بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 20 يوليو 2016

أسوأ جائزة نوبل



منحت هذه الجائزة لأنطونيو إيغاس مونيز مناصفة مع السويسري ولتر رودلف هس وذلك في عام 1949 في الفيزيولوجيا والطب. وقد عرف أنطونيو مونيز بأعماله في تصوير الأوعية الدماغية والجبهة الأمامية للدماغ الإنساني وهي التي أهلته لنيل الجائزة.


أنطونيو مونيز هو برتغالي من مواليد عام 1874. كان طبيباً عصبياً، وجراحاً دماغياً، وباحثاً، وأستاذاً جامعياً وكاتباً ورجل سياسة مثّل بلاده في العديد من الاتفاقيات السياسية من بينها معاهدة فيرساي عام 1919.

لكن قناعاته الطبية لم تكن دائماً موضع اتفاق، وقد يعود ذلك إلى التغيرات الكبيرة والسريعة في عالم الطب. فقد ألّف كتاباً عن المثلية الجنسية عام 1901 اعتبرها فيه مرضاً عقلياً وعيب خلقي "يجب معالجته مثل أي مرض آخر". كما أوصى بعمليات الفصوص الدماغية Lobotomy التي هي عبارة عن تقطيع المادة الدماغية البيضاء لفص دماغي، وكانت هذه العملية محور أعماله. وهي عملية ممنوعة اليوم لما تتضمن من أخطار على من تجرى عليه هذه العملية من آثار عصبية وإدراكية. مورست في عدد محدود من البلدان وتم التخلي عنها نهائياً في ستينيات القرن العشرين.

عملية الفصوص الدماغية
لعملية الفصوص الدماغية أصول تعود إلى عمليات أجريت على الحيوانات في ثلاثينيات القرن العشرين، وخاصة على الشمبانزي أدت إلى تغيرات سلوكية عميقة لديها خاصة إزاء حالات كانت تسبب التوتر لها. ومن هنا جاءت فكرة مونيز بإجراء هذه العملية على المصابين باضطرابات عصبية. وقد أجرى بنفسه هذه العملية على المساجين وخاصة السجينات (بدون ترخيص وموافقة من أي كان سوى إدارة السجن) لم تكلل دائماً بالنجاح، هذا غير ما تركته من آثار كانت أحياناً كارثية.

بناء على ذلك قامت جهات عدة بمطالبة لجنة جائزة نوبل بنزع هذه الجائزة عن مونيز بسبب العمليات التي أجراها محتقراً أسس أخلاقيات مهنة الطب وضارباً عرض الحائط بحقوق الإنسان. ولا تزال هذه المطالبات مستمرة حتى اليوم عبر الجرائد والصحف، ولكن لجنة جائزة نوبل اكتفت بالقول إن هذه الجائزة كانت الأسوأ في جوائز نوبل.

بقي أن نقول إن مريضاً بانفصام الشخصية أطلق الرصاص على مونيز في عام 1949 مما اضطره لاستخدام كرسي متنقل بقية حياته، ولكنه تابع إجراء عملياته حتى وفاته عام 1955.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق