 مارس 2018

رمسيس الثاني... الفرعون الكبير المزواج الولاد

مدخل معبد أبي سمبل
هو من العائلة التاسعة عشرة التي حكمت مصر الفرعونية، والتي دام حكمها نحو 110 عاماً، منذ عام 1296 وحتى عام 1184 قبل الميلاد. أما رمسيس الثاني فقد حكمها بين عامي 1279 و1213 قبل الميلاد، أي أن حكمه لوحده دام لفترة تزيد على نصف مدة حكم عائلته. ولد نحو عام 1304 وتوفي عام 1213 قبل الميلاد، أي أنه عاش لمدة تزيد عن التسعين سنة، فلا أحد من الفراعنة عاش لمدة كهذه ولا أحد منهم حكم مصر مدة بطول مدته. خلف أباه سيتي الأول وجده رمسيس الأول. ومات معظم أبنائه خلال حياته من الذين كان يطمح رمسيس أن يكون أحدهم وريثه.

وهو لم يمتز عن غيره من الفراعنة بطول العمر وطول مدة الحكم فقط، ولكنه أيضاً امتاز عنهم بعدد الزوجات وعدد الأولاد. فأولى زوجاته هي نفرتاري التي كان يحبها جداً وبنى لها ولنفسه معبدين في أبي سنبل جنوبي مصر، وكان معبدها خاصاً بإلهة الحب المصرية. وتزوج غيرها الكثير من أميرات مصريات ومن أميرة من بابل ومن أميرة سورية وأميرتين حثيتين من بنات الإمبراطور الحثي حاتوسيلي الثالث، وتزوج أيضاً بست بنات من بناته (لم يكن زواج المحارم محرماً بين أبناء الآلهة على الأقل)، هذا طبعاً غير الجواري اللاتي زاد عددهن عن المائتين. وزاد عدد أولاد عن المائة والعشرين، توفي عدد كبير منهم أثناء حياته، نصفهم من البنات ونصفهم من الذكور الذين ورافقوه في حروبه ومشاريعه.

جزء من نص اتفاقية السلام مع الحوثيين
ومن الحروب فقد خاض منها الكثير حرصاً على أمن مملكته. كانت أول حروبه ضد أهل النوبة الذين كانوا يريدون الانفصال عن المملكة مع مناجم الذهب، فأخضعهم إليه بحد السيف، وهناك أقام معبدين في أبي سمبل. هذا في الجنوب، أما في الشمال فقد كان الحثيون يشكلون تهديداً على مملكته، فقاد بنفسه معركة قادشالتي انتهت إلى اتفاقية سلام بين الطرفين اللذين عجزا عن إحراز النصر. وهي أول اتفاقية سلام مكتوبة في التاريخ. ولكن هذا لم يمنعه من العودة إلى سوريا بعد ثلاثة أعوام لإخضاع بعض الممالك الصغيرة في الجليل التي كانت تريد زعزعة ملكه، فأخضعها بجيشين قاد أحدهما بنفسه وقاد الثاني أحد أبنائه ليلتقي الجيشان بعد تشكيل كماشة وضعت حداً لأية تحركات في المنطقة لفترة طويلة. كما خاض حروباً ضد قراصنة البحر الذين كانوا يهددون السفن المصرية وألحق بهم هزيمة كبرى. وهو بذلك كان محارباً وقائداً عسكرياً يخطط لمعاركه ويديرها ببراعة استحق معها اسم: رمسيس الكبير.
رمسيس يحميه الإله حورون



وفي غير ذلك فقد اشتهر عنه البناء، فغير معبدي أبو سمبل، أنهى بناء معابد ومدن كثيرة كان جده وأبوه قد شرعا في بنائها. من بينها مدينة بيرمسيس بين الدلتا قناة السويس التي أصبحت عاصمته الإدارية وقاعدته العسكرية في حروبه في الشمال. وترك اسمه على كل ما بناه أو أنهى بناءه، وكذلك في الكثير من الأماكن التي بناها غيره. فقد كان يبحث عن تخليد نفسه ونجح في ذلك أيما نجاح. ويشهد على ذلك تماثيله المنتشرة في كل مكان وخاصة تلك التماثيل الضخمة المنحوتة على باب معبده في أبي سمبل، وعلى مدخل معبد الأقصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق