بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 22 أكتوبر 2018

الـ د ن إي... تاريخ أعضاء الكائنات

الـ د. ن. إي هو اختصار لجملة: "الحمض النووي الريبوي منقوص الأكسجين Deoxyribonucleic Acid (DNA). وهي الجزيئة المسؤولة لدى كل الكائنات، من نبات وحيوان بما فيها البكتريا والفيروسات، عن الوراثة بشكل رئيسي. فهي تحتوي على المعلومات الخاصة بالعضوية الحيّة. وهي في عملها تنتج كل البروتينات التي يحتاجها الكائن التي لها وظيفيتي: 1)ذاتية العضوي فيما يتعلق بنموه ودفاعه عن نفسه، 2) تكاثره. وعلى هذا تحتوي الـ د.ن.إي على كل المعلومات التي لها أن تولّد وتمد الكائن بالحياة. وإذا كان للـ د.ن.إي الخاصة بالإنسان أن يوضع ما تحتويه من معلومات كتابة لاحتاج الأمر إلى موسوعة مؤلفة من 500 جزء وكل جزء مؤلف من 800 صفحة.


مكان هذا الـ د.ن.إي في كل الكائنات الحية هو الخلية، ولبعض الكائنات أن تتألف من آلاف مليارات الخلايا. وهي خلايا تعيش متلاصقة تقريباً، وهي من أنواع مختلفة. فلدى الحيوان توجد خلايا تؤلف الجلد وأخرى تؤلف العضلات وغيرها للعظام...وكل خلية تتألف من غلاف واق ومن سائل يضم العديد من الجزيئات، ومن نواة. وفي نواة الخلية يكون الـ د.ن.إي. وظيفة الخلية هي التكاثر عندما يتطلب الأمر ذلك (النمو مثلاً). وتتكاثر الخلية بالانقسام مكررة نفسها في خليتين. وفي كل من الخليتين يتكرر الـ د.ن.إي نفسه. وهو المكون الرئيس لكل فرع من فرعي الصبغية.

يساعد الـ د.ن.إي في أمور كثيرة، من معرفة قرابة الكائنات ببعضها ودرجة القرابة، وكذلك ما يتعلق بإمكانية الإصابة ببعض الأمراض فهي صورة عن الكائنات، أو بالأحرى ليست الكائنات إلا صورة عنها. ومن بين الأشياء التي يمكننا التعرف عليها عبر الـ د.ن.إي هو تاريخ التكوين لدى الكائنات الحيّة. ففيما يتعلق بالكائنات الحيوانية مثلاً وتطور أعضائها التي لم تحدث دفعة واحدة كما يمكننا أن نتصور ذلك. فلا يمكن أن تتشكل الرئة قبل أن يكون هناك الفم. ولا الأطراف قبل أن يكون للكائن عينان. فالأيدي مثلاً هي قديمة جداً ويعود وجودها إلى نحو 360 مليون سنة خلت، والعينيان تعودان إلى نحو 450 مليون سنة أما رؤية الألوان فلا تعود إلا لـ 55 مليون سنة. والأنف يعود إلى نحو 40 مليون سنة. والأظافر لنحو 54 مليون سنة. وقبل ذلك فالجمجمة تعود لنحو 530 مليون سنة وكذلك فقرات الظهر. كما أن الـ د.ن.إي تخبرنا بأن بعض الأعضاء غيّرت من وظيفتها مع مرور الزمن. فحواجب العينين وظيفتها حماية العينين من عرق الجبهة ولكن أصبح لها لاحقاً وظيفة التعبير عن طبيعة الانفعالات. كما أن اللسان وظيفته في الأساس تقليب الطعام في الفم، ولكن مع تعلم الإنسان للنطق والكلام، وهو أمر حديث نسبياً، أصبح له وظيفة المساعدة في إصدار أصوات تخص الكلام.

ملاحظة: الأرقام الواردة في الفقرة السابقة مأخوذة من مجلة "البحث" الفرنسية، عدد حزيران 2018، ص 45.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق