بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 أكتوبر 2018

الذئب والثعلب... لافونتين


ولكن كيف حدث أن إيسوب (الإغريقي) اهتم بالثعلب؟
ذلك لتميزه بأفعال الدهاء والمكر.
بحثت عن السبب، ولم أجده قط.
فعندما يريد الذئب أن يدافع عن نفسه،
أو مهاجمة من بقربه،
أفلا يعرف بقدر ما يعرف الثعلب؟
وأجرؤ على القول بأني أعتقد أنه يعرف أكثر
ولي أسبابي في معارضة معلمي (إيسوب).
وهاهنا حالة يرنو الشرف فيها إلى سيد الأوكار.
فقد رأى ذات مساء
القمر في قعر بئر بصورته المستديرة،
وبدا له كقرص جبن كبير.
ودلوان يتناوبان
رفع الماء إلى السطح.
استعجل ثعلبنا الأمر من فرط جوعه،
فقفز إلى أحد الدلوين
وارتفع الدلو الآخر إلى الأعلى.
وها هو الثعلب في القعر
يعصره الندم والألم،
وشعر باقتراب أجله.
إذ كيف الصعود، إلا إذا كان جائعٌ آخر،
أغوته الصورة نفسها،
سائراً على طريق بؤسه،
سيخرجه بالطريقة نفسها من وقعته؟
مضى نهاران بحالهما دون أن يقترب أحد من البئر؛
فالزمن الذي انقضى لليلتين
سار على عهده
بالجرم الفضي الدائري.
يئس الثعلب.
ولكن بالقرب، مرّ ذئب جائع
ناداه الثعلب قائلاً: أيها الرفيق،
أريدك أن تتذوق هذا الطيّب؛ هل ترى هذا؟
إنه جبن رائع. صنعه إله الغابة
من حليب إلهة البقر،
فلو مرض جوبيتر
ستعود إليه شهيته بتذوقه هذا الطعام،
لقد أكلتُ هذه القطعة الصغيرة،
والباقي سيكفيك تماماً.
انزل في الدلو الذي تركته خصيصاً.
زيّن الثعلب الأمر بما استطاع،
وكانت حماقة الذئب بتصديقه.
فقفز في الدلو الثاني هابطاً
رافعاً الثعلب إلى الأعلى
الذي عمّه السرور.

لا تقعوا في فخ السخرية أبداً
بسبب ضعف الأسس في التفكير؛
فإن لكلٍ منا أن يعتقد بيسر كبير
إما بما يخشى أو بما يرغب ويأمل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق