بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 13 يوليو 2016

الولادات والوفيات... في كل يوم

الولادة والموت أمران مستمران في كل ثانية من ثواني الحياة. وهما خاصيتان من خواص كل كائن حي. تبدأ مسيرة الموت من لحظة التكون الأولى لأي كائن، حيوان أم نبات. تبدو الحياة متجددة مع الولادة وآفلة مع الموت. ولكن الموت ليس إلا لإتاحة متابعة الحياة. فلو كانت حياة الكائنات سرمدية على وجه الأرض لانهارت بمن عليها ولما بقي هناك من حياة.

أما بخصوص البشر، فيزيد عدد سكان العالم عن 7.4 مليار شخص، ومن المتوقع أن يصبح العدد نحو 9 مليارات مع حلول عام 2040، وهو عدد كبير ستضيق موارد الأرض به، مما سيضطر الإنسان لأن يكون أكثر تدبراً في إدارة موارد الطبيعة. وتشير الأرقام إلى أن نسبة التزايد السكاني في العالم بدأت في الانخفاض مع عام 2014. ومن بين التوقعات ما يشير إلى أن عدد سكان الأرض سينخفض بدءاً من عام 2030، في حين أن أخرى تقول إنه سيتزايد! 


يمثل سكان آسيا 60% من سكان الأرض، أما أفريقيا فتمثل نحو 16%، وأوروبا 10% والأمريكيتين نحو 13.5% وأوقيانوسيا قرابة 0.5%.

تقول الأرقام الراهنة إنه في كل عشر ثوان يتوفى 19 شخصاً على وجه الأرض حالياً، وهذا يعادل نحو 60 مليون شخص سنوياً أكثر من نصفهم في آسيا. ويولد في كل 10 ثوان 44 طفلاً، أي قرابة 139 مليون سنوياً أكثر من نصفهم في آسياً أيضاً. أي أن مقدار التزايد في كل عشر ثوان هو 25 شخصاً، أي نحو 79 مليون شخص ستوياً وهذا بكافيء دولة من حجم تركيا!. 

ومن بين الـ 139 مليون ولادة سنوياً فهناك 27.9 منهم يولدون في الهند، وقرابة 34 مليون في أفريقيا. ومن بينهم يولد نحو 15 مليون طفل قبل اكتمال التسعة أشهر (أي تقريباً طفل من أصل كل تسعة أطفال)، يموت أكثر من مليون منهم في الأسبوع الأول من الولادة وخاصة في الدول الفقيرة. أما عدد الإجهاضات فهو قرابة 44 مليون سنوياً في العالم!

وهذا التزايد ليس حال كل الدول، فبعض الدول يتناقص سكانها. ومن بين الدول التي يتراجع عدد سكانها نجد روسيا التي تفقد سنوياً (الوفيات مطروح منها الولادات) بين 700 إلى 900 ألف. ومن بين أهم الدول المتزايدة السكان نجد دول أفريقيا التي تضع فيها المرأة وسطياً ستة أطفال.

ومن أسباب الوفاة الجديدة نجد السمنة المفرطة التي تقضي على نحو 2.8 مليون شخص سنوياً، وهو سبب الوفاة الخامس على المستوى العالمي، وهو السبب الثالث في الدول الغنية. كما أن عدد المفرطين في السمنة سيزيد في عام 2030 عن 2.3 مليار، وهو حالياً قرابة 700 مليون، أي عشر سكان العالم. 


بقي أن نقول إنه أثناء قراءتك هذا المقال الذي نفترض أنه يستغرق دقيقتان، فسيكون عدد من توفاهم الله هو 228 شخصاً، وعدد الأطفال الذي قدموا إلى الحياة هو 528 طفلاً حول العالم. هذا في الوقت الحالي، ولكن قراءة أخرى بعد عشر سنوات ستكون مختلفة تماماً... وفي كل الأحوال فإن استمرت الزيادة السكانية بدون ضبط فإن الأرض ستضيق بساكينيها ولن تستطيع أن تقدم لهم لا المأوى ولا الطعام اللازمين... حان الوقت لأن نمسك مصيرنا بأيدينا، وإلا!!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق