بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 24 مارس 2018

الأمازونيات... المحاربات!

تقول حكايتهن إنهن نساء محاربات من طراز فريد في استخدام السلاح وركوب الخيل. لهن جيش بحاله بارع في استخدام الرمح والقوس والسهام وكذلك الفأس وخاصة تلك ذات الحدين. ولكي يتمكنّ من استخدام القوس والسهام كن يقطعن ثديهن الأيمن كما تقول أسطورتهن. يحتفظن بالبنات عند الإنجاب ويتخلص من الذكور، والإنجاب يبدأ باختلائهن بشاب جميل يتخلصن منه في الحال بعد أن يقضين وطرهن منه، فلا مكان للذكور بينهن، زوجاً أو ابناً!

وبحسب الأساطير الإغريقية فإن أبطالها مثل أخيل وهرقل وثيزوس وكذلك ملك طروادة
معركة بين الينانيين والأمازونيات
الحكيم بريام، كان لهم معهن روايات وروايات. فقد حاربهن بريام وصدهن عن غزو طروادة. أما أخيل فقد حاربهن وخاض مبارزة مع ملكتهن وقتلها عندما جاءت لتقاتل مع جيشها إلى جانب جيش طروادة. أما هرقل فكان قتله لملكتهن هيبوليت هو ثامن أعماله العظيمة.

وصفهن أرسطو في كتابه "تاريخ الحيوان" وقال بأنهن يسكن ضفاف نهر ثرمودون في منطقة الكابادوس التركية

حالياً، وقال بأنهن كنّ يقتلن أطفالهن الذكور أو يفقأن أعينهم أو يجعلوهن كساح ليكونوا كعبيد خدم لهن. ولكن أرسطو لم يكن مؤرخاً وإنما عالم نبات وحيوان وفيلسوف. أما المؤرخ الروماني جوستين (بين القرن الثالث والقرن الرابع الميلادي) فقال بأن حكاية قطعهن لثديهن الأيمن أو حرقه فما هو إلا أسطورة غير صحيحة وإنما المسألة تعود إلى اللغة الإغريقية التي تعني فيها كلمة "أمازوس" بلا ثدي. وما يؤكد كلام هذا المؤرخ أن كل المنحوتات الإغريقية والرسوم على البورسلان لا تظهرهن بلا ثدي أيمن وإنما بثديين كاملين والثدي الأيمن مكشوف.


لكن شيخ المؤرخين هيرودوت يتحدث عنهن في مقطع جانبي في أعماله كمؤرخ، ويقول بأنه في نحو العام 2000 قبل الميلاد وقعت معارك بين الفراعنه وقبائل السيكثيون التي كانت تعيش في الكابادوس. قتل الكثير من رجال هذه القبائل في كمائن نصبها المصريون مما اضطر النساء إلى القتال، وتحدث هيرودوت عن نساء ينتمين إلى هذه القبائل وقبائل أخرى من المقاتلات اللاتي كن يحاربن إلى جانب الرجال وأن ذلك عادة كانت قائمة لدى تلك الأقوام. وبحسب إحدى الباحثات في تاريخ السكثيين فإن مسألة التفريق بين الذكور والإناث لم تكن مطروحة أصلاً، فالرجل رجل والمرأة امرأة وليس ما يمنع النساء من القتال إلى جانب الرجال من حيث المبدأ. وما يؤكد على ذلك هو اكتشاف قبور مؤخراً لنساء دفن مع حليهن وسلاحهن، ومن بين أدوات القتال وجد الكثير من رؤوس الأسهم في قبور تلك النساء في مناطق عيش قبائل السكثيين هؤلاء ومن قبائل أخرى كانت تعيش في الطرف الشمالي من البحر الأسود وهضاب آسيا الوسطى.

لم تؤكد الأبحاث التي جرت حتى اليوم أي أثر حقيقي للمحاربات الأمازونيات، والمسألة على الأغلب ليست سوى أسطورة إغريقية عن مجتمع أمومي متوحش، إذ كانت نظرة الإغريق ومعاملتهن للنساء دونية تماماً. ومع هذا فقد بحث الإسبانيون أثناء غزوهم لأمريكا الجنوبية عن الأمازونيات المحاربات المتوحشات. ووجدوا أثناء بحثهم قبائل تقاتل فيها النساء كما الرجال، وأطلقوا على النهر الكبير لأمريكا الجنوبية حيث تعيش هذه القبائل اسم نهر الأمازون... ولم ينسوا أن جعلوهن من ذوات الجلد الأبيض في رسومهم. ولما لا، ألم ترسم أوروبا المسيح على شاكلة شاب أوروبي أشقر، والأفارقة رسموه ببشرة سوداء!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق