بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 يوليو 2017

حياة كارل ماركس البائسة

ولد كارل ماركس عام 1818 في مقاطعة ريهنان الألمانية لعائلة من أصول يهودية تحولت إلى البروتستانتية. وبعد مسيرة دراسية لامعة عمل في إحدى الصحف الألمانية في مقاطعته استخدمها منصة لمؤازرة ثورة عام 1848 الفاشلة انتهت بنفيه إلى خارج بروسيا الألمانية . كانت ميوله الفلسفية ألمانية هيجلية وكان من أنصار الاشتراكية الفرنسية المثالية والاقتصاد السياسي البريطاني. تنطلق عقيدته السياسية من الإنسان باعتباره كائناً فاعلاً وليس كائناً مشغولاً بالتفكير. وإن كان في حياته الشخصية مزيج من الاثنين.

طور ماركس فلسفة قائمة على صراع الطبقات (بين المستغَّل والمستغِّل) التي هي محرك التاريخ. وتتميز ديالكتيكيته المادية بأولوية التاريخ (كل شيء يتطور)، والتقدم الناتج عن التناقضات التي يتم حلها، ومن الفعل المتبادل بين الأشياء والتقدم الذي يحصل على شكل قفزات، ومن الأزمات التي تنبعث فجأة (على شكل ثورات). لذا فعلى الطبقة العاملة أن تنظم نفسها على المستوى العالمي لكي تمسك بالسلطة التي ستُنهي الدولة بعد فترة انتقالية (الشيوعية). وهو كان يتوقع انهيار الرأس مالية من تلقاء نفسها وقياد دولة العمال.

كان كارل ماركس كاتباً فذاً صاغ مع زميله إنجلز "بيان الحزب الشيوعي"، ويعتبر هذا البيان من أكثر المنشورات التي قرئت في العالم. كما ألف الكتاب الشهير "رأس المال" الذي لم ينه سوى الجزء الأول منه وأكمل زميله الجزأين الباقيين. أثارت أعماله الفلسفية والسياسية-الاجتماعية من الجدل والنقاش من لم يثره أي مفكر حتى اليوم.

ماركس وزوجته جني
وإن لم يستطع إكمال إلا الجزء الأول من "رأس المال" فإنما ذلك كان بسبب المرض والسقم، فقد أصيب بالسل وتوفي عام 1883، وذلك بعد سنتين من وفاة زوجته التي أحبها جداً وأنجب منها ستة أطفال، مات ثلاثة منهم وهم صغار، وبقي له ثلاث بنات، ماتت الأولى قبل وفاته بشهرين بمرض السل، أما الاثنتان الباقيتان فقد ماتتا لاحقاً منتحرتان. ولكن كان له ابن من خارج الزواج عاش حياة مديدة عادية دون أن يحمل اسم أبيه!


وفي غير هذا فقد عاش ماركس فقيراً، وإن كان زميله وصديق عمره إنجلز يمد له يد العون من وقت لآخر، بالرغم من أن زوجته من أصول برجوازية، فقد كان أخوها وزير داخلية ألمانيا لمدة 8 سنوات. وكذلك أسرة ماركس نفسها كانت من الطبقة المتوسطة ولكنه فقد كل شيء عندما طرد من بلاده تاركاً وراءه ميراثه. أما اليوم فرسم زيارة قبر ماركس في بريطانيا هو بين 4 و 6 جنيه استرليني! أما كتابه "رأس المال" فقد طبع مرات ومرات بمختلف لغات العالم وبيع منه ما يكفي لجعل ماركس أغنى رجل في العالم لو بقي حيّاً حتى اليوم،... ولكن هيهات!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق