بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 أكتوبر 2018

النساء أطول عمراً من الرجال!

لا يزال قصب السبق في طول العمر في يد النساء. فأطول الناس عمراً، ممن يُعرف تاريخ ولادتهم وتاريخ وفاتهم بشكل دقيق، هي الفرنسية جان كالمان التي توفيت عن عمر 122 سنة، تلتها الإيطالية إيما مورانو التي امتدت حياتها لنحو 117 عاماً ثم الأمريكية سوزانا موشات... وكلهن من النساء. ولدخول نادي المعمرين لأكثر من 110 أعوام فعلى ما يبدو أن ذلك من حظ النساء وليس للرجال إلا فيما ندر، مع أنهن يحملن لقب الجنس الضعيف. وهذا الأمر شبه عام في العالم من حيث المجتمعات والثقافات بالرغم من أنهن الأكثر معاناة في الإنهاك الجسدي يبدأ من العمل الجسدي إلى الإنجاب وتربية الأولاد الأكثر إنهاكاً!


أجريت دراسات عديدة للوقوف على سبب ذلك. واتجه البحث نحو الهرمونات المتمايزة جنسياً وبالتحديد هرمون الأوستروجين المتوفر لدى النساء بأكثر من الرجال. يفرزه المبيضان في الأكثر واسمه مشتق من المبيض في اللاتينية، وتفرزه الخصيتان في الأكثر لدى الرجال ولكن بكميات أقل بكثير. ويعزى إليه دور كبير في تحديد النوع، فهو المسؤول عن بروز الثديين وتنظيم الدورة الشهرية. ويظهر أثره لدى النساء في وقايتهن من أمراض الأوعية القلبية وكذلك نعومة البشرة، وتوقف أو تراجع أفرازه عند بلوغهن سن اليأس هو المسؤول الأكبر عن تعكر المزاج. وهو المسؤول الأكبر عن الحفاظ على نهايات الصبغيات في الخلية المسؤولة عن الحفاظ على المورثات أثناء تكاثر الخلايا. ولكن هذه النهايات تذبل مع التقدم في العمر، وهي ضرورية لعمل وتكاثر الخلايا. وذبولها يقود إلى خلل في وظائف الخلايا أو إلى سرطنتها. وهذه النهايات تدوم لدى النساء بأكثر مما تدوم لدى الرجال. وتقول الدراسات بأن هذه النهايات لدى امرأة بلغت الخمسين تعادل مقابلاتها لدى الرجال ممن هم في الاثنين والأربعين من العمر. ولكن العلاقة بين الأوستروجين ونهايات الصبغيات في الخلية ونضارة هذه النهايات هو حتى الآن في حكم الفرضيات. إذ أن هناك من يؤكد أن هذه النضارة ترتبط إلى حد كبير وسنوات الحياة الأولى دون أن نعرف حتى الآن كيف يكون ذلك.

يقول بعض الباحثين بأن مسألة طول العمر معقدة للغاية، فمن أسابها الأمر البيولوجي بالتأكيد، ولكن أيضاً هناك الأمر الاجتماعي والسلوكي اليومي. والتميز البيولوجي لدى المرأة يأتي أولاً من كونهن المسؤولات الأول عن التكاثر، من إنجاب وعناية وتربية. وهذا الأمر فيما يبدو له حصته في إطالة العمر الملاحظ وسطياً لدى إناث كل الكائنات. كما أن للنساء ميزة وراثية تتمثل في أن صبغيتي خلاياها هي من نوع واحد هو x. فإن أصاب إحداها تبدّل ما فإن الثانية تقوم بالتعويض، أي أن التبدلات أكثر مناعة لدى النساء منها لدى الرجال الذين تقوم خلاياهم على صبغيتين مختلفتين x و y. كما أن الصبغية x أكثر قدرة على توليد الأنزيمات المضادة للأضرار الناجمة عن الجذور الحرة من الصبغية y. أي أن للأنثى إمكانيات دفاع داخلية أعلى مما لدى الرجال. كما أن حجم المرأة عامل بيولوجي في إحداث فارق بين الرجال والنساء، فارق يترجم في النهاية في الضغط الشرياني والإجهاد القلبي وما إلى ذلك. وهو فارق ينجم عنه عموماً مدة زيادة تتراوح بين السنتين والستة وفقاً للمجتمعات.

خلاصة القول هي أننا لا نعرف السبب على نحو قاطع إلى اليوم، ولكنه فارق إحصائي من مرتبة الثلاث إلى أربع سنوات، تقول الدراسات الإحصائية أيضاً إنه إلى انكماش ولكن لا شيء يعد بالمساواة... ومع هذا تطالب المرأة بالمساواة، ولكنها مساواة في أمور أخرى سببها ظلم الرجل لها... أما الأخرى فهي من ظلم أو عدالة الطبيعة التي لا قانون لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق