بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 30 يوليو 2016

قنديل البحر الخالد.

اكتشف قنديل البحر الخالد Turritopsis dohrnii في ثمانينيات القرن التاسع عشر، ولفت الأنظار منذ اكتشافه بصفته من الأحياء الشديدة التحمل للمخاطر والظروف الصعبة.

تبدأ حياة هذا الحيوان من بويضة مخصبة تتطور إلى يرقة تسبح حتى تستقر في قاع البحر ثم تنمو وتتطور لتصبح مستعمرة من السلائل (جمع سليلة polyp وهي نوع من الحيوانات المائية غير المتحركة كشقائق البحر لها جسم اسطواني في أعلاه فم تحيط به مجسات).

تفرخ هذه السلائل قناديل مستقلة متطابقة وراثياً تنمو وتبلغ خلال أسابيع. وقنديل البحر الخالد البالغ حيوان دقيق يبلغ عرضه ٤.٥ ملم لديه قدرة على البقاء والتحمل غير عادية، فعندما يتعرض لخطر أو إصابة أو جوع شديد يعود إلى المرحلة السابقة في دورة حياته وهي مرحلة السليلة، وتعود مستعمرة السلائل المولودة مجدداً لتفرخ قناديل بحر مطابقة وراثياً للقنديل البالغ المصاب.

لوحظت هذه الظاهرة للمرة الأولى في تسعينيات القرن العشرين ولهذا السبب أطلق على الحيوان اسم “قنديل البحر الخالد”. اما الآلية البيولوجية وراء هذا التحول الغريب فقد أطلق عليها transdifferentiation (التمايز البيني) وهي تلقى اهتماماً بالغاً عند العلماء فهي تسمح لخلية بالغة متخصصة أن تتحول إلى نوع مختلف تماماً من الخلايا المتخصصة. ويهتم العلماء بهذه العملية لاستخداماتها المحتلمة في الطب فهي طريقة فعالة لإعادة تدوير الخلايا تسمح باستبدال الخلايا التالفة نتيجة الأمراض.

إن تسمية الحيوان بالقنديل الخالد تطرح تساؤلاً هاماً يتعلق بمفهوم الخلود، فهل يبقى الكائن الحي نفسه إذا استبدلت خلاياه كلها مع بقاء مورثاته على حالها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق