بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 22 مارس 2018

السديم... انفجار نجم وولادة آخر

سديم عين القط

النجوم أجرام ضخمة للغاية ذات جاذبية هائلة تدفع بذراتها الخفيفة من الهيدروجين إلى الاندماج نتيجة الجاذبية الهائلة لهذه النجوم وإلى الالتصاق ببعضها مؤدياً ذلك إلى انصهار الذرات بين بعضها متشكلاً عن ذلك ذرات أثقل، مثل الهيليوم في حالة ذرات الهيدروجين. ينجم عن ذلك انطلاق حرارة/طاقة هائلة لأن الذرة الناتجة تكون أخف من مجموع الذرات المشاركة في تكوين هذه الذرة الجديدة، وفارق الكتلة هذا يتحول إلى طاقة وفق علاقة آينشتين الشهيرة: الطاقة= جداء الكتلة في مربع سرعة الضوء. وسرعة الضوء هائلة كما هو معروف: 300 ألف كيلو متر في الثانية، أي أن الضوء يقطع المسافة بين الأرض والقمر في نحو ثانية واحدة. 

ولكن ذرات الهيدروجين تنضب مع مرور الزمن ومن ثم يكون النجم محكوماً بالفناء، وإن كان هذا على مراحل ومراحل يكون الانفجار أحد مراحله. وهو انفجار يخلف في الفضاء غازات متأينة (ينقصها إلكترون) تشكل ما نسميه "السديم" مع الغبار الكائن بين الأجرام المجاورة. ونقص الإلكترونات في الذرات، وجعل نوى الذرات تتحرك بلا إلكتروناتها، والإلكترونات بلا نوى تجتمع حولها يجعل المادة في حالة رابعة اسمها البلازما، وهي حالة غير الحالة الغازية أو السائلة أو الصلبة، تبدو فيها المادة عن بعد مشتعلة، ولكن من غير نار. فما نرى في الشمس هو ليس بنار وإنما هو أن الشمس هي في الحالة الرابعة، أي البلازما.

سديم النسر
لهذه السُدم أن تشكل أحياناً نجوماً جديدة بفعل الجاذبية، وهو ما حدث للمجموعة الشمسية، حيث تشكلت الشمس والكواكب والمذنّبات وغيرها. والنجم يصبح ما هو عليه بسبب تجمع كمية هائلة من الغازات والغبار. ولهذه الكمية الهائلة جاذبية هائلة أيضاً تؤدي بذرات مكوناتها إلى الاندماج الذي ينتج عنه الحرارة الهائلة ويكون بذلك الجرم نجماً. وهذه العملية من انفجار وتشكل للنجوم تحدث باستمرار في هذا الكون الفسيح. فشمسنا تشكلت منذ نحو خمسة مليار عام وستتلاشى بعد زمن مماثل تقريباً، وقد يتشكل عن المجموعة الشمسية هذه مجموعة أخرى أو قد تبتلع من مجموعات موجودة.
سديم عين الرب


وأول مرة جرت فيها مشاهدة سديم مؤرخة كانت في القرن الثامن عشر، ولكن المناظير الحديثة سمحت بالتقاط صور لبعضها وخاصة تلك التي ترسا ضوءاً، إذ أن بعضها لا يرسل ضوءاً وإنما يشاهد بفعل الضوء المنعكس أو المرتد. لبعضها تشكيلات جميلة عن بعد، وأعطي لبعضها أسماء بحسب ما يوحي منظرها. فهناك سديم عين القط الذي يبعد عن الأرض نحو 3600 سنة ضوئية، وهناك سديم النسر الذي يبعد عن الأرض نحو 5600 سنة ضوئية. وهناك سديم عين الرب الذي يبعد عنا نحو 650 سنة ضوئية فقط، وسميّ كذلك لشبهه بعين هائلة ورجاء بحماية البشر ربما، وكانت مشاهدته لأول مرة في عام 1824.

ملاحظة: الصور السابقة هي صور حقيقية التقطها منظار هوبل الفضائي، وليس صور حاسوبية مركبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق