بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 7 يوليو 2017

شبكات التواصل المهنية... وهجرة العقول

مع انتشار الإنترنت ظهرت شبكات تواصل كثيرة اجتماعية وفنية ومهنية. ومن هذه الأخيرة شبكة التواصل المهني لينكدإن linkedin، الغرض منها وصل أناس يعرفون بعضهم مهنياً والتواصل فيما بينهم وتشكيل نوع من الملف الذي يمكن لجهة توظيف أن تطلع عليه ، ولهذه الشبكة ميزات أخرى للمساعدة على التوظف إضافة إلى جانب إعلامي. فهي مثلاً تعلم كل المرتبطين مع شخص ما بتطورات عمله المهنية وانتقاله من بلد إلى آخر ونوع العمل الجديد الذي يمارسه، طبعاً بشرط أن يقوم هو نفسه بوضع هذه المعلومات على صفحته.


ومن بين ما تتيحه مثل هذه الشبكات رصد حركة أصحاب المهن بين البلدان، وهو رصد ليس دقيقاً بالضرورة ولكنه يسمح بتقديم مؤشرات عامة.  قامت شبكة لينكدإن بتحليل معطياتها، وعدد المسجلين في هذه الشبكة يبلغ 380 مليون مهني من كل أرجاء العالم في عام 2014، والنسب التي تتحدث عنها هي النسب الخاصة بالمسجلين فيها من كل بلد. ومن بين ما وجدت هذه الشبكة فقد فقدت الهند 0.23% من عمالها (كان عدد الهنود المسجلين في هذه الشبكة قرابة 30 مليون عام 2014) خلال عام 2014، وهذه تمثل أكبر خسارة بين كل البلدان التي جرت متابعتها لأن هذه العدد هو من الكفاءات المتعلمة.

وجد نصف هؤلاء الهنود أعمالاً في شركات التقانة في الخارج وانتهى المقام بمعظمهم في الولايات المتحدة (38% منهم) ثم الإمارات العربية المتحدة (14%) والمملكة المتحدة (6.8%) وبعده استراليا فكندا وسنغافورة والسعودية وقطر وألمانيا. وأكثر دولة وفد إليها المهاجرون المهنيون هي دولة الإمارات العربية التي استفادت من نحو 2% من المسجلين المهاجرين في هذه الشبكة، وكان الهنود في طليعتهم (28%). معظم المهاجرين من مختلف الدول يعملون في التقانة يلي ذلك الخدمات المالية والخدمات المهنية.

لا تزال الدول الفقيرة أو المكتظة السكان بلداناً للمهاجرين الباحثين عن العمل، أما الدول الغنية فهي بلدان حيث يجد المهاجرون العمل، وفي هذا خسارة لا تقدر للدول الفقيرة المصدرة للهجرة، إنها هجرة للكفاءات التي كلفت بلدانها الكثير لتستفيد منها دول تتوفر فيها فرص العمل والحياة الأكثر استقراراً ... 

هذه البيانات ناقصة كما أسلفنا، إذ أن عدد من يغادر أكبر من ذلك بكثير، وخاصة الشبان الذين يبحثون عن مستقبل أفضل. بعض الدول الغنية تقدم مساعدات مالية للدول الفقيرة، لكن هذه المساعدات لا تغطي أبداً كلفة أصحاب الكفاءات الذين يغادرون بلادهم نحو الدول التي تقدم هذه المساعدات!... والحل لا يكون إلا في أن تنهج الدول الفقيرة نهج التنمية بكافة مناحيها بما يفتح للناس ابواب الأمل بحياة كريمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق