بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 21 ديسمبر 2015

أصل الشاي... من الصين أم الهند؟

Afficher l'image d'origine


بحسب إحدى الحكايات الصينية فإن الشاي استعمل كشراب منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، وذلك عندما وقعت بعض أوراق من شجرة في مياه ساخنة كان الإمبراطور شينونغ يغليها في جرة ليشربها ويوقف عطشه. ولكن الإمبراطور استطاب الشراب وشاع استخدامه من يومها. حكاية أخرى تقول إن الإمبراطور أثناء تذوقه لنباتات الأرض، أكل خطأ بعضاً من نبتة ضارة فذهب وتمدد تحت شجرة شاي حيث سقطت بعض أوراقها فمضغها وقدّر فوائدها.

أما الأسطورة الهندية فتقول إن قصة الشاي إنما تعود إلى بودهيدهمارا، الذي أسس في الصين مدرسة عرفت باسم "شان"، وأن هذا الراهب نام بعد تأمل استغرقه تسع سنوات أمام جدار. ولدى استيقاظه شعر بالذنب فقص جفنيه ليتجنب النوم وقذف بهما إلى الأرض، لتظهر على إثر ذلك شجرة الشاي.
Afficher l'image d'origine
بودهيدهمارا
Afficher l'image d'origineولكن من المؤكد اليوم بأن الشاي ظهر في الصين في أيام أسرة هان الغربية في القرن الثالث قبل الميلاد، حيث اكتشفت أواني الشاي. استخدم في البداية لمنح الماء الذي نغليه قبل شربه مذاقاً عطرياً. وعرف بفوائده في المساعدة على تخفيف التعب، واستثارته للهمم وتقويته للنظر. وأصبح الشاي شراباً يومياً في أيام أسرة هان الشرقية منذ القرن الثالث الميلادي. 

وأول كتاب عن الشاي ظهر في القرن الثامن في الصين. يشرح فيه مؤلفه لو يو كيف يحضر الشاي.
تطحن أوراق الشاي والمسحوق الناتج يضغط على شكل مكعبات لتسهيل نقله ربما بإضافة سائل بكميات محدودة لتسهيل تماسك المسحوق. ولتحضير الشاي بعد ذلك يفتت المكعب المضغوط، ويشوى بالنار للتخلص مما يكون قد وصل إليه من حشرات أو أوساخ، وأيضاً لإعطائه طعم أطيب. بعد ذلك يغلى المسحوق ويضاف إليه الزنجبيل أحياناً أو البصل، للوصول إلى خليط كثيف بعض الشيء، بنكهة حارقة قليلاً، ويصب في زبادي خاصة.

كما أن مكعبات الشاي هذه استخدمها الصينيون كعملة وهذا ما سمح بانتقال الشاي إلى شعوب أخرى، فقد كان الصينيون يشترون الأحصنة من المنغوليين ويدفعون ثمنها مكعبات شاي!

الشاي الذي نعرفه اليوم هو من أوراق الشاي المجففة، الذي بدأ تداولها، بدلاً من مسحوق الشاي ومكعباته، منذ القرن الرابع عشر. 
بقي أن نقول إن الأصل في الشاي أن يشرب بلا سكر، وهكذا يفعل الصينيون، وفي بلادنا يشرب أحياناً مع الكثير من السكر، ولكن لكل ثقافته، فهكذا الأمم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق