بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

المهاتما غاندي... موجز حياة



هو المرشد الروحي والقائد السياسي لشبه القارة الهندية (وهي أساساً الهند وبنغلاديش والباكستان) في حصولها على استقلالها من الاستعمار البريطاني التي كانت تشكل منطقة واحدة. أطلق عليه لقب المهاتما الذي يعني "الروح الكبيرة"، وهو لقب رفضه طوال حياته وكان يفضل أن ينادى باسمه: غاندي، أو بابو، بمعنى الأب.
كان رائد ومنظّر مقاومة الاضطهاد عن طريق العصيان المدني القائمة على مفهوم هندي اسمه "أهيمسا" الذي يعني "اللاعنف". انتقد الحداثة الغربية وأشكال السلطة والاضطهاد (بما في ذلك سلطة واضطهاد الدولة)، وخاصة التقانة والتصنيع ورأس المال وكل ما له صلة باستعباد الناس.

درس القانون في إنكلترا وعمل محامياً في جنوب أفريقيا حيث طوّر طريقة للعصيان المدني اللاعنفي بتنظيمه كفاح الجماعة الهندية في هذا البلد من أجل الحصول على حقوقها المدنية. وعند عودته إلى الهند حرّض الفلاحين والعمال الفقراء على الاحتجاج على الضرائب العالية جداً وعلى القوانين البريطانية الجائرة. قاد غاندي حملة وطنية لمساعدة الفقراء وتحرير المرأة الهندية والتآخي بين الجماعات الهندية من أديان وإثنيات مختلفة وضد التمييز الطائفي. ناضل من أجل الاكتفاء الذاتي الاقتصادي للوطن، وناضل خاصة من أجل استقلال بلاده من أي هيمنة خارجية.
Afficher l'image d'origine
مسيرة الملح عام 1930

قاد غاندي مسيرة الملح اعتراضاً على الضريبة المفروضة على الملح. وهو من أطلق نداء "استقلال الهند" عام 1942. أمضى ست سنوات من عمره في السجن، منها في جنوب أفريقيا ومنها في الهند.

كان ورعاً ومن أتباع الفلسفة الهندية، التي كانت تفرض عليه العيش ببساطة، وكان يصنع ثيابه بنفسه ويغسلها، وكان نباتياً في طعامه، يصوم لفترات طويلة سواء للتعبد أو للاحتجاج السياسي.
Afficher l'image d'origine
رسم عن صورة لغاندي ينسج ثيابه

استقلت الهند عام 1947، وعاشت بين عامي 1945 و 1947 فترة اقتتال انتهت بانفصال باكستان وبنغلاديش عن الهند، انفصال قاومه غاندي بشدة، إلا أنه أجبر على الموافقة عليه في النهاية خشية وقوع حرب أهلية مدمرة.

ومع كل هذه الحياة التي بناها على السلام ومقاومة الظلم بالعصيان المدني واللاعنف، إلا أنه مات مقتولا عام 1948 وكان عمره يقارب الثمانين. تم قتله بإطلاق الرصاص عليه وهو ذاهب إلى اجتماع صلاة ... وذلك بتهمة تمزيق الهند وإضعاف البلد، بسبب انفصال الباكستان وبنغلاديش عن الهند. أما القاتل كان من مقربي حزب هندي فاشي!

يحتفل في الهند بعيد ميلاده كعيد رسمي، واعتبر هذا اليوم يوماً عالمياً للاعنف من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2007.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق